موسكو تكشف عن معالم تشكيل الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول مع أوكرانيا

موسكو تكشف عن معالم تشكيل الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول مع أوكرانيا

وصل الوفد الروسي إلى مدينة إسطنبول التركية للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الأوكراني، في محاولة لدفع عجلة الحل السياسي للأزمة المستمرة بين البلدين منذ أكثر من عام، وذلك وسط حالة من الترقب الإقليمي والدوليوأكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن تشكيلة الوفد الروسي ستُحدَّد بناءً على طبيعة القضايا التي ستُطرح خلال المباحثات، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستتناول مجموعة واسعة من القضايا، تشمل ملفات سياسية معقدة، إضافة إلى عدد كبير من المسائل التقنية التي تتطلب خبرات متنوعة.

الوفد الروسي سيضم ممثلين عن وزارات ومؤسسات مختلفة 

 
وقال أوشاكوف في تصريح صحفي:”الوفد الروسي سيضم ممثلين عن وزارات ومؤسسات مختلفة، وفقًا لنوع القضايا المطروحة. لا نريد تشكيل وفد بروتوكولي، بل فريق عمل قادر على اتخاذ قرارات ومناقشة التفاصيل بجدية واحتراف.”وبحسب أوشاكوف، تتولى القنصلية الروسية في إسطنبول، بالتعاون مع السلطات التركية، تنظيم وترتيب مقر انعقاد المحادثات، الذي لم يُكشف بعد عن موقعه لأسباب أمنية. وأضاف أن أنقرة لعبت دورًا بنّاءً في تسهيل عقد هذه الجولة، وهو ما يعكس حرص تركيا على الحفاظ على دور الوسيط النشط في الملف الروسي–الأوكراني.وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد أعلن في وقت سابق أن الوفد الروسي سيكون في انتظار ممثلي أوكرانيا يوم الخميس في إسطنبول، مؤكدًا استعداد موسكو للدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة.وأكد بيسكوف أن القيادة الروسية ما زالت تُعطي الأولوية للمسار الدبلوماسي، رغم تعثر العديد من الجولات السابقة، مضيفًا أن موسكو تأمل في أن يحمل الوفد الأوكراني هذه المرة تفويضًا واضحًا لإجراء حوار جاد.وفي سياق متصل، علّق أوشاكوف على احتمال عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب في إسطنبول، حيث قال:”نحن نعلم أن السيد ترامب في زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، وهو مشغول في قضايا تتعلق بسياق آخر تمامًا. لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على إمكانية عقد مثل هذا اللقاء في إسطنبول.”

التحديات والتوقعات

وحسب وكالة رويترز فقد تأتي هذه الجولة من المفاوضات في وقت تشهد فيه الجبهات الميدانية حالة من الجمود النسبي، مع تصاعد الضغوط الدولية لإعادة فتح قنوات الاتصال بين موسكو وكييف. ويرى مراقبون أن نجاح هذه الجولة مرهون بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات واقعية، بعيدًا عن الشعارات السياسية.كما أن تحديد تشكيلة الوفد الروسي على أساس الموضوعات المطروحة يعكس نظرة أكثر عملية لهذه الجولة من المباحثات، مما قد يشير إلى رغبة موسكو في التوصل إلى نتائج ملموسة، لا مجرد لقاءات شكلية.وتبقى الأنظار متجهة إلى إسطنبول، حيث قد تكون هذه الجولة نقطة تحول في مسار الأزمة، أو تكرارًا لجولات لم تفضِ إلى أي اختراق حقيقي حتى الآن.