سماح أبوبكر، سفيرة الأطفال في «حياة كريمة»: تدشين مكتبات «كشك كتابة» وفعاليات طبية وترفيهية في القرى

سماح أبوبكر، سفيرة الأطفال في «حياة كريمة»: تدشين مكتبات «كشك كتابة» وفعاليات طبية وترفيهية في القرى

تلعب المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» دورًا محوريًا فى إحداث تغيير ملموس فى حياة المواطنين، خاصة فى القرى والريف بمختلف المحافظات، من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة والمجالات التى تهدف إلى تطوير البنية التحتية، وبناء الإنسان المصرى على أسس قوية. وفى إطار هذه الجهود، التى تستهدف كل الفئات العمرية، لم تغفل المؤسسة أهمية دعم الأطفال، باعتبارهم النواة الأساسية لمستقبل الوطن، حيث تسعى لتعزيز روح الانتماء لديهم، وترسيخ عناصر الهوية المصرية فى وجدانهم، عبر مبادرات تعليمية وصحية ومعيشية متكاملة.ومن هنا جاء اختيار الدكتورة سماح أبوبكر عزت، سفيرة للأطفال فى مؤسسة «حياة كريمة»، حيث تمكنت من تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات، التى تسهم فى تحقيق رؤية المؤسسة لتنمية الطفل المصرى فى مختلف الجوانب. سماح أبوبكر عزت، الكاتبة المتخصصة فى أدب الطفل، لديها سجل حافل فى الكتابة للأطفال وإقامة ورش تدريبية فى مصر وخارجها، كما حظيت بتكريمات وجوائز عديدة تعكس إسهاماتها البارزة فى هذا المجال.فى السطور التالية، تتحدث سفيرة المؤسسة، لـ«الدستور»، عن الجهود المبذولة فى إطار «حياة كريمة» لبناء الإنسان المصرى بشكل شامل، والدور الذى تلعبه المبادرة فى تقديم خدمات تنموية لكل المواطنين، مع التركيز بشكل خاص على الأطفال. ■ حدثينا عن جهود المؤسسة الفترة الماضية وما يتعلق بالخطط المستقبلية- مؤسسة «حياة كريمة» تعمل على أكثر من محور بين تنمية البنية التحتية فى القرى، وبناء الإنسان المصرى، ويترجم هذا فى مبادرات المؤسسة الهادفة إلى تحسين جودة الحياة، من خلال تنظيم قوافل طبية وصلت لأقصى القرى والنجوع، ويتم فيها الكشف الدورى الصحى على كل الأعمار السنية بمختلف التخصصات الطبية، بالإضافة إلى تنظيم ملتقيات توظيف الشباب، ومبادرات تهدف لإعادة الأطفال المتسربين من التعليم للدراسة، وتوفير كل احتياجاتهم الدراسية والمادية اللازمة لذلك.■ كيف تستهدف المؤسسة تنمية الإنسان والمرأة بشكل خاص فى القرى؟- المؤسسة تستهدف فى المقام الأول بناء الإنسان المصرى وتعزيز مقدراته، وتمكنت «حياة كريمة»، من تحقيق ذلك عبر تنفيذ مبادرات عدة تخدم كل شرائح المجتمع، أهمها دورات تأهيل المرأة المصرية لإنشاء أسرة بمقومات ناجحة من خلال التعاملات الاجتماعية، ومساعدتها فى حسن تعاملها مع أبنائها، وإقامة فصول محو أمية تمكنها من مساعدة أبنائها فى المراحل الدراسية المختلفة، كذلك مساعدتها فى زيادة دخلها المادى من خلال مشروعات بسيطة من المنزل تستطيع أن تنفذها، بحيث أن تكون فاعلة ومساندة داخل الأسرة فى توفير مصدر دخل.■ ما آلية عمل «حياة كريمة» بالتعاون مع «التحالف الوطنى للعمل الأهلى»؟- التحالف الوطنى و«حياة كريمة» يعدان وحدة واحدة، وتحقق ذلك من خلال دعم التحالف ومؤسساته الأعضاء لكل مبادئ مؤسسة «حياة كريمة»، وعلى رأسها التمكين الاقتصادى، من خلال إقامة المشروعات الصغيرة، ودعم رواد تلك المشروعات من خلال مساعدتهم فى توفير «كشك» تجارى، أو «موتوسيكل»، باعتبارهما وسائل عملية تمكن المستفيدين من زيادة دخلهم.كذلك دعم ذوى الهمم من خلال توفير كراسى متحركة، وهذا يمثل بحثًا عن أوجه النقص الموجودة والعمل على سد هذه الثغرات بدعم مجتمعى شامل.■ كيف تشاهدين تأثير «حياة كريمة» على القرى المصرية؟- سأتحدث عن الفرق كما سمعته من أطفال هذه القرى، لأن هذه الفئة لا تكذب ولا تتجمل، فعندما أجوب وأشاهد مبادرات المؤسسة فى المحافظات أتحدث مع هؤلاء الأطفال وأسمع منهم مصطلحات عن أعمال المؤسسة مثل «تبطين الترع»، بالإضافة إلى ذكرهم باقى جهود المؤسسة، حيث يقولون لى: «حياة كريمة عملت لنا بيوت، ومدارس، وساحات نلعب فيها.. خلت حياتنا أحسن وعرفنا نحب بعض».