ناشطة سودانية لـ “الدستور”: نشعر بخيبة الأمل والألم الجماعي بسبب استمرار الحرب.

ناشطة سودانية لـ “الدستور”: نشعر بخيبة الأمل والألم الجماعي بسبب استمرار الحرب.

وسط تصاعد الأحداث المشتعلة في السودان ، والصراع المستمر لأكثر من عامين على التوالي، تروي تقوى حسن الكاتبة والناشطة السودانية، أبرز التحديات التي واجهتها خلال الحرب في السودان. وأشارت خلال حديثها لـ “الدستور” إلى أن النزاع في السودان كان له تأثير عميق على كافة جوانب حياتها وحياة المواطنين، حيث لم يقتصر الأمر على الأضرار الجسدية فقط، بل امتد ليشمل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

كيف أثرت الحرب على حياتك؟  

 

النزاع في السودان ترك تأثيرًا عميقًا على حياتي وحياة عائلتي، حيث بدأنا نشعر بالإحباط الجماعي والألم المستمر، أصبحنا نعيش في حالة من الفقد المستمر، مع اضطرارنا للنزوح عن أماكننا مرتين، حيث كان النزاع يؤثر بشكل مباشر على استقرارنا النفسي والمادي، مما يخلق جوًا من الوهن والتشوش في كل جوانب حياتنا اليومية.

كيف تواجهون مآسي الحرب وتداعياتها؟

 

من أبرز التحديات التي واجهناها كان الاعتماد على المغتربين، الذين قدموا لنا الدعم والمساعدة في ظروف اقتصادية صعبة للغاية. كانوا هم السبيل الوحيد للحصول على المساعدة التي تشتد الحاجة إليها، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في الداخل، كما أن الصبر والتمسك بالقرآن الكريم هما السبيل الوحيد للتعامل مع مشاعر الخوف والقلق في هذه الفترة، ولقد أصبحت هذه اللحظات اختبارًا حقيقيًا للثبات النفسي، حيث نتوجه إلى الله في أوقات الحزن والقلق، آملين أن يمنحنا الصبر والسكينة في مواجهة هذه الظروف الصعبة.

كيف تتواصلون مع أحبائكم وذويكم سواء في الداخل أو الخارج؟

 

وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة، فإننا نعتمد على وسائل التواصل المتاحة مثل الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال بأصدقائنا وأفراد عائلاتنا، وهذه الوسائل تساعدنا في تخفيف عزلتنا ومعرفة أحوال أحبائنا رغم المسافات، بالإضافة الى التواصل الصوتي عبر الهاتف والإنترنت أصبح من الأمور الحيوية، ومنصات مثل واتساب والفيسبوك هي وسيلة رئيسية للبقاء على اتصال مع أفراد العائلة والأصدقاء، وتساعدنا في تبادل الأخبار والأحداث الطارئة التي قد تحدث في أي لحظة.

ما الانتهاكات الأكثر شيوعًا التي شهدتها البلاد ؟

شهدنا العديد من الانتهاكات في البلاد، بما في ذلك القتل والتهجير القسري والاغتصاب. كما تزايدت حالات السرقة والنهب المسلح، إضافة إلى تدمير البنية التحتية بشكل غير مسبوق، أصبح الإجرام جزءًا من حياة الناس اليومية، مع غياب الأمن والقانون في العديد من المناطق.

ما التحديات الكبرى التي تواجه المستشفيات والمراكز الصحية؟ 

تواجه المستشفيات والمراكز الصحية في السودان العديد من التحديات الكبيرة التي تؤثر على قدرتها في تقديم الرعاية الصحية. من أبرز هذه التحديات نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث أصبح من الصعب توفير الأدوية الضرورية للمواطنين.
إضافة إلى ذلك، يواجه الكوادر الطبية صعوبة كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الاشتباكات، مما يعوق تقديم الخدمات الصحية في المناطق الأكثر حاجة. كما أن استهداف المليشيات للمرافق الصحية أسهم بشكل كبير في تدمير المنشآت الطبية، مما جعل عملية توفير الرعاية الصحية أكثر صعوبة وتعقيدًا.
وتسبب انقطاع الأدوية الأساسية في وفاة العديد من المرضى الذين كانوا بحاجة إلى علاج مستمر، مثل مرضى السكري وأمراض القلب. المواطنون يعجزون عن الحصول على الأدوية اللازمة، مما يفاقم من الأزمة الصحية ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
ومن أبرز الحالات الطارئة التي لم يتم التعامل معها بشكل مناسب هي حالات غسيل الكلى، حيث توفي العديد من مرضى الفشل الكلوي بسبب انقطاع العلاج، كما تأثرت الحالات الجراحية العاجلة، مثل الإصابات الناجمة عن القصف، لعدم وجود الإمكانيات لإجراء العمليات المطلوبة في الوقت المناسب.
أيضًا، لا يزال مرضى الأورام في حاجة ماسة إلى متابعة طبية مستمرة، لكن الوضع الراهن يعيق تقديم العلاج الضروري لهم.

كيف أثرت الحرب على تعليم الأطفال؟

أدى النزاع المستمر في السودان إلى تعطيل التعليم بشكل كامل، مما أثر بشكل كبير على الأطفال والطلاب، فقد توقف الموسم الدراسي، بشكل كامل في معظم مناطق السودان، خاصة تلك التي تشهد اشتباكات، الوضع أصبح غير قادر على تحمل العمليات التعليمية التقليدية، مما اضطر الأهالي إلى التفكير في حلول بديلة، بعض الأسر لجأت إلى التعليم المنزلي، حيث يحرص الآباء على تعليم أطفالهم بأنفسهم في المنزل أو عبر بعض المصادر غير الرسمية، واعتمد العديد من الآباء على الوسائل البديلة مثل التعليم عن بُعد عبر منصات الإنترنت مثل زووم وميتنج. ورغم التحديات الكبيرة مثل انقطاع الكهرباء وصعوبة الوصول إلى الإنترنت في بعض المناطق، تبقى هذه الوسائل هي الأمل الوحيد لمواصلة التعليم، ومع ذلك، لا يمكن للتعليم عن بُعد أن يحل محل التعليم المباشر في المدارس، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الإمكانيات التقنية.