تشقق في جدار التحالف بين الصهيونية والولايات المتحدة!

بدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم، أول رحلة خارجية كبيرة له، بزيارة ثلاث دول في الشرق الأوسط ـ المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة ـ دون توقف في تل أبيب.. هذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها إسرائيل، أو بمعنى أدق، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.. فمن الشروع في محادثات نووية مع إيران، إلى محاولة إجراء محادثات مع حماس دون علم إسرائيل، قام ترامب بتهميش نتنياهو بشكل متزايد، مما أثار القلق في بلد اعتاد منذ فترة طويلة على التشاور معه، من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.في الأسبوع الماضي، اعتقد الإسرائيليون أنهم رأوا المزيد من التصدعات تظهر بين رئيس (أمريكا أولًا) وإسرائيل، بعد أن قال ترامب إنه أبرم هدنة مع المتمردين الحوثيين في اليمن، كبحت هجمات المجموعة على السفن الأمريكية، لكنها لم تغطي إسرائيل.. بعد أيام، ظهرت تقارير تفيد بأن ترامب يفكر في منح المملكة العربية السعودية إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا النووية المدنية، دون مطالبة الرياض بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو شرط مسبق وضعه الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.. وأمس، تم إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، بعد محادثات مباشرة مع مسئولين أمريكيين.. ليتساءل العديد من الإسرائيليين، عما إذا كانت إسرائيل هي الحليف القادم للولايات المتحدة الذي يتركه الرئيس الذي اعتبرو ـ قبل أشهر فقط ـ الأكثر تأييدًا لإسرائيل في التاريخ!!.(إنه أمر مقلق)، قالها مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن.. (إنه ذعر تام)، قالها شالوم ليبنر، المساعد السابق لنتنياهو والزميل في المجلس الأطلسي، واصفا المزاج السائد في إسرائيل.. بينما رأى دينيس روس، المسئول الكبير السابق في وزارة الخارجية، والذي عمل كمبعوث للشرق الأوسط في عهد الرئيسين الديمقراطي والجمهوري، أن المخاوف الإسرائيلية بشأن مفاوضات ترامب مع إيران، والتهديدات الأخرى لإسرائيل (لا تؤخذ في الاعتبار، أو إذا كانت كذلك، يتم رفضها).. وأشار روس، إلى أن الأصوات في إدارة ترامب، التي تدعو إلى تقليل التشابكات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط آخذة في الصعود، بينما من المرجح أن يضع ترامب أولوية قصوى خلال رحلته لجلب مليارات الدولارات من استثمارات مع ممالك الخليج العربي الغنية إلى الولايات المتحدة، (ما تراه، هو أن الرئيس ترامب لديه فكرة عما هو في مصلحتنا، وهذا يأتي أولًا.. إنه يحدد طبيعة مصالحنا في الخارج، ليس من خلال سياق جيوسياسي أو أمني، ولكن من خلال إطار اقتصادي ومالي وتجاري.. أعتقد أن الرئيس ترامب قد يكون لديه وجهة نظر، مفادها أن واشنط نمنح أربعة مليارات دولار سنويًا كمساعدات عسكرية لإسرائيل.. وهذا معناه، أنه يفعل الكثير لدعم الإسرائيليين).السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، رفض التأكيد على أن إدارته تتجاهل المخاوف الإسرائيلية، وقال إن (الولايات المتحدة ليست مُلزمة بالحصول على إذن من إسرائيل) للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الحوثيين.. بعد يوم واحد، لجأ هاكابي إلى حسابه على منصة X، للتنديد بما وصفه بالتقارير الإعلامية (المتهورة وغير المسئولة) التي أشارت إلى أن ترامب ونتنياهو (لا يتوافقان).. وفي إسرائيل اليوم، تمثل المخاوف المتزايدة انعكاسًا حادًا عن نوفمبر، عندما احتفل الكثيرون بانتخاب ترامب.. وأشاد نتنياهو بأنها (أعظم عودة في التاريخ).. ورأى الوزراء في حكومته اليمينية المتطرفة ذلك ضوءًا أخضر للتوسع، ودعوا على الفور إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب حرب غير مقيدة ومستوطنات يهودية جديدة في غزة.لكن المزاج بدأ يتغير حتى قبل تنصيب ترامب.. في الأحاديث الخاصة، تذمر بعض حلفاء نتنياهو من مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي ضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، وزعموا أن ويتكوف تأثر بالعلاقات التجارية الشخصية مع قطر.. بدأ آخرون يخشون من أن تفضيل ترامب لإبرام الصفقات، سيمنع توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، أو يؤدي إلى اتفاق نووي، من شأنه أن يسمح لإيران بالاحتفاظ ببعض قدرات تخصيب اليورانيوم.. وفي المكتب البيضاوي في أبريل الماضي، أعلن ترامب أمام نتنياهو والصحافة المجتمعة، ويشكل مفاجئ، أن الولايات المتحدة ستجري محادثات مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي.. ساعتها، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي ـ الذي دفع القادة الأمريكيين لأكثر من عقد من الزمان، إلى استخدام القوة العسكرية لتفكيك المنشآت النووية الإيرانية بعيدًا ـ مندهشًا بشكل واضح.وقال أحد مستشاري ترامب، الذي وصف معاملة ترامب لنتنياهو، بأنها على قدر (درجة واحدة أعلى) من اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل ثلاثة أشهر.. إن أصوات المؤثرة لمؤيدي ترامب، حتى في الكونجرس،ممن يسمون بفريق MAGA، عملت طوال الأشهر الماضية، على مقاومة جهود جماعات الضغط الموالية لإسرائيل والجمهوريين المحافظين الجدد، لتنصيب صقور إيران وغيرهم، ممن يُنظر إليهم على أنهم متعاطفون بشكل مفرط مع نتنياهو، في مناصب رئيسية في الأمن القومي.. وتمت إقالة مستشار الأمن القومي السابق، مايكل والتز، من منصبه بعد أن بدا أنه انخرط في تنسيق مكثف مع نتنياهو، حول الخيارات العسكرية ضد إيران، مما أثار غضب ترامب، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست هذا الشهر.. (في MAGA، نحن لسنا من مشجعي بيبي)، قال مستشار ترامب، مستخدما لقب نتنياهو.. (ترامب مُصر: إنه يريد من الناس أن يضعوا البنادق جانبًا).ويقول مسئولون ومحللون إسرائيليون، إن صعود جناح متشكك في إسرائيل في واشنطن، لا سيما داخل الحزب الجمهوري الذي ينظر إليه تقليديا على أنه قريب من إسرائيل، يشكل تحديًا جديدًا.. فلعقود من الزمان، عندما اشتبك الرؤساء الأمريكيون، من الجمهوري، جورج بوش الأب، إلى الديمقراطي باراك أوباما، مع إسرائيل حول مسائل تتراوح، من سياسة الاستيطان في الضفة الغربية إلى الاستراتيجية تجاه إيران، اعتمدت إسرائيل على مؤيديها في الكونجرس للرد.. ومع ذلك، حتى بعد أن ألقى نتنياهو وبعض مؤيدي إسرائيل بثقلهم وراء ترامب، فإن عددًا من المُشرعين الجمهوريين المتحالفين مع الرئيس، مثل النائبة مارجوري تايلور غرين، الجمهورية من جورجيا، يبتعدون بشكل متزايد عن إسرائيل، تاركينها دون ملاذ في الكونجرس.. (هناك المزيد والمزيد من الانتقادات، حيث يقول الناس: نضع كل بيضنا في سلة واحدة، والآن نحن خالي الوفاض)، قال أميت سيجال، المحلل السياسي الإسرائيلي البارز.. ماذا ستفعل إسرائيل الآن؟ أ اتصل بالنائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز؟.. إنها مشكلة).من جانبهم، قلل حلفاء نتنياهو من أهمية أي خلاف بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين.. وقال أحد أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إن المخاوف في إسرائيل ترجع ببساطة إلى عدم تطابق التوقعات، (كان الكثير من الناس سعداء للغاية، لدرجة أنهم لم تكن كامالا هاريس هي الفائزة بمنصب الرئيس في الولايات المتحدة، لدرجة أنهم اعتقدوا أن ترامب سيكون رئيسًا أمريكيا من حزب الليكود.. سيفعل ما تريده إسرائيل.. لكن هذه التوقعات لم تكن واقعية أبدًا، وأعتقد أن رئيس الوزراء كان يفهم ذلك دائمًا).. وأشاد مسئول إسرائيلي آخر بترامب، لتقديمه ذخائر ثقيلة للجيش الإسرائيلي وقال إنه في حين أن مسئولي إدارة بايدن ضغطوا مرارًا على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لم يقدم ترامب مثل هذه الطلبات خلال الأشهر القليلة الأولى من ولايته.. ومع ذلك، حتى مع تصور أن نتنياهو يفقد حظوة ترامب، يمكن أن يؤثر على رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم، الذي راهن على صورته العامة على قدرته على التنقل والتأثير في السياسة الأمريكية، بشكل أفضل من أي من منافسيه المحليين.خلال الانتخابات البرلمانية التي تمت بشق الأنفس عام 2019، رفع نتنياهو لوحة إعلانية ضخمة، على طول الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب، تظهره وهو يصافح ترامب فوق الشعار: (نتنياهو، في دوري مختلف).. وأظهر مقطع فيديو نشره الليكود نتنياهو، وهو يتعهد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المتنازع عليها تاريخيًا، ثم انتقل إلى إعلان ترامب ذلك بالضبط.. لكن بعد عام، أغضب نتنياهو ترامب، بإعلانه أنه سيضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مما ساهم في انهيار خطة سلام في الشرق الأوسط، وصفها ترامب بأنها (صفقة القرن)..و أثار نتنياهو غضب ترامب أكثر، من خلال تهنئة بايدن على فوزه في الانتخابات، بينما كان ترامب يعارض النتائج، كما روى الرئيس في مقابلات مع أكسيوس عام 2021.في الأيام الأخيرة، انتهز معارضو نتنياهو، اللحظة للتشكيك في تعامله مع العلاقات الأمريكية.. ووصف يائير لبيد، زعيم المعارضة الوسطية، المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس حول الرهائن، بأنها (فشل دبلوماسي مخز) من قبل نتنياهو، وقال إن (مسئولية عودتهم تقع على عاتق الحكومة).. وقال يائير جولان، زعيم حزب يساري، إن (الأمريكيين يمضون قدمًا في صفقة مع السعوديين، ويمضون قدمًا في صفقة مع إيران، ويمضون قدمًا في خطة إقليمية جديدة بمليارات الدولارات، لكنهم يتجاهلون نتنياهو وإسرائيل).. وقال أورين، السفير الإسرائيلي السابق، إن الكثيرين في إسرائيل ينسون أن ترامب (ليس من محبي المستوطنات.. كان ضد ضم الضفة الغربية وتبنى خطة الدولتين) خلال فترة ولايته الأولى.. بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل المؤثرة، لم تعد موجودة في البيت الأبيض.. (لنكن واقعيين).