مسائل عائلية خلال زيارة ترامب إلى الخليج!

مسائل عائلية خلال زيارة ترامب إلى الخليج!

في أول يوم له في البيت الأبيض، سأل الصحفيون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وجهته في أولى رحلاته الخارجية.. سؤال رآه الرئيس الأمريكي، فرصةً لاستعراض براعته في عقد الصفقات، وشرح كيفية إقناع السعودية بضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي.. وفي حين ما كان رؤساء الولايات المتحدة غالبًا يزورون كندا أو المكسيك أو المملكة المتحدة كوجهة خارجية أولى، إلا أن ترامب قلب هذا التقليد رأسًا على عقب، عندما زار المملكة العربية السعودية في مايو 2017.. فبعد ساعات من تنصيبه لولاية ثانية، لوّح ترامب بإمكانية زيارة المملكة مرة أخرى، ولكن بثمن.. قال، (لقد فعلت ذلك مع السعودية في المرة السابقة، لأنهم وافقوا على شراء منتجاتنا بقيمة أربعمائة وخمسين مليار دولار.. وإذا أرادت السعودية شراء أربعمائة وخمسين مليار دولار أخرى أو خمسمائة مليار دولار ـ سنرفع السعر بسبب التضخم ـ أعتقد أنني سأذهب على الأرجح).. وبعد أيام، في الثالث والعشرين من يناير الماضي، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعرض أكثر ربحية: حيث أعلن عن استثمار ستمائة مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، على مدى السنوات الأربع المقبلة.وسرعان ما نُسيت تصريحات ولي العهد السعودي، وسط موجة الأوامر التنفيذية والتخفيضات الحكومية الشاملة التي أعلنها ترامب في أيامه الأولى في الرئاسة.. لكن ترامب أوضح أن زيارته الرسمية الأولى ستكون معروضة لمن يدفع أعلى سعر.. وبينما زعم أن اهتمامه الأكبر هو إبرام صفقات اقتصادية تعود بالنفع على الأمريكيين، فإنه يستغل هذه الرحلة أيضًا لتعزيز علاقاته مع حكام المنطقة وتشجيع الأعمال التجارية لعائلته.وكما فعل عام ٢٠١٧، قرر ترامب أن تكون السعودية المحطة الأولى في زيارته الرسمية إلى الشرق الأوسط.. بعد وصوله إلى المملكة يوم الثلاثاء الماضي، توجه إلى قطر، ثم الإمارات العربية المتحدة ـ وعلينا هنا، أن نذكر بأن قيام ترامب بزيارة خارجية قصيرة إلى الفاتيكان الشهر الماضي لحضور جنازة البابا فرنسيس، لم تكن زيارة دولة مُرتّبة لرئيس أمريكي ـ من الواضح، لماذا ستكون دول الخليج العربية ـ بثرواتها الهائلة من صادرات النفط والغاز، وصناديقها السيادية الراغبة في الاستثمار ـ أكثر جاذبية لترامب من جيران الولايات المتحدة، مثل كندا والمكسيك، أو حلفائها التقليديين مثل المملكة المتحدة.خلال ولايته الأولى، بالغ ترامب في تقدير دور إدارته في إبرام صفقات اقتصادية مع السعودية، بما في ذلك صفقة مبيعات أسلحة بقيمة مائة وعشرن مليارات دولار، أعلن عنها بحفاوة بالغة خلال زيارته قبل ثماني سنوات.. إلا أن العديد من تلك الاتفاقيات كانت مؤقتة، وكان جزء من المعدات العسكرية التي خطط السعوديون لشرائها قد تفاوضت عليها إدارة باراك أوباما بالفعل.. في حين أن القيمة الحقيقية لاستثمارات السعودية ودول الخليج العربية الأخرى في الاقتصاد الأمريكي لا تزال غامضة، فإن صفقاتها مع شركة عائلة ترامب وشركائها الأجانب أكثر واقعية بكثير.. فالدول الثلاث التي زارها ترامب، تضم عقارات تحمل علامة ترامب التجارية، أو مشاريع تطوير عقاري وفنادق ومنتجعات جولف جارية بقيمة مليارات الدولارات.. وقد التقى ترامب بقادة أجانب، قادرين على اتخاذ قرارات تؤثر على مشاريع مجموعة ترامب، وعلاقاتها مع الشركات المرتبطة بحكومات دول الخليج العربية أو صناديقها السيادية، مما قد يشكل تضاربًا ماليًا هائلًا في المصالح لترامب.