سياسي أمريكي: زيارة الخليج تحدٍ لقدرات ترامب في المجال الخارجي (خاص)

سياسي أمريكي: زيارة الخليج تحدٍ لقدرات ترامب في المجال الخارجي (خاص)

قال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي الأمريكي، إن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، تأتي في توقيت بالغ الحساسية، بينما تخلو أجندته بشكل لافت من زيارة لإسرائيل، ما أثار عاصفة من التساؤلات في الأوساط السياسية الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، وطرح علامات استفهام كبيرة حول طبيعة ومستقبل العلاقات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف شرقاوي في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن هذه الزيارة تأتي في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة، وتباين واضح في المواقف بين واشنطن وتل أبيب، لا سيما في ما يتعلق بالملف العسكري الإسرائيلي المتواصل منذ 18 شهرًا دون تحقيق أهداف ملموسة، وهو ما عبّر عنه ترامب باستيائه من إطالة أمد الحرب دون مبرر حقيقي سوى الحفاظ على التحالف الحكومي الهش في إسرائيل، حيث يخشى نتنياهو من انهيار الائتلاف وخسارة الحصانة القضائية التي تمنع ملاحقته بتهم جنائية محتملة.ولفت “شرقاوي” إلى أن قرار ترامب بعدم زيارة إسرائيل يمثل رسالة سياسية مباشرة لا تخلو من دلالة، خاصة بعد أن توصلت إدارته لاتفاق مفاجئ مع حركة حماس أسفر عن إطلاق سراح الجندي الأمريكي من أصل إسرائيلي، آيدن ألكسندر، واعتبر ترامب الخطوة بادرة حسن نية تفتح بابًا لإمكانية وقف إطلاق النار، مع التأكيد على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وهي النقطة التي يسعى ترامب لتوظيفها لتحسين صورته إقليميًا، واستثمارها كورقة ضغط في المفاوضات.وأوضح المحلل السياسي الأمريكي، أن الجولة الخليجية التي بدأت بالسعودية شهدت استقبالًا رسميًا من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقش الجانبان ملفات اقتصادية أبرزها النفط والاستثمار، إضافة إلى إحياء جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل، رغم الموقف السعودي الثابت بضرورة التقدم في القضية الفلسطينية أولًا.وتابع: “ترامب يشارك الأربعاء، في اجتماع موسّع مع قادة مجلس التعاون الخليجي على مستوى الملوك والأمراء، في لقاء يُنتظر أن يشهد نقاشًا حاسمًا حول دور أمريكا المستقبلي في المنطقة وتوزيع النفوذ، وسط مساعٍ لإعادة تشكيل التوازن الأمني والسياسي بما ينسجم مع المصالح الأمريكية في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة”.وأوضح “شرقاوي” أن الإدارة الأمريكية تواصل في الوقت نفسه، بعث رسائل متناقضة، فمن جهة تسعى لتجميل دورها الإنساني من خلال الضغط لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة، ومن جهة أخرى تظهر نوعًا من الانفتاح على تركيا وقطر، مقابل فتور في العلاقة مع إسرائيل التي تشعر بتراجع الدعم غير المشروط من واشنطن.

شرقاوي: زيارة الخليج اختبار لقدرة ترامب بشأن السياسة الخارجية

وتابع “يرى مراقبون أن الزيارة تمثل اختبارًا لقدرة ترامب على استعادة زمام المبادرة في السياسة الخارجية وإقناع الأطراف المتنازعة بإمكانية التوصل إلى تسوية مستدامة، خاصة وأنه تعهّد في حملته الانتخابية الأخيرة بتحقيق “سلام لا ينفجر بعد سنة أو ثلاث أو حتى عشر سنوات”، لكن يبقى نجاح الزيارة مرهونًا بما تحققه من نتائج ملموسة على الأرض، سواء على مستوى وقف إطلاق النار في غزة أو في إعادة التموضع الأمريكي في قلب المعادلات الإقليمية”.واعتبر شرقاوي أن غياب إسرائيل عن الجولة الخليجية يعد مؤشرًا على تصدع في العلاقة الثنائية، وهو ما يعكس أزمة ثقة متنامية بين إدارة ترامب ونتنياهو، في وقت تحاول فيه واشنطن موازنة مصالحها الاستراتيجية مع ضرورة التهدئة في بؤر التوتر المتفجرة، ليظل السؤال مفتوحًا: هل ستكون زيارة ترامب بوابة لسلام فعلي أم مجرد محطة علاقات عامة جديدة؟.