●●●وتمثل الكلمات التي قالها الرئيس دونالد ترامب على منصته Truth، ووصفه الإفراج عن الجندي الإسرائيلي ـ الأميركي، عيدان ألكسندر، بأنه (خطوة تم اتخاذها بحسن نية) لوضع حد للحرب، آخر ما كان ينتظره أو يتطلع إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو وحكومته اليمينية.. وفي الوقت نفسه كانت الطائرة الرئاسية الأمريكية قد تحركت باتجاه الشرق الأوسط، في أول زيارة خارجية لترامب، بعد أن أفرجت حركة حماس عن آخر الأمريكيين من مزدوجي الجنسية الإسرائيليين الأحياء المحتجزين لديها، كخطوة تدل على حُسن نيتها وجديتها في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، والإفراج عن بقية المحتجزين، مما دعا أنصار إسرائيل داخل الدوائر الأمريكية المختلفة إلى التعبير عن مخاوف من مَغَبّة إقدام إدارة ترامب على التحرك بانفراد، بالتعامل مع قضايا المنطقة دون التنسيق المسبق معها.ما لا يعرفه البعض، أن الرئيس ترامب جاء من خارج مؤسسات الحكم الأمريكية التقليدية، وهو رجل أعمال لا يؤمن كثيرًا بتعقيدات الحسابات الجيوستراتيجية التقليدية، مما ضاعف المخاوف داخل إسرائيل من مواقفه، رغم احتفائها حكومة وشعبًا بوصوله للبيت الأبيض.. وكما سبق وقلنا، أن أشاد نتنياهو بإعادة انتخاب ترامب، ووصفها بأنها (أعظم عودة في التاريخ)، وأشاد المسئولون الإسرائيليون بالرئيس الجديد، لتقديمه ذخائر ثقيلة للجيش الإسرائيلي، كان الرئيس السابق، جو بايدن، قد أوقف شحنها، إضافة لطرحه فكرة تهجير أهل غزة لخارج القطاع، وفي الوقت نفسه لم يضغط على نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.. بَيد أن ترامب قام بتهميش نتنياهو بشكل متزايد، مما أثار القلق في حكومة اعتادت منذ فترة طويلة على أن تتشاور معها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في كل خطواتها بالمنطقة.يرى معلقون، أن إدارة ترامب قررت السير منفردة وتجاهل الجانب الإسرائيلي، الذي بدا معرقلًا لجهود التفاوض حول الملف النووي مع إيران، والاتفاق بشكل منفرد مع جماعة الحوثيين على وقف استهداف السفن الأمريكية، وتجاهلت شأن السفن الإسرائيلية.. وبينما اعتبر دينيس روس، المسئول السابق بعدة إدارات أمريكية، والخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن ترامب يحدد طبيعة مصالح أمريكا في الخارج، ليس من خلال سياق جيوسياسي أو أمني، ولكن من خلال إطار اقتصادي ومالي وتجاري، هاجم روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمعروف بقربه من منظمة (أيباك)، كبرى منظمات اللوبي اليهودي الأمريكية، تحرك إدارة ترامب المنفرد، وغرد على منصة X، قائلًا (يجب على جميع الأمريكيين أن يفرحوا بالإفراج المأمول عن عيدان ألكسندر، الذي عانى من عذاب لا يمكن تصوره.. في الوقت نفسه، يجب أن نكون حذرين من مناورة حماس لدق إسفين بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي تحقيق بعض الانتصارات السياسية لهجمات السابع من أكتوبر).على مدى عقود من الزمن، وعند اشتباك الرؤساء الأمريكيين ـ من الجمهوري جورج بوش الأب، إلى الديمقراطي باراك أوباما ـ مع إسرائيل، حول مسائل تتراوح، من سياسة الاستيطان في الضفة الغربية إلى الإستراتيجية تجاه إيران، كانت إسرائيل تعتمد على مؤيديها في الكونجرس بالرد والضغط على البيت الأبيض.. وبينما يخشى جمهوريو الكونجرس من مهاجمة ترامب أو الاعتراض العلني على ما يقوم به، تزداد قوة تيار MAGA (أميركا أولًا) بين الأعضاء الجمهوريين، والذي لا يربط بالضرورة مصالح واشنطن بمصالح إسرائيل في كل القضايا.. وجاء الإفراج عن عيدان ألكسندر، ليكشف عن كيفية تأمين الجهود الأمريكية إطلاق سراح رهائن، ليس فقط دون موافقة إسرائيلية، بل مع إطلاع إسرائيل على ذلك فقط بعد انتهاء المفاوضات.. ويخشى الجانب الإسرائيلي من إصدار ترامب قرارًا، يُجبر فيه إسرائيل على القيام بشيء لا تريده، خصوصًا مع استعداد إدارته لعدم التنسيق بشكل كامل مع إسرائيل، فيما يتعلق بتواصلها المباشر مع حركة حماس.