من عروض السيرك والمقاهي إلى الشاشة: قصص المهنة الأولى لفناني العصر الذهبي

من عروض السيرك والمقاهي إلى الشاشة: قصص المهنة الأولى لفناني العصر الذهبي

قبل أن تسلط عليهم الكاميرات الأضواء وتزف لهم خشبات المسارح التصفيق، عاش عدد من فناني الزمن الجميل حياة مليئة بالتحديات والمهن البعيدة كل البعد عن الفن، بعضهم عمل في السيرك، وآخر في البنوك أو حتى ساحات المحاكم، لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا كان الإصرار على بلوغ حلم التمثيل، ولو بعد حين.وفي السطور التالية نستعرض محطات غير مألوفة في حياة 4 من كبار الفنانين الذين شقوا طريقهم من قاع الحياة إلى قمة المجد الفني.نجيب الريحاني.. من البنك إلى خشبة المسرحلم يكن الطريق إلى الكوميديا مفروشًا بالضحك بالنسبة لنجيب الريحاني، فقد بدأ حياته العملية موظفًا في البنك الزراعي، حيث التقى بالمخرج عزيز عيد، ومن هذه الزمالة المصرفية، انطلقت شرارة المسرح عندما التحقا سويًا بدور “الكومبارس” في دار الأوبرا، ليبدأ الريحاني مشواره مع التمثيل من خلال رواية “الملك يلهو”.وبالرغم من أنه لم يكن شغوفًا بالكوميديا في البداية، فإن احتكاكه بعزيز عيد وحضوره لعروض الفرق الأجنبية الراقية صقل رؤيته الفنية، ليتحول لاحقًا إلى أحد أبرز رواد الكوميديا الاجتماعية في العالم العربي.إسماعيل ياسين.. من صبي مقهى إلى نجم المونولوجعلى عكس الضحك الذي ملأ شاشات السينما بصوته وحركاته، كانت بدايات إسماعيل ياسين مليئة بالمآسي، فقد اضطر لترك التعليم مبكرًا بعد إفلاس والده الصائغ وسجنه وعمل مناديًا أمام محال الأقمشة، ثم سائس سيارات وصبيًا في مقهى بشارع محمد علي.
حلمه الأول كان أن يصبح مطربًا مثل محمد عبد الوهاب، لكن الواقع دفعه للعمل في مهن هامشية، إلى أن التقى بالكاتب أبو السعود الإبياري الذي شكل معه ثنائيًا فنيًا شهيرًا وفتح له أبواب فرقة بديعة مصابني، ليبدأ إسماعيل رحلة التألق كمونولوجست، قبل أن يصبح لاحقًا نجمًا سينمائيًا له بصمته الخاصة.يوسف وهبي.. مصارع في السيرك وهارب من “العار العائلي”ولد يوسف وهبي في كنف عائلة من الأثرياء، وكان والده يأمل في أن يرث عنه مهنة الزراعة، لكن عشق الابن للتمثيل دفعه إلى العمل كمصارع في سيرك الحاج سليمان، وهذه الخطوة كانت كافية لاعتبار العائلة أنه جلب لهم “العار”، ليُطرد من المنزل ويتم إلحاقه بمدرسة زراعية لإبعاده عن الفن.إلا أن وهبي لم يستسلم، فهرب إلى إيطاليا لدراسة المسرح، مغيرًا اسمه إلى “رمسيس” تهربًا من ملاحقة العائلة، وعاد بعد وفاة والده، محملًا بشغف جديد للفن، سرعان ما تُوّج بزعامة المسرح والسينما في مصر، وصار يُلقب بـ”بابا المسرح العربي”.فريد شوقي.. موظف حكومي حالم بالسينمالم تكن بدايات فريد شوقي في الفن مفروشة بالورود أيضًا، فبعد أن ظهرت موهبته الفنية في سن مبكرة، قوبل حلمه بالتمثيل بالرفض من والده، ليلتحق بمعهد الهندسة التطبيقية ومنها إلى وظيفة حكومية لا تشبهه.شعوره بالاغتراب عن هذا المسار دفعه للتقديم في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أثبت نفسه رغم صغر حجم أدواره، ولم تطل المدة حتى لفت الأنظار وشارك أمام فاتن حمامة في أولى خطواته السينمائية، ليصبح لاحقًا “ملك الترسو” وأحد أعمدة السينما المصرية.