في المملكة العربية السعودية.. وقعت مجموعة ترامب صفقات العلامة التجارية لمشروعين عقاريين، بما في ذلك برج ترامب في الرياض العاصمة، وبرج سكني آخر بقيمة خمسمائة وثلاثين مليون دولار في مدينة جدة الساحلية.. لن تتطلب الصفقات، التي تم الإعلان عنها بعد شهر من انتخاب ترامب لولاية ثانية، من شركة عائلة ترامب المساهمة بأموال في بناء الأبراج، لكنها ستكسب ملايين الدولارات من رسوم الترخيص.. تقود المشاريع شركة (دار) العالمية، وهي شركة تابعة لشركة (دار الأركان)، أحد أكبر مطوري العقارات في المملكة العربية السعودية.. الشركة مملوكة للقطاع الخاص، لكنها تعتمد على عقود من الحكومة السعودية ولصالح الأمير محمد، خصوصًا أنه يسعى إلى تحقيق خطة تطوير طموحة، هي رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط.. وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت أعمال عائلة ترامب أيضًا على دوري LIV للجولف، الممول من صندوق الثروة السيادية السعودي.. بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي في يناير 2021، خسرت الشركات المملوكة لترامب سلسلة من صفقات الرعاية العقارية ورعاية الجولف.. لكن القادة السعوديين تمسكوا بترامب، ووافقوا على إقامة جولة LIV الاحترافية للجولف في العديد من ملاعب الجولف الأمريكية التابعة له، مما وفر له إيرادات بملايين الدولارات أثناء فترة ولايته.في قطر.. أعلنت مجموعة ترامب الشهر الماضي، عن منتجع جولف جديد ومشروع تطوير عقاري ستبنيه شركة (دار) العالمية، بالتعاون مع شركة تطوير عقاري حكومية قطرية.. سيضم المشروع، المسمى (نادي وفلل ترامب الدولي للجولف)، ملعب جولف من 18 حفرة، وناديًا، وفللًا شاطئية تحمل علامة ترامب التجارية، على بُعد حوالي أربعين كيلو مترًا من العاصمة القطرية الدوحة.. فقطر حليف قديم للولايات المتحدة، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.. وتُعدّ هذه صفقة أخرى لترسيخ العلامة التجارية لشركة عائلة ترامب، حيث لن تستثمر الشركة أي رأس مال، ولكنها ستجني ملايين الدولارات من رسوم التسويق والإدارة، بمجرد تشغيل منتجع الجولف.ويثير دخول شركة ديار القطرية، وهي شركة عقارية أسسها صندوق الثروة السيادية القطري عام 2005، في مشروع مجموعة ترامب مخاوف جديدة، بشأن انتهاك ترامب لبند المكافآت الأجنبية في الدستور الأمريكي، على الرغم من خطته لقبول طائرة فاخرة بقيمة أربعمائة مليون دولار من العائلة المالكة القطرية.. إذ يحظر الدستور الأمريكي على الرئيس، تلقي مدفوعات أو هدايا كبيرة من حكومات أو قادة أجانب دون موافقة الكونجرس.. وخلال فترة ولايته الأولى، تلقت شركات ترامب 7.8 مليون دولار من عشرين حكومة أجنبية، وفقًا لتقرير أصدره الديمقراطيون في الكونجرس العام الماضي.. لكن مجموعات الرقابة الحكومية قدرت أن هذه المدفوعات وصلت إلى 13.6 مليون دولار.. وتدق ناقوس الخطر، من أن ترامب قد يتجاوز هذه المبالغ بكثير في ولايته الثانية، حيث أن المشاريع التجارية العائلية التي يديرها ابناه، تعقد المزيد من الصفقات الأجنبية، مثل تلك المبرمة مع دول الخليج العربية.