لماذا لم أشعر بالزلزال؟ أسباب مفاجئة تفسّر عدم إدراك بعض الأشخاص للاهتزازات الأرضية

سجّلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، هزة أرضية قوية في تمام الساعة 1:51:15 فجر الأربعاء، بلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر، ووقعت في البحر الأبيض المتوسط على مسافة 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد.وفي بيان رسمي، أوضح الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد، أن المعهد تلقى عددًا كبيرًا من البلاغات من المواطنين في القاهرة ومحافظات أخرى، أفادوا فيها بشعورهم بالهزة، مؤكدًا في الوقت نفسه عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.وأشار رابح إلى أن الهزة وقعت عند خط عرض 35.12 درجة شمالًا، وخط طول 27.0 درجة شرقًا، وعلى عمق 76 كيلومترًا تحت سطح الأرض، ما يفسر وصول آثارها إلى بعض المناطق المصرية رغم بعدها النسبي عن مركز الزلزال.
وحسب رابح، “تكرار شعور المواطنين باهتزازات غير موثقة يطرح علامات استفهام حول مصدر هذه الظواهر”، وهنا يتسأل البعض لماذا يشعر الهزة وغيرهم لا؟
لماذا نشعر بهزات من زلازل بعيدة؟ خبير مصري يوضح
وفي محاولة لتفسير ما يحدث، تحدث الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض في جامعة تشابمان الأميركية ونائب المدير التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، عن طبيعة الحركة التكتونية للأرض.وأوضح أن الأرض مكونة من ألواح تكتونية ضخمة، تحمل اليابسة والمحيطات، وتتحرك باستمرار، وتقع مصر على لوح شمال إفريقيا، الذي لا يشهد نشاطًا زلزاليًا قويًا عادةً، بخلاف تركيا، الواقعة على تقاطع ثلاث ألواح تكتونية، مما يجعلها أكثر عرضة للزلازل.وقال العسكري: “عندما يقع زلزال في تركيا، تنتقل موجاته الزلزالية عبر الألواح التكتونية وتصل إلى دول مجاورة مثل مصر، فيشعر بها بعض السكان، حتى وإن كانت قوتها في مصر منخفضة”.
لماذا يشعر البعض بالزلزال وآخرون لا؟
الاختلاف في الإحساس بالهزات الأرضية، حتى داخل المبنى الواحد، أثار العديد من التساؤلات. يوضح العسكري أن السبب يعود إلى عوامل مثل:نوع التربة تحت المبنى (رخوة أم صلبة)ارتفاع الطابق الذي يسكن فيه الفردمدى توافق تردد الزلزال مع تردد اهتزاز المبنىنوع الأنشطة الجسدية أثناء وقوع الزلزالوأضاف: “من الممكن أن يشعر شخص في الطابق العاشر بالهزة، بينما لا يشعر بها آخر في الطابق الأرضي، رغم أنهما داخل نفس المبنى”.
دراسة أميركية تشرح تباين الإحساس بالهزات
وفي ذات السياق، سلطت دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي الضوء على هذا التباين في الشعور بالزلازل، تحت عنوان “لماذا يشعر بعض الأشخاص بالزلازل بينما لا يشعر بها آخرون؟”وجاء في الدراسة أن العوامل المؤثرة تشمل:الموقع الجغرافي: من يسكن في مناطق تربة رخوة أكثر عرضة للإحساس بالهزات.ارتفاع المباني: سكان الطوابق العليا يشعرون بالاهتزاز أكثر من غيرهم.الأنشطة الجسدية: من كان في حالة حركة أو يقود مركبة قد لا يلاحظ الهزة.عمق الزلزال: الزلازل العميقة قد تمر دون أن يشعر بها كثيرون.الحالة الصحية والنفسية: تلعب دورًا في مدى وعي الأفراد بالهزات الدقيقة.
الزلازل.. جزء من الطبيعة الديناميكية للأرض
في الختام، أكد الخبراء أن الزلازل، سواء شعر بها السكان أم لا، تُعد جزءًا طبيعيًا من حركة الأرض وتفاعل ألواحها التكتونية.ورغم أن مصر ليست على خط صدع نشط كتركيا، فإنها ليست بمنأى عن تأثيرات الزلازل الإقليمية، مما يتطلب استمرار المراقبة والوعي المجتمعي بخصوص هذه الظواهر الطبيعية المتكررة.