ثلاثة اجتماعات قمة في بغداد

ثلاثة اجتماعات قمة في بغداد

مع القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، المقرر عقدها، غدًا السبت، تستضيف العاصمة العراقية بغداد، «القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية» الخامسة، وقمة مصرية عراقية أردنية، فى إطار آلية التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث. واستباقًا للقمم الثلاث، شارك الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، يومى الأربعاء والخميس، فى الاجتماع الوزارى لمجلس الجامعة العربية التحضيرى للقمتين الأولى والثانية، كما شارك وزيرا خارجية العراق والأردن فى اجتماع يتعلق بآلية التنسيق والتعاون الثلاثى.جدول أعمال ومشروعات قرارات القمة العربية العادية ناقشها وزراء الخارجية العرب، الخميس، تمهيدًا لعرضها على القادة غدًا. كما تناول الاجتماع الوزارى تطورات الوضع الإقليمى وسبل تطوير العمل العربى المشترك فى ظل التحديات غير المسبوقة التى تواجهها المنطقة. وفى اجتماعهم، الأربعاء، بحث وزراء خارجية مصر والعراق والأردن سبل الإسراع فى تنفيذ المشروعات المشتركة فى مجالات التجارة والصناعة والاتصالات والربط الكهربائى والزراعة والمواصلات، وتناولوا مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها التطورات فى قطاع غزة، وجهود استئناف اتفاق وقف إطلاق النار، وحشد التأييد الدولى للخطة المصرية، العربية، للتعافى المبكر وإعادة إعمار القطاع، والمؤتمر الدولى المقرر أن تستضيفه مصر بهذا الشأن. إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات فى سوريا ولبنان واليمن، والاتفاق على مواصلة التنسيق والمتابعة، من خلال دورية انعقاد اجتماعات آلية التنسيق والتعاون الثلاثى.الحرص المصرى على نجاح القمم الثلاث، أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال اتصال تليفونى تلقاه من رئيس الوزراء العراقى، محمد شياع السودانى، أواخر أبريل الماضى، معربًا عن ثقته فى قدرة العراق على قيادة العمل العربى المشترك خلال السنة المقبلة، فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه المنطقة العربية، والتى تستدعى تعزيز التعاون والتكاتف بين الدول العربية. كما تناول الاتصال، أيضًا، سبل تعزيز التعاون الثنائى بين مصر والعراق، فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعات البنية التحتية والنقل، إضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، خاصةً فى قطاع غزة، والجهود المصرية لوقف إطلاق النار، وخطة إعادة إعمار القطاع، ورفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.لا تريد بغداد من هذه القمم، غير «الحدّ الأدنى من التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات الكبرى»، بحسب فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية العراق، الذى شدَّد على «توافر مساحات واضحة للعمل المشترك فى المجال الاقتصادى»، وكشف عن أفكار أو تصورات لتأسيس «صناديق مالية لمساعدة بعض الدول العربية، والسلطة الوطنية الفلسطينية». كما أكد أن القمة العربية الرابعة والثلاثين ستدعم قرارات القمة غير العادية، التى استضافتها القاهرة، فى ٤ مارس الماضى، بشأن خطة التعافى المبكر وإعمار قطاع غزة، وستناقش قضايا جوهرية تمس الأمن العربى والتحديات الإقليمية والدولية.المهم، هو أن قضايا التنمية المستدامة، والتكامل الاقتصادى العربى، ومشروعات البنية التحتية، والتحديات الاجتماعية، ستتناولها «القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية» الخامسة، ومن المتوقع أن يعلن قادة مصر والعراق والأردن، عن تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء، والانطلاق نحو آفاق أرحب من الشراكة تؤسس لعلاقات ممتدة تحقق مصالح الدول الثلاث وتدعم العمل العربى المشترك. بينما يتضمن جدول أعمال القمة العربية عددًا من القضايا الأساسية، أبرزها، طبعًا، الصراع العربى الإسرائيلى ومستجداته، ودعم صمود الشعب الفلسطينى، وحقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الأوضاع فى السودان واليمن وليبيا والصومال وجزر القمر، و… و… وقضية ذلك السد الذى تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق وتأثيره على الأمن المائى العربى، والتفاعلات العربية مع ملف التغير المناخى… وتبقى الإشارة إلى أن دولة العراق الشقيقة تتولى حاليًا رئاسة «مجموعة الـ٧٧ زائد الصين»، ما يمنحها دورًا محوريًا فى تمثيل مصالح دول المنطقة، والدول النامية إجمالًا، على الساحة الدولية، خاصة فى هذا السياق الإقليمى، شديد التعقيد، الذى يتطلب توحيد الجهود السياسية والدفع نحو شراكات تنموية فعالة.