في الإمارات العربية المتحدة.. تُدير مجموعة ترامب بالفعل نادي ترامب الدولي للجولف في دبي، الذي افتُتح عام ٢٠١٧ خلال الولاية الأولى للرئيس.. ويُعدّ هذا المشروع جزءًا من شراكة طويلة الأمد بين ترامب وحسين سجواني، الملياردير الإماراتي ومؤسس شركة (داماك) العقارية، وهي شركة تطوير عقاري مقرها دبي.. كان من المقرر أن تبني (داماك) منتجع جولف ثانيًا يحمل علامة ترامب التجارية في دبي، لكن هذا المشروع واجه تأخيرات..لكن شركة عائلة ترامب تمضي قدمًا في مشاريع أخرى في الإمارات، بما في ذلك فندق وبرج ترامب الدولي، المكون من ثمانين طابقًا، بتكلفة مليار دولار، والذي تبنيه شركة (دار جلوبال)، وهي شركة تطوير عقاري سعودية.. وتُباع الشقق في هذا البرج الفاخر غير المكتمل ـ والذي سيضم، وفقًا للمطور، أعلى مسبح خارجي في العالم، ويطل على برج خليفة في دبي، أطول ناطحة سحاب في العالم ـ بما يصل إلى عشرين مليون دولار للوحدة السكنية.وكما يقول محمد بزي، مدير مركز هاكوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، وأستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، فإن تعاملات عائلة ترامب مع مستثمرين من دول الخليج العربية، تتجاوز صفقات العقارات وبطولات الجولف.. ففي الأول من مايو الماضي، كشف إريك ترامب، الابن الأوسط للرئيس، الذي يدير مؤسسة ترامب، وشريكه التجاري زاك ويتكوف، وهو أيضًا نجل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط، عن صفقة عملات رقمية جديدة كبرى مع صندوق استثماري مدعوم من حكومة أبوظبي، وسيستثمر الصندوق ملياري دولار باستخدام عملة رقمية، تقدمها شركة وورلد ليبرتي فاينانشال، شركة العملات الرقمية المملوكة لعائلة ترامب.. ومن الممكن أن تُولد مثل هذه الصفقة مئات الملايين من الدولارات من الإيرادات لترامب وعائلته، في صفقة مالية مرتبطة بحكومات أجنبية وحلفاء قُدامى للولايات المتحدة.●●●لم تترك صحيفة (الجارديان) البريطانية هذه المعلومات دون تعليق، إذ قالت قبل أيام، أنه بينما يبدأ الرئيس دونالد ترامب أول رحلة دولية كبيرة في فترة ولايته الثانية، في منطقة نمت فيها أعمال عائلته بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، فإن ذلك يضع إدارته في مواجهة تضارب محتمل في المصالح أكثر من أي وقت مضى.. أمضى أبناء الرئيس، الذين يرأسون مجموعة ترامب، الأسابيع القليلة الماضية في عبور الشرق الأوسط، ووضعوا الأساس للصفقات التي ستفيد الشركة، وفي بعض الحالات، ترامب نفسه.. يقول المراقبون الحكوميون والمؤرخون الرئاسيون وغيرهم من النقاد، إنه تصعيد للصراعات غير الأخلاقية وحتى غير الدستورية بين مصالح الولايات المتحدة ورئيسها.نشرت الصحيفة، قبل أسبوع من الموعد المقرر لوصول ترامب إلى المملكة العربية السعودية، في رحلة ستأخذه أيضًا إلى قطر والإمارات العربية المتحدة، تحدث ابنه إريك إلى مركز مؤتمرات مزدحم في دبي، حول خطط منظمة ترامب لبناء فندق من ثمانين طابقًا وبرج سكني هناك.. وتفاخر بأن (الأيقونة المذهلة) ستعيد تعريف (الفخامة)، ولديها أعلى مسبح لا متناهي في العالم، ويطل على مبنى برج خليفة الشاهق.. قال، (بالنيابة عن عائلتي، نحن نحب دبي.. لدينا علاقة رائعة بين الولايات المتحدة وواحدة من أعظم الأماكن ويسعدني أن أتصل بالكثير منكم كأصدقاء).. وهنا، ترى الجارديان، أن علاقة ترامب بدول الخليج العربي (تقدم نظرة ثاقبة لغرائز رجل أعمال صنع مهنة فن البيع).. ورفض ترامب بشكل ملحوظ تكرار تعهده في فترة ولايته الأولى، بعدم تعزيز مصالحه التجارية الشخصية من البيت الأبيض، لكنه تمكن أيضًا من التهرب من جهود الكونجرس والمحاكم لكبح صراعاته المحتملة.