الفارسي للـ “الدستور”: الأوضاع في طرابلس باتت معقدة جداً وتهدد أمن ليبيا بشكل كامل

الفارسي للـ “الدستور”: الأوضاع في طرابلس باتت معقدة جداً وتهدد أمن ليبيا بشكل كامل

أكد الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الدرنة الليبية، أن الأوضاع في العاصمة طرابلس أصبحت معقدة للغاية، خاصة بعد التوترات الأخيرة التي شهدتها العاصمة ما يؤثر على أمن واستقرار ليبيا.وشهدت طرابلس، أمس الإثنين، اشتباكات عنيفة قتل خلالها عبدالغني الككلي “غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي على يد اللواء 444 بقيادة محمود حمزة التابع لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة. وقال الفارسي في تصريحات خاصة لـ”الدستور”،  إن الوضع في طرابلس يتجه نحو التصعيد العسكري، حيث تسود الاشتباكات والمواجهات المسلحة، وهو ما يساهم في زيادة التوترات بين مختلف الأطراف، هناك مؤشرات على أن بعض الشخصيات السياسية، مثل محمد بحرون المعروف باسم “الفار” وعبد الرؤوف كاره، سيواجهون تصفيات سياسية على يد الجماعات المسلحة، وعلى رأسها مجموعة 444 وكتائب مصراتة.
 

الفارسي: ما يحدث بطرابلس محاولة للهيمنة على الدولة

وأضاف الفارسي أن هذه الجماعات تسعى إلى تصفية الحسابات مع شخصيات سياسية معينة في طرابلس، ويهدفون إلى السيطرة على المدينة بالكامل. وقال إن “ما يحدث اليوم في طرابلس هو محاولة من هذه الأطراف للهيمنة على مفاصل الدولة، خاصة مع قرب تشكيل حكومة جديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية، وهو ما يهدد خططهم ويؤثر على مصالحهم، مشيرًا إلى أن الفوضى في العاصمة تساهم في تعطيل أي محاولات لإجراء انتخابات أو إصلاحات سياسية”.وأشار الفارسي إلى أن المجتمع الدولي يتابع الوضع في طرابلس عن كثب، ولكنه لا يبدو أنه قادر على التدخل بشكل حاسم. وقال: “من الواضح أن حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس أصبحت غير قادرة على السيطرة على الوضع، في ظل الفساد والانهيار المؤسساتي الذي تعاني منه البلاد، كما أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين استقرار المناطق الشرقية والجنوبية التي تشهد استقرارًا نسبيًا بفضل جهود الجيش الوطني، بينما الوضع في الغرب يتدهور بشكل سريع”.

الفارسي: استمرار الاضطرابات في طرابلس يؤدي إلى الفوضى

وفي حديثه عن الوضع في بنغازي، أكد الفارسي أن المدينة شهدت استقرارًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ما يعكس الفرق الكبير بين المناطق التي تنعم بالأمن وتلك التي تشهد فوضى. وقال: “الحالة في الغرب تؤثر سلبًا على مستقبل ليبيا ككل، إذ إن استمرار الاضطرابات في طرابلس قد يؤدي إلى تصعيد العنف وانتشار الفوضى، ما سيؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي”.وحذر الفارسي من أن استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، بما في ذلك زيادة عمليات تهريب السلاح وانتشار الجرائم، مما يفاقم الوضع الأمني في المنطقة. وأضاف: “إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فسيكون هناك تأثير كبير على ليبيا والمنطقة ككل، وهذا يمثل تهديدًا حقيقيًا للسلام والأمن”.