الأثر معرض للانتهاكات بسبب الاحتلال.. “تل الخروبة” دليل على محاولة تغيير هوية تاريخ سيناء

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة، أن الاحتلال الإسرائيلى سعى لتهويد الآثار المصرية في سيناء خلال فترة احتلالها، إلا أن خبراء الأثار نجحوا في فضح الزيف الاسرائيلى ومحاولات تشويه التاريخ.وأكد “ريحان” فى تصريحات خاصة لـ الدستور، أن تل الخروبة بشمال سيناء أطلق عليها الاحتلال “هاروفيت” وذلك لتهويد آثار سيناء، كما أطلقت على قلعة اكتشفوها فى “عين المويلح” 5كم غرب القصيمة بوسط سيناء اسم أحد علمائهم “يوهانان أهارونى” وبعد قيام الدكتور محمد كمال مدير عام آثار شمال سيناء الأسبق بأعمال حفائر بها عام 2010 أطلق عليها اسم المويلح نسبة إلى عين المويلح.محو اللوحات العبرية
كما تم محو اللوحات العبرية بمشاركة الدكتور محمد عبد المقصود مدير عام آثار شمال سيناء الأسبق وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق والتى قامت سلطات الاحتلال بوضعها على المواقع الأثرية بجنوب سيناء مثل وادى فيران ووادى المغارة وسرابيط الخادم ووادى النصب، وهذه اللوحات أغفلت الأسماء العربية لهذه المواقع من آثار سيناء إمعانًا فى تهويد آثار سيناء.ونوه الدكتور ريحان إلى الحفائر غير الشرعية التى قامت بها سلطة الاحتلال الإسرائيلى بالخروبة بواسطة بعثة جامعة بن جوريون برئاسة أليعاذر أورين في الفترة من 1979 وحتى 1982، وأقام الإسرائيليون بمنطقة الخروبة وأطلقوا عليها لتهويدها (موشاف هاروفيت) وتُعني مستوطنة زراعية عام 1975 وتم تفكيكها عام 1983.
تل الخروبه شاهد على محاولة تهويد آثار سيناء
وأشار الدكتور ريحان أن تل الخروبة هى أحد التلال الأثرية الهامة التي تقع على الطريق الحربي القديم الواصل بين مصر وفلسطين والذي يبدأ عند منطقة طريق حورس (تلال حبوة) بالقنطرة شرق حتى مدينة رفح، وتقع الخروبة على طول الطريق بين رفح والعريش على بعد حوالي 30 كم غرب رفح، 15 كم غرب الشيخ زويد، 16 كم شمال شرق العريش، وتم توثيق محطة طريق الخروبة (نسبة إلى شجرة الخروب) التي تعود إلى القرون الوسطى في مصادر تعود إلى القرنين الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين.واوضح “ريحان” أن الدكتورة يسرية عبد العزيز حسني أستاذ التاريخ والآثار السابق بالمعهد العالى للسياحة والفنادق، نشرت نتائج حفائر سلطات الاحتلال بالخروبة فى كتاب صادر عن دار هلا للنشر الطبعة الأولى 2003 بعنوان “المدخل الشرقي لمصر” وشملت قلعة عسكرية من الدولة الحديثة وموقع إدارى يبعد حوالى 400 م شمال القلعة العسكرية وعدد كبير من الفخار المحلى والمستورد.ونوه إلى أن الحفائر كشفت عن مجمع هام لمواقع من عصر الدولة الحديثة وقد تم التركيز في الحفائر على موقعين يمثلان العمار الحربية المصرية طريق حورس الحربى وكذلك نموذج لمبانى الحياة المدنية.قلعة خروبة وقد بنيت قلعة خروبة على مسطح كتلة رمال سوداء على حوالى ثلاثة آلاف متر مربع تقريبًا تتوسط الرمال الداكنة والبناء الفعلى للقلعة يمتد حوالى 2500 م2، مربعة طول الضلع 50م على مسطح من الرمال ذات مدخل يقع في الشرق من السور الشرقى للقعلة وسمك الأسوار 4م ومبنية بالطوب اللبن من الطفلة الرملية بالمنطقة وبالركن الشمالى الشرقى للقلعة كتف ضخم يمكن أن يكون قاعدة لبرج مراقبة.
النظام العسكرى بمصر القديمة
وتشبه القلعة الأبنية المحلية في مصر خلال عصر الدولة الحديثة والمدخل الوحيد للقلعة عبارة عن بوابة 13م طول، 12م عرض تفتح في الحائط الشرقى للقلعة ويبلغ طول ممر المدخل 16م وعرضه 3.70م وقد أنشئ ليسمح بمرور العربات الحربية والكتفان البارزان اللذان يحيطان بالمدخل يكونان مع البوابة وحدة دفاعية قوية مقاساتها 13م طول، 8م عرض
واختتم الدكتور ريحان بأن أهمية هذا الكشف بالخروبة تؤكد على قبضة المصريين وسيطرتهم على طريق حورس في شمال سيناء وتؤيد الدلائل من الوثائق المصرية على سيطرة الرعامسة على أغلب الطرق السريعة إلى كنعان، وأصبح واضحًا أن أغلب نظم التحصينات المصرية بنيت في الأسرة 19 الفترة التى ذكرت بواسطة نقوش الكرنك لنظم الاصلاحات على طريق حورس بشمال سيناء تحت حكم سيتى الأول ووجدت صهاريج من الفخار في قلعة (خروبة) باسم سيتى الثاني.
وأكدت الكشوفات الأثرية أن مصر ظلت محافظة على قبضتها على شمال سيناء وحضور قوى في كنعان تحت حكم سيتى الثالث وأرملته وخليفته (تاوسرت) وأن الاكتشافات الأثرية في شمال شرق سيناء أكملت صورة الإدارة المصرية والنظام العسكرى في الإقليم الساحلى لشمال سيناء وأثبتت النفوذ القوى للثقافة المصرية في هذه المنطقة وأن اكتشاف المراكز الإدارية على طول المواقع الحربية بشمال سيناء أضاف بعدًا لفهم الحكومة المصرية في شمال سيناء حيث أظهر الارتباط بين النظام الحربى ونظام مراقبة بيروقراطى للتجارة لتجميع الأعمال والضرائب وإشباع احتياجات العساكر في الحامية وفى معسكرات الجيش والتى تتوقف هناك للتزود بالمؤن أو إقامة معسكرات.