من الشعر القديم إلى رواية أولاد حارتنا: أهم الصراعات الثقافية في القرن الماضي

كانت ومازالت طاحونة المعارك الثقافية تدور ليس فقط، لفك الالتباس، لكن تقديم رؤى واضحة مفادها اعمال العقل العربي في وجه الثبوت والجمود الذي يقف دائمًا في وجه التنوير مرتدية ثياب سلطات ام سياسية او دينية أو اجتماعية عن أبرز المعارك الثقافية في المشهد الثقافي العربي يدور التقرير التالي:معركة الشعر الجاهلي – طه حسين يشعل أولى المعارك الفكرية1926في 1926، نشر عميد الأدب العربي طه حسين كتابه المثير للجدل “في الشعر الجاهلي” والذي فجر قنبلة فكرية في المشهد الثقافي المصري والعربي.الكتاب ناقش صحة نسب كثير من الشعر الجاهلي، بل وطرح امكانية ان تكون بعض نصوص القرآن قد تأثرت بالبيئة الثقافية لعصر، ومناقشة بعضها في اطار نقدي وأكاديمي، هذا بدوره أثار موجة غضب عارمة من داخل الوسط الاكاديمي وخارجة، الامر الذي وصل بالبعض الى تكفير طه حسين.كتاب “في الشعر الجاهلي” بات ايقونة كبداية لطريق المعارك الثقافية الكبري والتي ما زالت إلى لحظتنا الراهنة يتم استعادتها، والنظر الى موقف المؤسسة القضائية المصرية وكيف انتصرت لحرية التفكير.
الإسلام وأصول الحكم الشيخ علي عبد الرازق وفتح كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ على عبد الرازق، معركة ثقافية وفكرية كبرى، وذلك عقب نشره في الربع الأول من بدايات القرن الفائت 1925، الكتاب جاء بأسباب رفضه لفكرة الخلافة والدعوة إلى مدنية الدولة، وأدى هذا الكتاب لمعارك سياسية ودينية كبيرة وينقسم الكتاب إلى 3 كتب فرعية:الأول عن “الخلافة والإسلام”، والثاني “الحكومة والإسلام”، أما الثالث فيدور حول “الخلافة والحكومة في التاريخ”.وكانت من نتائج نشر الكتاب الى هجوم عنيف من الكاتب الإسلامي البارز محمد رشيد رضا على الكتاب ومؤلفه في مجلة المنار، واصفًا الأفكار التي جاءت فيه بـ”البدعة” التي ظهرت في وقتٍ تتضافر الجهود لعقد مؤتمر إسلامي عامّ لإحياء منصب الخلافة.وصدرت كتب عدة تتعرض لـ”الإسلام وأصول الحكم” وتنتقد ما جاء فيه، لعل من أبرزها كتاب الشيخ محمد الخضر حسين- الذي تولى منصب شيخ الأزهر بعد ذلك بأكثر من 25 عامًا “نقد الإسلام وأصول الحكم”. أولاد حارتنا وتكفير نجيب محفوظ نشرت رواية “أولاد حارتنا ” لنجيب محفوظ على شكل مسلسل في جريدة الأهرام في عام 1959، ولم تُطبع الرواية كاملة في مصر في ذلك الوقت، وظلت محجوبة لمدة ثمانية أعوام حتى تم نشرها بالكامل من قبل دار الآداب اللبنانية في بيروت وطُبعت هناك، وتم إعادة نشر الرواية في مصر عام 2006 من قبل دار الشروق.وأثارت أولاد حارتنا ضجة كبيرة عقب نشرها مسلسلة بصحيفة الأهرام، ما دفع بعض رموز التيار الديني المحافظ على وقف النشر استنادًا إلى تأويل الرواية تأويلا دينيا يتماس مع قصص بعض الانبياء.الأمر بدوره دفع محفوظ إلى عدم نشرها في كتاب داخل مصر ونشرت فيما بعد عبر دار الآداب البيروتية إلاّ ان ردود فعل التيار الديني المتطرف لم تتوقف وصل بها الأمر لتكفير نجيب محفوظ واهدار دمه.