بين الأناقة والاحترافية: مبادئ “دليل الملابس” في الفعاليات السينمائية

تُعد المهرجانات السينمائية من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية عالميًا، حيث تلتقي فيها صناعة السينما بالموضة، وتتحول السجادة الحمراء إلى منصة عرض لا تقل أهمية عن شاشات العرض السينمائي.ومن أجل الحفاظ على صورة راقية ومنظمة لهذه المناسبات، تضع إدارات المهرجانات قواعد واضحة تعرف بـ”الدريس كود” (Dress Code)، تُحدد من خلالها طبيعة الملابس المسموح بها للحضور، سواء من الفنانين أو الضيوف أو الصحفيين.
ما هو “الدريس كود”؟
“الدريس كود” هو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة من القواعد التي تنظم ما يجب ارتداؤه في مناسبة معينة، يهدف إلى تنسيق المظهر العام للمشاركين، بما يعكس روح المناسبة ويضبط الإطلالات بما يتماشى مع الأعراف الاجتماعية والثقافية.
أنواع “الدريس كود” في المهرجانات السينمائية
Black Tie (الربطة السوداء):زي رسمي يُشترط فيه ارتداء بدلة “تكسيدو” أو “سموكنج” للرجال مع ربطة عنق سوداء.ترتدي النساء فساتين سهرة طويلة أنيقة.يُستخدم هذا النمط في حفلات الافتتاح والختام والمناسبات المسائية الكبرى.Creative Black Tie:نمط أكثر مرونة من الـ Black Tie، يسمح بابتكار في الألوان والتصميم، مع الحفاظ على الطابع الرسمي.يُفضّل في حفلات الجوائز والمهرجانات ذات الطابع العصري أو الفني.Formal / Semi-Formal:يُستخدم في العروض النهارية أو الاجتماعات الصحفية، ويتطلب ملابس أنيقة ولكن أقل رسمية.للرجال: بدلة وربطة عنق أو قميص أنيق.للنساء: فساتين أو تنانير أنيقة بأطوال مناسبة.
ممنوعات شائعة في قواعد الدريس كود:
مع تزايد ظهور إطلالات جريئة على السجادة الحمراء، بدأت بعض المهرجانات في فرض قيود أكثر صرامة على اللباس، ومن أبرز الممنوعات:الفساتين العارية أو الشفافة (شيفون ودانتيل): كما حدث في مهرجان كان 2025 الذي أعلن رسميًا حظر العري.الملابس الرياضية أو الشورت: كما شدد مهرجان القاهرة السينمائي برئاسة حسين فهمي على منع الدخول بملابس غير لائقة.الفساتين الضخمة أو ذيل طويل مبالغ فيه: لما تسببه من فوضى أو عرقلة في حركة الضيوف.
اختلافات ثقافية في الدريس كود:
رغم وجود قواعد عامة متفق عليها، تختلف التفاصيل بين مهرجان وآخر حسب الطابع الثقافي للبلد المضيف:مهرجان “كان” (فرنسا): يفرض قواعد صارمة على اللباس في المساء (Black Tie إلزامي)، مع حرية نسبية في النهار.مهرجان “فينيسيا” (إيطاليا): يوازن بين الأناقة الكلاسيكية والابتكار في الأزياء.مهرجان “القاهرة” (مصر): بدأ مؤخرًا في تبني قواعد أكثر تحفظًا تحترم الثقافة المحلية.
الدريس كود بين الجدل والاحترام
رغم أهمية “الدريس كود” في تنظيم المشهد العام، إلا أنه يثير أحيانًا جدلاً يتعلق بحرية التعبير من خلال الأزياء، يرى البعض أن هذه القواعد تقيد الابتكار والجرأة، فيما يعتبرها آخرون وسيلة ضرورية للحفاظ على الذوق العام وصورة المهرجانات أمام الجمهور العالمي.