تعرض للاضهاد وشعره يحث على الأمل.. محطات في حياة إيليا أبو ماضي

تعرض للاضهاد وشعره يحث على الأمل.. محطات في حياة إيليا أبو ماضي

تحل اليوم 15 مايو، ذكرى ميلاد واحد من أبرز شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين، وهو إيليا أبو ماضي، الذي أثرى الحياة الثقافية والأدبية العربية، وهزم الظلم والاغتراب بقصائده ودواوينه الشعرية.

انطلاقته في مصر

ولد إيليا أبي ماضي في المحيدثة في المتن الشمالي في جبل لبنان، عام 1889م وهاجر إلى مصر سنة 1900م، تحديدًا في الإسكندرية وعمل بائعًا للسجائر لسد احتياجاته، وكان لمجيئه مصر نقلة نوعية في حياته، فقد اكتشفه الاديب أنطوان الجميل الذي كان قد أنشأ بصحبة أمين تقي الدين مجلة “الزهور”.وفُتحت أبواب المجد لـ إيليا أبو ماض في مصر، حيث استطاع نشر أول دواوينه الشعرية عام 1911 م بعنوان “تذكار الماضي” وكان يبلغ من العمر 22 عامًا، ولكن شعره السياسي والوطني جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية فهاجر عام 1912م إلى أمريكا الشمالية.

إيليا أبو ماضي.. شاعر المهجر

ثم انتقل إلى مدينة نيويورك عام 1916م وهناك عمل نائبًا لتحرير جريدة مرآة الغرب وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجب منها اربعة أولاد.لم يكن إيليا أبو ماضى مجرد مهاجر عن وطنه، ولكنه كان شاعرًا يملك صوتًا قويًا في البلاد البعيدة، فاتحد مع مجموعة من الشعراء المهاجرين مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة في تأسيس الرابطة القلمية، التي كانت وقتها أبرز مقومات الأدب العربي الحديث.وفي 15 أبريل 1919م قام إيليا أبو ماضي بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر وهي”مجلة السمير” التي تبنت الأقلام المغتربة وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها واشترك في إصدارها معظم شعراء المهجر.

أهم دواوين وقصائد إيليا أبو ماضي

ازدهر شعر إيليا أبو ماضي في المهجر، ورغم شعوره الظلم إلا إن قصائده جاءت مفعمة بالتفاؤل والبهجة، فكان يسمو بكل شيء نحو الجمال، ويحول أحلك الأوقات المظلمة إلى كلمات وأبيات تشع نورًا وأملًا.وأصدر عدة دواوين منها “تذكار الماضي” الاسكندرية 1911 وناقش فيه الكثير من الأفكار أبرزها الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، ديوان “إيليا أبو ماضي” نيويورك 1918، وهو الديوان الذي  كتب مقدمته جبران خليل جبران، وعبّر فيه إيليا أبو ماض عن جوانب الحياة المختلفة من تفاؤل وحب وتأمل وفلسفة. كما صدر له أيضَا “الجداول” نيويورك 1927 وكتب مقدمته ميخائيل نعيمة، بالإضافة إلى “الخمائل” نيويورك 1940.

  أبيات إيليا أبو ماضي عن البشاشة والحب والتأمل

قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِنًايَأتي إِلى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَماقُلتُ اِبتَسِم ما دامَ بَينَكَ وَالرَدىشِبرٌ فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما وعن “الحب” قال:رَأَيتُ في عَينَيكِ سِحرَ الهَوىمُندَفِقًا كَالنورِ مِن نَجمَتَينفَبِتُّ لا أَقوى عَلى دَفعِهِمَن رَدَّ عَنهُ عارِضًا بِاليَدَينيا جَنَّةَ الحُبِّ وَدُنيا المُنىما خِلتُني أَلقاكِ في مُقلَتَين