ناشط سوداني لـ “الدستور”: النزاع في السودان أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين

ناشط سوداني لـ “الدستور”: النزاع في السودان أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين

قال الناشط السوداني محمد عمر، إن النزاع القائم في السودان كان له تأثير كبير على الحياة اليومية، ما أدى إلى تحديات وتضحيات مؤلمة ومعاناة للشعب السوداني منذ أكثر من 20 شهرا مع اقتراب الحرب من عامها الثاني جراء تمرد ميليشيا الدعم السريع ضد الجيش السوداني. أضاف عمر، لـ”الدستور”، أن معاناتهم جراء انتهاكات الميلشيات التي دمرت البنية التحتية للبلاد وهجرة الملايين، فضلا عن عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب.كيف غيّر ت الحرب حياتكم اليومية؟ وما أبرز التحديات التي تواجهها عائلتك في ظل الظروف الحالية؟
أحدثت الحرب في السودان تغييرًا جذريًا في حياتنا اليومية، حيث توقفت الأعمال وأصبح التنقل أمرًا بالغ الصعوبة؛ بسبب الاشتباكات المستمرة وانعدام الأمن. العديد من العائلات، بما في ذلك عائلتي اضطرت للنزوح إلى أماكن أكثر أمانًا أو إلى ولايات أخرى، ما أدى إلى تفكك بعض الأسر وتشتيت أفرادها في مناطق مختلفة.كما أصبح تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء أمرًا معقدًا للغاية، فالأسعار ارتفعت بشكل كبير نتيجة ندرة السلع، ما أدى إلى زيادة معاناة الأسر التي تعاني من صعوبة الحصول على المنتجات الأساسية. كما أن الوصول إلى الأسواق والمناطق التي توفر هذه الاحتياجات أصبح صعبًا للغاية، نتيجة إغلاق الطرق أو فرض حصار على بعض المناطق التي كانت تعد مراكز توزيع رئيسية للسلع.كيف تواجهون مشاعر الخوف والقلق بسبب الحرب؟
وواصل: “في ظل الأوضاع الراهنة، نحاول مواجهة مشاعر الخوف والقلق بالصبر والصلاة، مع الاعتماد على دعم العائلة والأصدقاء، ونحرص، أيضًا، على تقليل متابعة الأخبار المقلقة التي قد تزيد من التوتر، ونبحث عن لحظات أمل صغيرة تساعدنا في الحفاظ على صحتنا النفسية.وتابع “التواصل مع العائلة والأصدقاء أصبح تحديًا كبيرًا بسبب انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والإنترنت في العديد من المناطق. مع ذلك، نستعين بالوسائل المتاحة مثل الهواتف المحمولة والرسائل النصية للبقاء على اتصال.

-ما الانتهاكات الأكثر شيوعًا جراء الحرب؟ 

والانتهاكات التي يشهدها السودان في ظل الحرب تتنوع وتتناقض مع أبسط معايير حقوق الإنسان، من أبرز هذه الانتهاكات الهجمات العشوائية التي تستهدف الأحياء السكنية، ما يسبب تدمير المنازل وقتل الأبرياء دون أي مراعاة للقوانين الإنسانية. كما أن القتل خارج نطاق القانون أصبح أمرًا شائعًا، حيث يتم إعدام المدنيين دون محاكمات عادلة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية، و الاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات تزايدت بشكل مقلق، ما يعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني في العديد من المناطق.بجانب ذلك، تسجل حالات نهب الممتلكات العامة والخاصة، إذ يتم الاستيلاء على الممتلكات الشخصية والعامة من قبل أفراد أو جماعات مسلحة، ما يساهم في زيادة معاناة السكان. 
وأيضًا، تم استخدام المدنيين كدروع بشرية في بعض المناطق، وهو ما يعرض حياة الأبرياء للخطر ويزيد من تعقيد الوضع في مناطق النزاع هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وتزيد من المعاناة اليومية للمواطنين في مختلف أنحاء السودان.

-كيف أثرت الحرب على تقديم الرعاية الصحية في السودان؟

تعتبر من أبرز التحديات الإنسانية التي يعاني منها المواطنين في ظل النزاع المستمر، حيث تعاني المستشفيات والمرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، ما يعيق تقديم الرعاية الطبية اللازمة، إضافة إلى ذلك، أدت الحرب إلى انقطاع الكهرباء والماء في العديد من المناطق، ما زاد من تعقيد الوضع، كما تعرضت العديد من المنشآت الصحية للتدمير أو أصبحت غير آمنة للعمل بسبب الاشتباكات المستمرة، كما أن الكادر الطبي يعمل تحت ضغط شديد، حيث يواجه تحديات كبيرة لتوفير الرعاية الصحية الضرورية وسط هذه الظروف القاسية، وبدون حماية كافية.

فيما يتعلق بمواجهة نقص الأدوية والموارد الطبية، يعتمد العديد من المواطنين على البدائل المتاحة كالأعشاب والعلاجات التقليدية، لكن هذه الحلول غالبًا ما تكون غير فعالة وغير قادرة على معالجة الحالات بشكل مناسب، بعض الأشخاص يحاولون تهريب الأدوية من خارج البلاد، لكن تكلفة ذلك تكون مرتفعة جدًا، ما يجعل من الصعب الحصول على العلاج المناسب.

أما بالنسبة للحالات الطارئة فقد تم إغفال العديد منها بسبب الظروف الراهنة، أبرز هذه الحالات تشمل الإصابات الناتجة عن الاشتباكات المسلحة، وحالات الولادة الطارئة، وأمراض الأطفال كالملاريا وسوء التغذية، الأمر الذي أدى لفقد عدد من المرضى لحياتهم بسبب انقطاع الرعاية الطبية وعدم وجود الخدمات الصحية اللازمة في هذه الفترة العصيبة.

– كيف تكافح العائلات السودانية للحفاظ على تعليم أطفالها؟

النزاع الحالي في السودان كان له تأثير مدمر على قطاع التعليم، حيث توقفت المدارس في معظم المناطق المتأثرة، ما أدى إلى إغلاق المؤسسات التعليمية بشكل كامل.