المشهد الأخير لأنور وجدي: وداع الفن لنجم بمشاعر الحزن والبكاء

المشهد الأخير لأنور وجدي: وداع الفن لنجم بمشاعر الحزن والبكاء

70 عاما مرت على وفاة الفنان أنور وجدي، الذي رحل عن عالمنا في 14 مايو لعام 1955، ويعد أحد أعمدة السينما المصرية وصنّاع مجدها الذهبي في الأربعينيات والخمسينيات، وعلى الرغم من رحيله المبكر، إلا أنه ظل حاضرًا في ذاكرة الفن العربي، ليس فقط بوسامته وحضوره الآسر على الشاشة، بل بعبقريته كممثل ومخرج وكاتب ومنتج استطاع أن يضع بصمته في مسيرة السينما المصرية.

مشهد الوداع… من قلب “التكية”

تكشف إحدى المجلات القديمة عن تفاصيل نادرة من وداع الفنان أنور وجدي، حيث أقيم العزاء داخل “التكية” المجاورة لمسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، ولم يكن المشهد عاديًا، فقد امتلأ المكان بأصدقائه ورفاقه من نجوم الفن وأهل الصحافة، وسط حالة من الحزن البالغ على رحيل فنان لم يكن مجرد نجم شاشة، بل أيقونة إنسانية وفنية.ظهرت في الصورة الأرشيفية وجوه بارزة من الوسط الفني في تلك المرحلة، منهم فريد شوقي، النجم عبدالسلام النابلسي، النجم يوسف وهبي، النجم محمد فوزي، والنجم جورج أبيض، كما حضرت العزاء زوجته السابقة ليلى مراد، التي احتفظت له بودٍّ خاص رغم انفصالهما، وجاءت لتؤدي واجب العزاء في لحظة صمت مؤثرة.

البداية من شارع محمد علي.. والنهاية في السويد

ولد أنور وجدي في 11 أكتوبر 1904، وبدأ رحلته الفنية في “شارع محمد علي”، قبل أن يلمع اسمه كممثل متميز في فرقة يوسف وهبي، ولكنه سرعان ما شقّ طريقه الخاص، فأسّس شركته للإنتاج، وقدم أعمالًا لا تُنسى مثل “قلبي دليلي”، “غزل البنات”، و”غرام وانتقام”.أُصيب أنور وجدي بمرض عضال نادر في الكلى لم يكن له علاج آنذاك، وسافر إلى السويد للعلاج على نفقة الدولة، بناءً على توصية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة، ليُنقل جثمانه إلى القاهرة حيث شُيّع في جنازة مهيبة.

أنور وجدي.. مدرسة فنية متكاملة 

لم يكن أنور وجدي فنانًا عابرًا، بل كان مدرسة فنية متكاملة، جمع بين التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج في وقت لم يكن فيه من السهل أن يجمع فنان واحد كل هذه الأدوار، وكانت لديه نظرة تجارية وفنية ثاقبة جعلته واحدًا من أوائل من اهتموا بتسويق الأفلام داخل وخارج مصر.يُذكر له أيضًا اهتمامه بالمواهب الصاعدة، فقد كان أول من قدّم الطفلة المعجزة فيروز، وفتح لها أبواب المجد في سلسلة من الأفلام العائلية التي أحبها الجمهور.