في الوقت ذاته، أشارت تقارير إلى قول مسئول في حركة حماس، إن (الكرة الآن في الملعب الأمريكي والإسرائيلي.. أعطينا الأمريكيين ما طلبوه.. إنهم بحاجة لإقناع الطرف الآخر بإعطاء بعض الأشياء أيضًا).. لكن إسرائيل، في المقابل، تنفي ضرورة تقديم تنازلات مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو، إن (عودة ألكسندر دون أي مقابل، تأتي بفضل دبلوماسية الرئيس ترامب، وضغط الجيش الإسرائيلي في غزة)!!.. وقال البيان، إن إسرائيل لم توافق على وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح ألكسندر، ولا يزال هناك ثمانية وخمسين محتجزًا في غزة، يُعتقد أن أكثر من نصفهم قد لقوا حتفهم.وغرد الدبلوماسي السابق، آرون ديفيد ميلر، الخبير بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولية، على منصة X، قائلًا إن (هناك نمطًا جديدا قيد التشكيل)، ووضح بأن كلا من (تواصل ترامب مع حماس مرتين، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين، والمفاوضات مع إيران، كلها أعمال غير منسقة مع إسرائيل.. وباستثناء فترة حكم جورج بوش الأب ووزير خارجيته جميس بيكر، فقد نسقت جميع إدارات الجمهوريين والديمقراطيين السابقة بشكل وثيق مع إسرائيل، لكن ما نراه اليوم استثنائي).. في حين اعتبر تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن، أن ترامب قد استخدم النفوذ الأمريكي واستسلم نتنياهو، وقال على منصة X أيضًا (يجب على ترامب الآن أن يحافظ على هذا الضغط، وأن يتجنب الخطأ الذي سمح لنتنياهو بخرق وقف إطلاق النار في المقام الأول.. لقد كان بإمكان بايدن أن يفعل ذلك طوال الوقت، لكنه اختار عدم القيام بذلك).●●●■■ وبعد..فقد يرى البعض أن ما يُعد تجاهلًا من ترامب لنتنياهو، هو في حقيقة أمره مناورة تكتيكية بين الرجلين، ترتبط بزيارة نتنياهو لدول الخليج الثلاث، وسرعان ما يعود الود والتنسيق بينهما إلى سابق عهده فور إنهاء ترامب زيارته، ويعود محملًا باستثمارات خليجية تصل إلى ثلاث مليارات دولار.. إلا أن مايحدث الآن ينطلق من تأثير جماعة MAGA العميق ـ التي ترى أن مصلحة بلادهم فوق كل مصلحة ـ على رؤية ترامب للأوضاع في الشرق الأوسط والعالم، والتي تتخذ من التهديد بالقوة دون استخدامها، سبيلًا للوصول إلى تفاهمات سياسية ودبلوماسية، تحقق أهداف ترامب.. بينما يريد نتنياهو الزج بواشنطن في أتون حروب لن تنتهي، لا تريدها الولايات المتحدة، حتى أن الفكرة السائدة الآن، هو سعي نتنياهو إلى توريط ترامب في حروب، وبأي وسيلة، حتى باتت إسرائيل عبئًا على أمريكا، ونتنياهو يجر ترامب إلى الوراء، بل إن البعض وصل إلى أبعد من ذلك، بأن نتنياهو، يمارس صلقًا وغرورًا، يوجه به تصرفات ترامب، أو على الأقل، يتعامل معه بندية، لا يطيقها سيد البيض الأبيض من أحد!.. لكن علينا هنا أن ننتبه إلى أن ما يحدث يتعلق بشخص نتنياهو وحكومته المتطرفة، من الممكن أن يتغير بتغير نتنياهو، ولا يخص إسرائيل في العموم، إذ أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب، تحالف أبدي.حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.