قاتل من أجلها.. حكاية غريبة لرجاء النقاش مع عفاف راضي

تمر اليوم ذكرى ميلاد الفنانة عفاف راضي المولودة في مثل هذا اليوم من العام 1954، وتمثل قصة اكتشافها استناء في سماء الفن المصري، لتصبح فيما بعد أحدى أبرز الأصوات المصرية التي أثرت في وجدان الجمهور العربي بأعمالها المتميزة، في التالي تعرف على القصة الكاملة لاكتشاف عفاف راضي وكيف كان للناقد الأدبي رجاء النقاش دور في تقديمها للساحة الفنية.
عفاف راضي
عرف عن رجاء النقاش تقديم العديد من الأصوات الأدبية التي أصبحت فيما بعد ذائعة الصيت في العالم العربي على رأسهم محمود درويش، سميح القاسم، الطيب صالح وغيرهم، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن النقاش كان له فضل كبير في تقديم صوت عفاف راضي وهذا ما تشير إليه مجلة الكواكب في عددها الصادر 10 يناير1967 والذي قدم ندوة تعد الأولى ضمت عددا من نجوم الموسيقى والثقافة في مصر منهم الموسيقار محمد الموجي والملحن حلمي بكر والشاعر صلاح جاهين، ليقدموا رؤيتهم في صوت الفتاة التى لم تكمل الـ15 عامًا.
محمد جلال فرج
يشير الباحث الفني محمد جلال فرج في مقالة بعنوان “رسالة بعلم الوصول.. إلى عفاف راضى ردى السلام عملية البحث عن صوت الدفء الغائب المنشور في ”الدستور” إلى أن رجاء النقاش نفسه كتب تغطية الندوة ووصفها بأنها ندوة غريبة ومثيرة لأنها لا تناقش قضية فكرية أو فنية كما هى العادة، لكنها اجتمعت لأمر آخر يخص فتاة صغيرة لم تكمل الخامسة عشر من عمرها بعد اسمها عفاف راضى، رأى فيها رئيس تحرير «الكواكب» بذرة واعدة لشجرة وارفة الظلال فى المستقبل الذى سيأتى حتمًا فى يوم ما دون أن تكون شمس أم كلثوم ساطعة، لذلك رأى رجاء ومن معه فى تلك الصبية مشروعًا لامتداد كلثومى يحافظ على القمة الغنائية المصرية.
بعدها بسنوات تثمر مجهودات بتلحين بليغ للفنانة عفاف راضي وتبينه بالرغم أنه الوحيد الذي كان ضمن حضور الندوة التي جاءت قبل نكسة 1967، والتي أدت لانشغال الجميع بما جرى منهم من دخل حال اكتئاب صلاح جاهين:”من منهم من انصرف تمامًا عن صوت عفاف في تلك الفترة رغم كلماتهم المشجعة والواثقة في صوت عفاف.
يروي النقاش: “كنت أبكى من السعادة لأننى وجدت فنانًا كبيرًا ويقصد بليغ حمدي متحمسًا فى وسطنا الفنى الذى نسى الحماس وتعلم البرود والدبلوماسية وعدم الرغبة فى اكتشاف شىء جديد والاكتفاء بما هو موجود؛ لأنه «ليس فى الإمكان أبدع مما كان”.وولدت عفاف راضي في 1954 بالغربية، وانتقلت مع أسرتها إلى القاهرة من أجل تحقيق حلمها بالغناء، وهو الحلم الذي تحول إلى واقع فني مشرق، جعل منها رمزًا للغناء المصري الأصيل.