اتفاق نووي قريب: فرست بوست تكشف عن تقارب جديد بين إيران وواشنطن من خلال دبلوماسية فعّالة

ذكرت صحيفة “فرست بوست”، اليوم الجمعة، أن إيران تشهد تحوّلًا واضحًا من نهج التحدي وتصعيد التوترات مع الولايات المتحدة إلى دبلوماسية بنّاءة، وذلك بعدما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاقًا نوويًا مع طهران أصبح وشيكًا.وأوضحت الصحيفة، أن القيادة الإيرانية، بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بدأت تنتهج مسارًا جديدًا قائمًا على التفاوض والانفتاح، في تحوّل ملحوظ عن السياسات السابقة التي اتسمت بالتصعيد والمواجهة المباشرة مع واشنطن.
ضوء أخضر لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة
بحسب التقرير، فإن طهران أعطت الضوء الأخضر لإبرام اتفاق نووي، شريطة أن تراعي الولايات المتحدة الخطوط الحمراء الأساسية لإيران، والتي تتعلق بسيادتها وحقوقها في تطوير برنامج نووي سلمي.وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة باتت “قريبة جدًا” من التوصل إلى اتفاق مع إيران، مشيرًا إلى أن طهران قد “وافقت نوعًا ما” على الشروط المطروحة.وفي تصريحات له خلال جولة خليجية، قال ترامب: “نحن في مفاوضات جدية للغاية مع إيران من أجل سلام طويل الأمد، نقترب من التوصل إلى اتفاق، ربما دون الحاجة إلى استخدام القوة.”وأضاف: “هناك طريقتان لتحقيق ذلك: خطوة سلمية جميلة جدًا، أو خطوة عنيفة… وأنا لا أرغب في الخيار الثاني.”
تغيير استراتيجي في نهج إيران
ووصفت “فريست بوست” هذا التغيير الإيراني بأنه تحوّل استراتيجي كبير في نهج السياسة الخارجية الإيرانية، لا سيما في تعاطيها مع الولايات المتحدة، بعد سنوات من التصعيد المتبادل والقطيعة السياسية.وأشار التقرير، إلى أن طهران، التي طالما اعتبرت التفاوض مع واشنطن خضوعًا غير مقبول، بدأت تعيد تقييم موقفها في ضوء الضغوط الاقتصادية الهائلة التي فرضتها العقوبات الأمريكية، إلى جانب العزلة الدولية المتزايدة التي تعاني منها منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.كما لفتت مصادر دبلوماسية إلى أن هذا التحول قد يكون مدفوعًا أيضًا برغبة إيران في كسب الشرعية الدولية وتحقيق انفراجة اقتصادية تنقذ البلاد من أزمتها المتفاقمة، في ظل تدهور العملة، وتراجع عائدات النفط، واستياء شعبي متصاعد.
مستقبل الاتفاق الأمريكي الإيراني مرهون بالخطوات القادمة
ورغم التفاؤل الحذر، أكدت المنصة أن مصير الاتفاق النووي لا يزال مرهونًا بخطوات حاسمة من الطرفين، فبينما تسعى واشنطن لضمانات بشأن التزامات إيران النووية، تُصر طهران على رفع العقوبات أولًا وبشكل كامل.ويرى مراقبون أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات الإيرانية – الأمريكية، التي لطالما شكلت عنصر توتر في الشرق الأوسط، وقد تشهد، إن تم التوصل إلى اتفاق فعلي، بداية مرحلة جديدة من التهدئة والتعاون النسبي بين الطرفين.