صفاء عبدالمنعم: أواصل عيش ذكريات زوجي الراحل من خلال أفكاره على مدى 26 عامًا

صفاء عبدالمنعم: أواصل عيش ذكريات زوجي الراحل من خلال أفكاره على مدى 26 عامًا

قالت الروائية والباحثة في التراث صفاء عبدالمنعم إنها واحدة من قليلٍ من الكاتبات اللواتي جربن القسوة والوجع بكلّ معانيهما، مشيرة إلى أنّ السبب معروف للجميع وهو رحيل زوجها الشاعر مجدي الجابري قبل 26 عامًا، تاركًا لها طفلتين. جاء ذلك في إطار فعاليات صالون إبداعات المرأة المصرية الذي عقد مساء أمس الخميس، بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع وبمشاركة الكاتبات منى الشيمي، وهايدي عبداللطيف وأدارت الندوة الكاتبة الروائية ضحى عاصي.وأكدت “عبدالمنعم”  أن زوجها الراحل كان بمثابة الدنيا وعلى حد قولها “ما يزال يمثّل لي الدُّنيا بكلّ ما فيها، وما زلت أعيش معه حتى الآن عبر أفكاره ورؤيته للعالم والحياة”.

الجذور والبدايات

ولدت صفاء عبدالمنعم في حيّ عين شمس بالقاهرة، وتصف نفسها بأنّها «ابنة المصريّة القديمة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى»، تعشق شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتُرجع ذلك إلى «انحيازِه للفقراء الذين أنتمي إليهم»، مؤكدةً أنّ سياساته في مجانية التعليم وفرص العمل عبر وزارة القوى العاملة كانت مفتاح وصولها لما هي عليه اليوم.تقول: «حظيتُ بأن أعيش تلك الفترة بكل ما فيها من أخوّة ومحبة».
انطلاقتها الأدبية1982 – أول ظهور حقيقي لها في ندوة مركز شباب المنشية الجديدة بشبرا الخيمة، والتي استمرت حتى منتصف التسعينيات وقدّمت نحو 40 مبدعًا بين روائي وشاعر.أما عن أول كتاب فقد كان “حكايات الليل» وجاء يشارك فيه القاص عماد شندي، وناقشه عدد من كبار النقّاد منهم عبدالعال الحمامصي ومحمود العزب؛ وكان بوّابة انتشارها في المشهد الثقافي.بعد الزواج من الشاعر مجدي الجابري  لم تتوقّف “عبدالمنعم” عن الكتابة، فأصدرت مجموعتها القصصية «تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية» التي حظيت باحتفاء واسع.جيل الثمانينياتتفخر “عبدالمنعم” بانتمائها إلى جيل الثمانينات هذا الجيل «ابن الشقاء»، الذي واجه قيود النشر وصعوباته. والتي دفعن ثمنها فيما بعد من التهميش، وفي 1996 نشرت مجموعة «أشياء صغيرة وأليفة» ضمن سلسلة «إبداع» الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.رحيل مجدي الجابري في 1999 رحل مجدي الجابري، تاركًا لها طفلتين ومكتبة ثرية، تقول إنّها تغذّي طفلتيها بـ«الفرح القادم» بينما توظّف وحدتها في القراءة والكتابة.أزمة «حلاوة الروح»خلال أزمة «الروايات الثلاث»، فُرِمت روايتها «حلاوة الروح» المكتوبة بالعامية وهي قيد النشر في «قصور الثقافة»، أنقذ الشاعر محمد أبو المجد نسخة إلكترونية منها، ثم تحمّس الفنان والناشر أحمد الجنايني لنشرها؛ فصدرت في ثلاث طبعات ولاقت نجاحًا أعادها بقوة إلى الساحة، ودفعها لاستكمال مشروعها الإبداعي بين التراث والحداثة، إلى جانب إعادة نشر أعمال زوجها الراحل.