“أحوال جوية غير تقليدية”.. تحذير رسمي بشأن تأثيرات المناخ على الزراعة

“أحوال جوية غير تقليدية”.. تحذير رسمي بشأن تأثيرات المناخ على الزراعة

تمر البلاد حاليًا بواحدة من أكثر الفترات المناخية اضطرابًا، وسط موجات طقس شديدة التقلب وغير مسبوقة، وهذا التغيير في درجات الحرارة أو اتجاه الرياح، يتطلب فهماً واستجابة سريعة من المزارعين الذين يقفون في الخطوط الأمامية للتأثر بهذه الظواهر.وبينما تتسارع وتيرة التغيرات المناخية، تتصاعد معها التحديات التي تواجه الزراعة المصرية، إذ لم تعد الأمور تسير على وتيرة المواسم المعتادة، بل أصبح كل يوم يحمل في طياته مستجدات تؤثر على النبات والتربة وجودة الإنتاج، ومن هنا تأتي ضرورة التفاعل الفوري مع التحذيرات والتوصيات الرسمية الصادرة عن الجهات العلمية المختصة.

تحذير رسمي من مركز التغيرات المناخية

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز التغيرات المناخية التابع لوزارة الزراعة، أن البلاد تمر حاليًا بإحدى أصعب الفترات المناخية على الإطلاق، إذ نشهد موجات غير معتادة من التقلبات الجوية، مؤكدًا أن ما يحدث ليس مجرد ظاهرة طقس عادية، بل نتيجة مباشرة لتغير المناخ الذي بات واقعًا نلمسه يوميًا في الأرض الزراعية، من الشجر إلى التربة ومياه الري، بل حتى في سلوك النبات وأدائه الفسيولوجي.

خطة عاجلة من ثلاث مراحل

وأوضح “فهيم” أن المركز أعد خطة متكاملة للتعامل مع هذه المرحلة الحساسة، تتكون من ثلاث مراحل رئيسية:مرحلة ما قبل الموجة:
وفيها يتم رصد وتحليل التغيرات الجوية المتوقعة، بما في ذلك طبيعة الموجة وحدودها وموعد بدايتها ونهايتها، إلى جانب اتجاهات الرياح ودرجات الحرارة المتوقعة وتأثيراتها المحتملة على المحاصيل الزراعية.مرحلة أثناء الموجة:
وتشمل إصدار توصيات فنية عاجلة للمزارعين مثل وقف بعض المعاملات الزراعية (كالري أو الرش) أو تعديلها حسب حالة الطقس، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لتقليل الإجهاد على النبات وحمايته من الاضطرابات الفسيولوجية.مرحلة ما بعد الموجة:
وتهدف إلى تنفيذ إجراءات إصلاحية لإعادة توازن النمو النباتي، والتعامل مع أي أعراض مرضية أو اضطرابات ظهرت نتيجة الموجة الجوية، إلى جانب تقديم توصيات لإعادة توجيه الموسم نحو المسار السليم.معلومة مهمة للمزارعينالمشهد الحالي هو نتاج لتسلسل مناخي غير تقليدي بدأ بشتاء متأخر، تلاه ربيع متقلب، ثم صيف مبكر جدًا، ما أدى إلى إجهاد واضح لعدد كبير من المحاصيل، منها:أشجار الفاكهة: المانجو، الزيتون، العنب، الرمان، التين، والمتساقطات عمومًا.محاصيل الخضر: الطماطم، الفلفل، الخيار، البطيخ، الكنتالوب، الباذنجان.المحاصيل الصيفية المزروعة حديثًا: القطن، الذرة، السمسم، فول الصويا، لب العباد، الأرز.

إجراء عاجل مطلوب

شدد المركز على ضرورة المتابعة اللحظية لكل توصية أو منشور يصدر عنه، محذرًا من الاعتماد فقط على ما يتم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي بسبب التضييقات التي قد تعرقل وصول المعلومة في وقتها، مناشدا المركز المزارعين بالتفاعل الفوري مع التوصيات المنشورة.

رسالة واضحة للمزارعين

واختتم الدكتور محمد فهيم حديثه برسالة موجهة لكل مزارع، قائلاً: “نحن نعمل وفق تحليل علمي دقيق، وملتزمون بدعمكم بالمعلومة والتوصية في وقتها المناسب، لكن لا بد من التعاون في التنفيذ، لأن الزراعة اليوم لم تعد كما كانت، والمواسم أصبحت معرضة لتغير مفاجئ قد يهدد المحصول بالكامل”.