الكنيسة: لا تزال المسيحية الأرثوذكسية الشرقية جزءًا من الهوية الوطنية.

يعقد رؤساء الكنائس الثلاث السريانية والقبطية والأرمنية في الشرق الأوسط اجتماعهم الدوري غدًا ولمده ثلاث ايام في الفترة من 16 إلى 18 مايو 2025.ويتم خلال اللقاء مناقشة القضايا ذات الأهتمام المشترك، بين تلك الكنائس سواء العقيدية أو المسكونية أو الاجتماعية أو الانسانية وعقد حتي الأن 14 لقاءًا بين رؤساء الكنائس الثلاث في الشرق الأوسط ويكون هذا الأجتماع الـ15 والذي يعقد في مايو الجاري.
كنائس تتنفس من قلب الحضارات
ووفقًا لموقع الكنيسة الأرثوذكسية، فإن الكنيسة السريانية ولدت في قلب حضارات ما بين النهرين، وعاشت في سوريا وآرام، ومدت خدمتها إلى بلاد فارس والهند وفينيقيا والكنيسة الأرمنية قامت على جبل أرارات، حيث استقر فلك نوح، وانطلقت من أرمينيا وقيليقية؛ وهنا الكنيسة القبطية التي انبثقت من حضارة وادي النيل، حيث العراقة والفرعونية والحكمة والكتابة حملت هذه الكنائس تراث حضاراتها، ولم تنفصل عن تاريخها، بل جعلت منه جسرًا للتجلي المسيحي في ثقافات متعددة، فالمسيحية الأرثوذكسية الشرقية كانت ولا تزال جزءًا من الهوية الوطنية لشعوبها، تشاركهم في الأعياد، والألم، والانتصارات.وتابع: برزت في هذه العائلة شخصيات صنعت التاريخ الروحي للبشرية، في القرن الرابع، ظهر مار يعقوب النصيبيني (338م) من بلاد النهرين، مدرسًا ولاهوتيًا، القديس أنطونيوس الكبير (356م) حمل شعلة الرهبنة من صحراء مصر إلى العالم، مار أفرام السرياني (373م) كتب ألحانًا ولاهوتًا عذبًا، القديس أثناسيوس الرسولي (373م) دافع عن قانونية الإيمان ضد الآريوسيين. القديس كيرلس الإسكندري (444م) واجه نسطوريوس بعقيدة تجسد الكلمة، ومار غريغوريوس المنور جعل من أرمينيا أول دولة تعتمد المسيحية دينًا رسميًا عام 301م.. توالت أجيال الآباء والملافنة، وارتسمت حياة الكنيسة في ثنايا سيرهم، الذين قاوموا الأباطيل، وكتبوا بالدم والعرق أنصع صفحات المجد الكنسي.