هل تلوح في الأفق نهاية حرب غزة بعد إطلاق سراح الأمريكي عيدان ألكسندر؟

هل تلوح في الأفق نهاية حرب غزة بعد إطلاق سراح الأمريكي عيدان ألكسندر؟

سلمت حركة «حماس» الفلسطينية، اليوم الاثنين، الجندى الإسرائيلى الأمريكى عيدان ألكسندر، الذى كان محتجزًا لديها داخل قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وسط ترقب لإعلان من إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ينهى الحرب المستعرة منذ أكثر من عام ونصف العام.وأعلنت «حماس» أن الإفراج عن الجندى الإسرائيلى الأمريكى يأتى كبادرة حسن نية تجاه إدارة «ترامب»، وفى إطار جهود الوسطاء المصريين والقطريين التى تهدف لوقف الحرب الإسرائيلية فى غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين الذين يعيشون أزمة إنسانية غير مسبوقة.وتأتى هذه الخطوة نتيجة المفاوضات التى جرت بين «حماس» وإدارة «ترامب»، بمشاركة مصر وقطر، من أجل تحقيق تقدم واضح فى جهود وقف الحرب بالتزامن مع زيارة «ترامب» إلى المنطقة، التى تبدأ اليوم الثلاثاء، وتشمل زيارة قطر والسعودية والإمارات. الصفقة تمت بوساطة من مصر وقطر.. ودون أى مشاركة إسرائيلية أشاد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بقرار «حماس» إطلاق سراح عيدان ألكسندر، تحت بند «بادرة حسن النية تجاه واشنطن». وقال «ترامب» إن إطلاق سراح «ألكسندر» خطوة حسنة النية تجاه الولايات المتحدة، وجهود الوسطاء فى قطر ومصر، لإنهاء حرب غزة، التى وصفها بـ«الوحشية»، مشددًا على ضرورة إنهاء الحرب الحالية فى غزة، فى تغير واضح لموقفه تجاه السعى الإسرائيلى لتوسيع العملية العسكرية فى القطاع وإعادة احتلاله من جديد.ورحبت مصر وقطر بالخطوة فى بيان مشترك صادر عن وزارتى الخارجية فى البلدين، جاء فيه أن «موافقة حماس تعد بمثابة بادرة حسن نية وخطوة مشجعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق، فى إطار معالجة الأوضاع المأساوية فى القطاع».وأكد الجانبان الحاجة الماسة لإنهاء الحرب على غزة لتجنب المزيد من التداعيات الإنسانية، والمضى قدمًا بإرادة صادقة وبنية حسنة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام فى المنطقة.وجددت مصر وقطر تأكيد استمرار جهودهما المنسقة فى ملف الوساطة بقطاع غزة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة، وصولًا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التى خلقتها.ويأتى إعلان «حماس» عن إطلاق سراح الجندى الأمريكى بالتزامن مع تقارير صحفية إسرائيلية كشفت عن دور أمريكى فاعل قادته إدارة «ترامب»، عبر مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، فى ممارسة ضغوط ضخمة لإتمام عملية الإفراج.وقالت مصادر إسرائيلية إن الخطوة جاءت بعد حصول «حماس» على ضمانات من وسطاء أمريكيين بأن الإفراج عن «ألكسندر» سيكون «خطوة ذات مغزى» لدى إدارة «ترامب»، التى تسعى بدورها إلى وقف الحرب فى غزة، ولو عبر مراحل.ووصل «ويتكوف» إلى تل أبيب، أمس، بالتزامن مع الاستعدادات للإفراج عن الجندى الأمريكى من قِبل «حماس». وعقد المبعوث الأمريكى اجتماعًا مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، عقب وصوله إلى تل أبيب، شهد مناقشات حول رؤية «ترامب» لإنهاء الحرب فى غزة، خلال زيارته المرتقبة إلى المنطقة. وأكدت التقارير الإسرائيلية أن إدارة «ترامب» قادت مفاوضات الإفراج عن عيدان ألكسندر دون أى تنسيق مباشر مع حكومة «نتنياهو»، بل عبر وساطة مصر وقطر، وبشكل منفصل عن المسار الإسرائيلى.وقالت مصادر أمريكية إن «واشنطن تعمدت إقصاء إسرائيل عن هذه القناة التفاوضية»، فيما وصفه مسئولون إسرائيليون بأنه «فشل دبلوماسى صادم» و«طعنة فى الظهر»، خاصة أن الجندى يحمل جنسية مزدوجة «أمريكية وإسرائيلية»، ويفترض أن «تل أبيب صاحبة الحق الأول فى المفاوضات بشأنه».وحسب التقارير ذاتها، تأتى زيارة «ويتكوف» لإسرائيل لإبلاغ «نتنياهو» بما توصلت إليه المفاوضات، لا للتنسيق أو التشاور، موضحة أن «المبعوث الأمريكى أجرى اتصالًا مع نتنياهو، ورون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية فى إسرائيل، لإطلاعهما على أن صفقة إطلاق عيدان تمت عمليًا، وتم التوافق عليها مع الأطراف المعنية».وأكدت مصادر إسرائيلية أن زيارة «ويتكوف» تأتى لترتيب تفاصيل ميدانية تتعلق بـ«الممر الآمن» اللازم لإطلاق سراح «عيدان»، ووقف مؤقت للطلعات الجوية على غزة، وفق ما نشره موقع «والا» الإسرائيلى، مضيفة: «الزيارة لم تغير حقيقة أن واشنطن تصرفت منفردة، فى استعراض ناعم لقوتها أمام حكومة نتنياهو التى تعيش أسوأ لحظاتها».وبالفعل، تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلى تعليمات بوقف الطلعات الجوية فوق غزة، سواء الاستخباراتية أو القتالية، اعتبارًا من الثانية عشرة ظهر أمس الإثنين، ولمدة ٨ ساعات، مع تأمين «ممر آمن» لخروج الجندى من منطقة خان يونس.