أسماء المبدعة: تحولت من المحاسبة إلى عالم الإبداع في «الريزن» والاكسسوارات

أسماء المبدعة: تحولت من المحاسبة إلى عالم الإبداع في «الريزن» والاكسسوارات

رغم أن ترك الوظيفة المستقرة واقتحام سوق العمل الحر مخاطرة كبيرة، فإن «أسماء»، ابنة محافظة أسيوط، اختارت أن تفعل ذلك، وودعت مجال المحاسبة بعد دراسة وتفوق، وتعلمت فن «الريزن»، وهو دمج مادة كيميائية «راتنج» بألوان صناعية، بطريقة معينة، وتركها تجف، لتتحول بعد ذلك لعمل فنى جميل.تقول أسماء أحمد محمد: «تخرجت فى كلية التجارة منذ ١٣ عامًا، وبدأت العمل بمجال دراستى، لكننى لم أشعر بأننى مرتاحة لذلك، وفقدت شغفى بمرور الوقت ولم يصبح للحياة طعم»، وأضافت: «كأى فتاة بدأت فى البحث عن عمل يشبهنى.. تنقلت بين أكثر من عمل، وحصلت على دورات تدريبية فى مجالات شتى، لكننى أيضًا لم أشعر بالرضا». وأضافت: «بعد ذلك اكتشفت فن الريزن، وهو غير معروف بدرجة كافية فى الوطن العربى، وهو أحد فنون العصر الحديث، رغم أنه حرفة يدوية»، موضحة: «الريزن هو أحد مشتقات الإيبوكسى، وهى مادة كيميائية تكون سائلة فى البداية وقابلة للتشكيل والتلوين، وتصبح صلبة بمرور الوقت ومقاومة للاحتكاك، وهى مادة تستخدم فى مجالات كثيرة، منها صناعة بديل السيراميك والرسم على الطاولات».وتابعت: «شاهدت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى عن فن الريزن، وشعرت بأن هذا المجال هو ما أبحث عنه تحديدًا، وقررت أن أتعلم كل شىء عنه، وحصلت على بعض الدورات وشاهدت مزيدًا من الفيديوهات لأعرف كيفية تشكيله».وأشارت إلى أنها بدأت فورًا فى البحث عن الخامات المطلوبة لصناعة أعمال الريزن، وكان الأمر صعبًا لأنها تعيش فى جنوب مصر، لكنها تواصلت مع بعض الأشخاص فى القاهرة واستطاعت الحصول على ما تريد، وبدأت تجربتها العملية مع فن الريزن.وقالت: «شعرت بسعادة كبيرة حينما أصبحت الخامات بين يدى، وأحسست بأننى وجدت الطريق الذى أبحث عنه، وبدأت فى تجربة ما كنت أتعلمه وأدرسه طوال السنوات الماضية، وبالتدريج أصبحت أصنع منتجات أجمل، وأخترع تصميمات جديدة».وأوضحت: «أصعب ما فى فن الريزن هو إتقان استخدام الخامات، ومعرفة الكميات المناسبة، والبحث أولًا عن أشكال جاهزة.. وبعد إتقان الأمر أصبحت أخترع أشكالًا خاصة بى».وأكدت: «خصصت مساحة فى منزلى لتكون ورشة، وساعدنى زوجى كثيرًا، وهو دائمًا يشجعنى ويساندنى.. حتى أطفالى أصبحوا يريدون تعلم هذا الفن، وابنى الكبير يساعدنى فى توصيل الطلبيات للعملاء».وأضافت: «دائمًا أسعى إلى تطوير إمكاناتى لتحقيق أحلامى، والآن أصنع الميداليات والسلاسل والصوانى والتابلوه والديكورات للمنازل والمحال التجارية، كما أصنع الهدايا، وهناك الكثير من العملاء يطلبون تصميمًا بشكل معين، وأنجح فى تنفيذه بفضل الله وبالاجتهاد».وتابعت: «أعمل يوميًا حوالى ٦ ساعات لصناعة قطعة واحدة، وكلما كانت القطعة أصغر احتاجت المزيد من الوقت والتركيز».ولفتت إلى أن أصعب ما فى هذا المجال هو الحصول على الخامات، لأن ٩٠٪ منها موجود فى القاهرة فقط، وهذا مكلف جدًا، وتتغلب على هذه المشكلة بطلب كميات كبيرة، لتقليل التكلفة.وأشارت إلى أن فن الريزن ليس مشهورًا بالشكل الذى يستحقه، ولكن مع مرور الوقت أصبح هناك العديد من الأشخاص يسألون عن فن الريزن، وقالت: «أحلم بأن أحقق مزيدًا من النجاحات فى هذا الفن، وأن أصل للعالمية».وأضافت: «أنا فخورة بكل لحظة فشل وضعف، لأنها كانت تدفعنى للأمام، وسعيدة لأننى حققت النجاح فى النهاية، وأشكر زوجى وأسرتى لدعمى الدائم، وأثق فى أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا».