تامر شوقي: الحاجة إلى تحديث معايير اختيار المعلمين لمواكبة أساليب التعليم المعاصرة

تامر شوقي: الحاجة إلى تحديث معايير اختيار المعلمين لمواكبة أساليب التعليم المعاصرة

أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع وزير التربية والتعليم والفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية يعكس اهتمام الدولة الكبير بتطوير منظومة التعليم من جذورها، وخاصة من خلال إعادة النظر في معايير انتقاء المعلمين. وأوضح أن تطوير هذه المعايير لم يعد ترفًا بل ضرورة حتمية في ضوء مجموعة من المبررات والدواعي التي فرضها الواقع التعليمي الحديث.وأشار إلى أن المعلم هو المحور الأساسي لنجاح العملية التعليمية، ويتوقف عليه أداء كافة عناصر المنظومة الأخرى، مما يحتم انتقاءه على أسس دقيقة تضمن صلاحيته وكفاءته المهنية والشخصية. كما أن التطور السريع في مختلف العلوم والمعارف لم يعد يسمح بتثبيت محتوى المناهج الدراسية، بل يتطلب المرونة لمواكبة الجديد باستمرار، وهو ما يستدعي معلمًا مؤهلًا ومدربًا على متابعة المستجدات العلمية.وأضاف أن دور المعلم قد تغير جذريًا، فلم يعد ناقلًا للمعلومات فقط، بل أصبح باحثًا عنها وموجهًا للطلاب نحو مصادر المعرفة الحديثة، وهو ما يفرض عليه امتلاك مهارات بحثية متقدمة، فلم تعد طرق التدريس المعتمدة على التلقين والشرح كافية، بل أصبح من الضروري توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، مما يتطلب من المعلم إتقان مهارات التعامل مع الوسائل التكنولوجية المتطورة، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على المعامل الافتراضية والتطبيقات الذكية، والتي يمكن للطلاب تنفيذ تجاربهم من خلالها دون الحاجة إلى التواجد في المدرسة.وأكد الدكتور تامر شوقي أيضًا أن التحديات النفسية والتربوية داخل المدارس أصبحت تتطلب من المعلم امتلاك مهارات تشخيص المشكلات ووضع خطط للتعامل معها، بغض النظر عن تخصصه. كما أن الغزو الثقافي المتزايد الذي يتعرض له الطلاب يوميًا، يحتم على المعلمين امتلاك مهارات التفكير النقدي وتعليمها لطلابهم حتى يتمكنوا من التمييز بين ما يتماشى مع ثقافتنا وما لا يتماشى معها.وأشار إلى أن هناك مشكلات متعددة يعاني منها بعض المعلمين، مما يستوجب إعادة النظر في شروط التوظيف لتشمل اللياقة الصحية والنفسية بجانب الكفاءة المهنية. فالمعلم اليوم بحاجة إلى إتقان مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل التعامل مع التكنولوجيا، والبحث عن المعلومات، والتفكير النقدي والإبداعي، وهي مهارات أساسية لتحقيق مستهدفات التعليم. وأكد أن أي جهود لتطوير التعليم لن تُثمر إلا إذا توفر معلم يمتلك هذه المهارات، ويؤمن بدوره المحوري في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر.