أبو لحية: زيارة ترامب إلى المنطقة تمثل تغييرًا في موقفه تجاه الصراع الفلسطيني

أبو لحية: زيارة ترامب إلى المنطقة تمثل تغييرًا في موقفه تجاه الصراع الفلسطيني

قال د.جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن زيارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إلى السعودية والإمارات وقطر، وتجاهله الواضح لزيارة إسرائيل، تمثل تحوّلًا لافتًا في تموضعه السياسي إزاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.وأضاف أبو لحية، لـ”الدستور”، أن هذا التحول لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي المتوتر، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة والتصعيد العسكري غير المسبوق ضد المدنيين.وأشار أبو لحية إلى أن الزيارة، التي جاءت في مستهل ولايته الثانية، ترافقت مع تصريحات أدلى بها ترامب خلال المنتدى الاقتصادي الأمريكي – السعودي في الرياض، أكد فيها أنه “رجل يسعى للسلام” في المنطقة، وإذا كان صادقًا في هذا التوجه، فإن أمامه الآن فرصة حقيقية لإثبات جديته، ليس عبر الخطابات، بل من خلال أفعال ملموسة تنعكس مباشرة على أرض الواقع في غزة، وذلك بانحيازه إلى ما قررته الشرعية الدولية.
وتابع أبو لحية: “في موازاة هذه الزيارة، تتواصل جهود دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر، وبالتنسيق مع مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، في مسعى لبلورة اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل كذلك ملف الأسرى والمحتجزين من الجانبين”.أوضح أن هذه التحركات جاءت في أعقاب مبادرة إيجابية من حركة حماس، تمثلت في الإفراج عن المحتجز الأمريكي ألكسندر دون أي مقابل، في بادرة نية حسنة موجهة إلى الإدارة الأمريكية، مؤكدا أن هذه الخطوة، التي لا يمكن تجاهل دلالاتها السياسية، تعكس رغبة واضحة لدى الحركة في التهدئة، وتفتح نافذة أمام إمكانية الدخول في مسار تفاوضي جدي.وأضاف أبو لحية أن هذه المبادرة، رغم رمزيتها، تضع مسؤولية إضافية على عاتق واشنطن، وتحديدًا على الرئيس ترامب، الذي عليه أن يثبت أن وعوده بالسلام ليست مجرد تصريحات. وأوضح أبو لحية أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه يجب أن تكون التوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد القرارات الداعية إلى وقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية.وأشار إلى أن استمرار هذا الاستخدام يُنظر إليه كعرقلة مباشرة لأي جهد دولي لوقف العدوان، ويُضعف الموقف الأخلاقي والسياسي للإدارة الأمريكية، إلى جانب ذلك، فإن استمرار تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، التي تُستخدم بشكل مباشر في استهداف المدنيين، يجعل من واشنطن شريكًا فعليًا في الحرب.وتابع أبو لحية “إذا كان ترامب جادًا في تحوّله، فعليه على الأقل تعليق هذه الإمدادات أو ربطها بوقف العمليات العسكرية، ليبعث برسالة واضحة بأن الدعم الأميركي ليس مطلقًا، بل مشروط باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، وفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ليست معدومة، لكنها مرهونة بإرادة سياسية تتجاوز حدود البيانات الدبلوماسية.وأكد أبو لحية أن الجهود الإقليمية المبذولة اليوم، بوساطة مصرية–قطرية، قادرة على تحقيق اختراق حقيقي، لكنها تحتاج إلى مظلة أمريكية نزيهة وفعالة، وترامب وحده، في موقعه الحالي، قادر على توفير هذا الغطاء إذا اختار أن يكون صانع سلام لا راعيًا لاستمرار الحرب.وتابع السياسي الفلسطيني:”لقد بات واضحًا أن لحظة الحقيقة قد حانت، إما أن يستجيب ترامب لنداءات السلام ويترجم أقواله إلى أفعال، أو يواصل الانحياز المطلق لحكومة تتهمها جهات دولية بارتكاب إبادة جماعية، فالخيارات أمامه واضحة، والنتائج ستُقاس لا بما يُقال، بل بما يُنجز فعلًا على الأرض”.