وهنا استنتج حجم الفائدة التى لامسها هؤلاء الأطفال وأهاليهم من خطوة كهذه، وهذا نتيجة ما يسمعونه ويرونه بأعينهم من تغيير حقيقى فى قراهم بشكل عملى وليس مجرد شعارات، ومن أراد أن يرى ذلك بعينه يذهب إلى القرى ويرى ما نقوله على الواقع، وهناك سيرى ما نفذته المؤسسة من الوحدات الصحية والمدارس وتطويرها من التهالك، بجانب المستشفيات والمكتبات، وأنا شخصيًا افتتحت أكثر من مكتبة فى عدة قرى بمسمى «كشك كتابة»، منها قرية المعصرة التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، وفى الأبعدية بمحافظة البحيرة.■ ماذا عن مشروع «قرية كريمة» للطفل؟- هذا المشروع هدفه أخذ قرية كنموذج، وتحديدًا اخترنا قرية المهدية فى البحيرة، لأنها أكثر قرية بها نسبة زواج مبكر، ونسبة كبيرة من التسرب من التعليم، وزواج أقارب، وانتشرت فيها الكثير من الأمراض الوراثية، فنعمل على هذه القرية من خلال عدة محاور تتمثل فى دراسة حالات الأسر المستحقة للرعاية والمساعدة، ودراسة حالة للأطفال المتسربين من التعليم، وسنعمل على فتح مكتبات فى القرية، بما يسهم فى تشكيل شخصية الطفل.وأنا شخصيًا ذهبت إلى قرية «المهدية» والتقيت الأطفال من أبنائها، وعُدت من عندهم سعيدة بسبب وعيهم وحماسهم لتطوير قريتهم ووضعها فى صورة تستحقها هى وأهلها، و«عايزين يحسوا إننا شايفينهم»، واسم المشروع «قرية كريمة للطفل»، يعبر عن رغبتنا فى أن يعيش الطفل مُكرمًا.■ ماذا يعنى تخصيص «سفير للطفل» فى أكبر مؤسسة تنموية فى مصر؟- تمثل رعاية الأطفال جوهر التحضر والرقى لأى دولة، فهم مرآة لمستقبلها ونهضتها، وفى هذا السياق، تأتى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتؤكد هذا الالتزام، عبر تخصيص أنشطة تهدف إلى دعم الأطفال وتنميتهم، ومن هذا المنطلق، يُعد اختيارى سفيرة لهذه الفئة فى المؤسسة تكريمًا كبيرًا ومسئولية عظيمة، أراها خطوة مهمة ضمن مسيرة التقدم التى نسعى إليها.إن تنمية الأسر المصرية تبدأ من تنمية الطفل، وهو ما يستدعى الوصول إلى الأطفال فى المناطق النائية، حيث يشعر الكثيرون منهم بالتهميش وقلة الاهتمام. لكن اليوم، ومع الجهود المبذولة، بدأ هؤلاء الأطفال يدركون أن هناك من يهتم بهم ويحرص على دعمهم، فعلى سبيل المثال، خلال زيارتى إحدى قرى محافظة الغربية، أخبرنى المسئولون بأن الأطفال فى قرية «نجريج»، مسقط رأس النجم المصرى محمد صلاح، كانوا يتساءلون عنى، وهو ما يعكس تطور التواصل معهم وشعورهم بالاندماج ضمن المبادرة.وهناك متابعة دائمة من خلال مكتب المؤسسة فى المحافظة لضمان التواصل المستمر مع الأطفال، والوقوف على نتائج المبادرات المنفذة فى مدارسهم ومنازلهم. كما أحرص على التنسيق مع مسئولى المكتب لمعرفة احتياجاتهم ومشكلاتهم، والعمل على إيجاد حلول لها، فى إطار الاهتمام المتكامل بجميع الفئات العمرية، من الأطفال إلى الشباب وصولًا إلى كبار السن، لتعزيز مجتمع أكثر تماسكًا وازدهارًا.■ حدثينا عن جهود مبادرة «أنت الحياة» التى خدمت آلاف المواطنين فى جميع المحافظات – تمثل هذه المبادرة نموذجًا رائدًا للعمل المجتمعى، حيث تمتد أنشطتها لتشمل معظم قرى الجمهورية، ما يرسّخ مفهوم التنمية الشاملة ويضمن وصول الخدمات إلى الفئات الأكثر احتياجًا.كما تسهم المبادرة فى تيسير استخراج الأوراق الرسمية لمن لم يمتلكوها، وتوفير مواد غذائية للأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تسديد ديون الغارمات، الأمر الذى يُحدث تغييرًا حقيقيًا فى حياة الكثيرين. كيف تصفين رعاية واهتمام الرئيس السيسى شخصيًا بمبادرة «حياة كريمة»؟- أرى أن هذا تقدير كبير، وفى آخر لقاء جمعنى بالرئيس عبدالفتاح السيسى خلال يوم المرأة المصرية، تشرفت بإجراء حوار مباشر معه، حيث تحدثت عن أعمالى فى مؤسسة «حياة كريمة»، وبصفتى سفيرة للأطفال داخل المؤسسة، نقلت إليه انطباعات أطفال القرى حول جهود المبادرة، ما بعث برسالة واضحة بأن ما يقوم به من جهود محل تقدير من جميع المصريين، خاصة من الجيل الذى نبنى له المستقبل. كما حرصت على نقل دعوات وامتنان الأطفال وأهاليهم للرئيس، مؤكدين أنه يفكر فيهم باستمرار.