وتكشف هذه الخطوات الأمريكية عن حجم تهميش إسرائيل فى القرار النهائى، الذى سبب نوعًا من الإحراج السياسى لـ«نتنياهو». لعل هذا ما دفع يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إلى الهجوم على «نتنياهو»، قائلًا: «الاتصالات الأمريكية- الحمساوية فشل دبلوماسى مدوٍ لحكومة نتنياهو».الإعداد لمؤتمر القاهرة الدولى لإعادة الإعماربحث الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أمس، خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، الخطوات المقبلة لتنفيذ الخطة العربية- الإسلامية للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، والإعداد لمؤتمر القاهرة الدولى لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة. كما بحث الجانبان، خلال الاتصال، أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث ثمن «عبدالعاطى» الوتيرة التصاعدية فى العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى ما يجمع القاهرة والدوحة من روابط وأواصر قوية تحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.وتبادل وزير الخارجية الرؤى مع نظيره القطرى حول مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة والجهود المشتركة للبلدين مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل ودون عوائق. ورحب الجانبان بالإعلان عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى «عيدان ألكسندر»، مؤكدين أنها تعد بادرة مشجعة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتعطى دفعة لجهود الوساطة التى تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة، وللمضى قدمًا نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام فى المنطقة.حكومة نتنياهو: «المفاوضات تحت النار»أكد مسئولون إسرائيليون أن الإفراج عن عيدان ألكسندر لا يغلق الباب أمام صفقة أسرى جزئية أو موسعة، مضيفين لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «التقديرات لدينا تفيد بأن (حماس) أدركت أن تقديم بادرة تجاه الأمريكيين هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لها لتجميد التصعيد الحالى».واعتبر المسئولون الإسرائيليون، فى تصريحات للصحيفة، أن «التخوف الآن من الضغط الذى ستمارسه أمريكا على إسرائيل للموافقة على صفقة قد تكون بشروط سيئة».وتدور المفاوضات فى الوقت الحالى حول مقترح طرحه «ويتكوف» فى مارس الماضى، ووافقت عليه إسرائيل مبدئيًا، لكن لا تزال «حماس» تدرسه بشروط مختلفة. وقال مسئول إسرائيلى آخر، فى تصريحات لصحيفة «زمان إسرائيل»، إن «حماس وافقت على إطلاق سراح عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية تجاه إدارة ترامب، على أمل أن تقنع واشنطن إسرائيل بإنهاء الحرب فى قطاع غزة».وأضاف: «حماس تلقت ضمانات من الجانب الأمريكى، عبر وسطاء، مفادها أن إطلاق سراح ألكسندر سيكون خطوة ذات مغزى بالنسبة لترامب، الذى يرغب برؤية باقى الأسرى يتم الإفراج عنهم وإنهاء الحرب فى غزة».من جانبه، قال مكتب «نتنياهو» إن إسرائيل لم تلتزم بأى وقف لإطلاق النار، أو بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الأسير عيدان ألكسندر، بل فقط بـ«ممر آمن» يتيح الإفراج عن «عيدان».وتابع: «نحن فى أيام حاسمة، حيث يُعرض على (حماس) اتفاق يمكن أن يؤدى إلى تحرير الأسرى»، مشددًا فى الوقت ذاته على أن «المفاوضات ستستمر تحت النار ومع استعدادات لتصعيد القتال».وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن المفاوضات حول مقترح «ويتكوف»، الذى وافقت عليه إسرائيل، مستمرة تحت النار، وإذا وافقت «حماس» عليه سيتم تأجيل توسيع العملية العسكرية لتنفيذ الصفقة.وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، عن أن وفد مفاوضات إسرائيليًا سيكون موجودًا فى القاهرة، من أجل النقاش حول مقترحات الوصول إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف الحرب. ومن المتوقع أن تعلن إدارة «ترامب»، بالتعاون مع الوسطاء فى مصر وقطر، عن مقابل واضح لخطوة «حماس» بإطلاق سراح الرهينة الأمريكى. ويُرجح بأن تتجه إدارة «ترامب» إلى إلزام «نتنياهو» وحكومته بالعودة إلى مفاوضات أكثر جدية، يكون هدفها وقف الحرب فى غزة، على أن يبدأ ذلك بهدنة، ربما تسمى «هدنة إنسانية»، تستمر لما بين ٦٠ و٧٠ يومًا، وقد تصل إلى ٩٠. كذلك سيتم فتح المعابر، أو تخصيص مسارات يتم الاتفاق عليها، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المدنيين الفلسطينيين، بوتيرة سريعة وآلية لا تعرقل وصولها الفورى للمحتاجين، وتمنع استمرار المجاعة فى غزة، فضلًا عن إدخال البضائع للتجار، فى ظل أن التقديرات تشير إلى أن البضائع داخل القطاع على وشك النفاد خلال أقل من أسبوعين.