ظهر دونالد ترامب جونيور وإريك ترامب في أحداث في المنطقة لتعزيز الصفقات، بما في ذلك العملات المشفرة والبنتهاوس الفاخرة، مما يشير إلى أن العائلة تعتزم مواصلة السعي وراء الصفقات الدولية، حتى مع قيادة دونالد ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.. وأظهرت مراجعة أجرتها صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية لإيداعات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، والإفصاحات التي أجرتها الصحيفة في وقت سابق لإيداعات وبيانات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب والكشف عنها.. وبدا ترامب نفسه غير مهتم بتضارب المصالح.. وتحدث بشكل متوهج، عن طائرة بوينغ 747-8 الجامبو التي تبلغ تكلفتها أربعمائة مليون دولار قدمتها قطر كهدية، والتي ستصبح طائرة الرئاسة طوال فترة رئاسته، ثم يتم تسليمها إلى مؤسسة مكتبته الرئاسية، (أعتقد أنها لفتة رائعة من قطر.. أنا أقدر ذلك كثيرًا)، وقال ترامب، عما أسماها (قصر في السماء)، لن أكون أبدًا من يرفض هذا النوع من العروض.. أعني، يمكن أن أكون شخصًا غبيًا، وأقول، (لا، لا نريد طائرة مجانية ومكلفة للغاية.. لكنها كانت.. كانت لفتة رائعة).قبل أسبوعين، أبرم إريك ترامب اتفاقًا لبناء نادي ترامب الدولي للجولفSIMAISMA، مجتمع فاخر للغاية على شاطئ البحر في قطر، قالت الشركة إنه سيضم ملعبًا للجولف من ثمانية عشر حفرة وفيلات فاخرة مزينة باسم ترامب.. وسيُنهي ترامب رحلته في أبو ظبي، حيث يتشابك مشروع عائلته للعملات المشفرة.. وفي الأسبوع الماضي، قالت شركة استثمارية مدعومة من أبو ظبي، إنها تخطط لضخ ملياري دولار في المشروع.دوجلاس برينكلي، المؤرخ في جامعة رايس، والذي ألف كتبًا عن رونالد ريجان وجيرالد فورد، قال، إن استعداد ترامب للخوض في تضارب المصالح الذي يفيده، يهدد بتجاوز أي شيء أمامه.. إن أفعاله وأفعال عائلته يساعدها الكونجرس والأجهزة الإعلامية المثقلة بنشاط البيت الأبيض، وفريق من المحامين الذين يتأكدون من التزامهم بنص القانون، إن لم يكن روحه.. صحيح، يقول برينكلي، (لم يثبت بعد عدم قانونية ذلك.. لكن الأمر يتطلب كرة مدمرة للتقاليد والمعايير، والاعتقاد بأنه من الأهمية بمكان أن الرئيس لن يستفيد ماليًا من وقته في منصبه).. وصحيح أيضًا أن الرئيس ونائب الرئيس يعفيان من قوانين تضارب المصالح، ولكنهما مُقيدان بموجب الدستور، من تلقي الهدايا من الحكومات الأجنبية دون موافقة الكونجرس.. وقد نفى البيت الأبيض الاتهامات، بأن ترامب يضع مصالحه المالية الخاصة قبل مصالح البلاد، إذ صرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، لصحيفة واشنطن بوست، أن (الرئيس ترامب ملتزم بجميع قواعد تضارب المصالح، ويعمل فقط لصالح الجمهور الأمريكي.. ولهذا السبب أعادوا انتخابه بأغلبية ساحقة لهذا المنصب، على الرغم من سنوات من الأكاذيب والاتهامات الكاذبة ضده وضد أعماله، من وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة).. وفي مؤتمر صحفي، قال ليفيت، إنه (من السخف بصراحة، أن يقترح أي شخص في هذه الغرفة، أن الرئيس ترامب يفعل أي شيء لمصلحته الخاصة.. لقد ترك حياة الرفاهية وحياة إدارة إمبراطورية عقارية ناجحة للغاية للخدمة العامة).. مع أن شركات عائلة ترامب تمتلك أيضًا مصالح في صربيا وألبانيا وفيتنام.. لكن الخبراء يقولون، إن العلاقات العميقة للشركة في الشرق الأوسط مثيرة للقلق بشكل خاص، بسبب الدور الحاسم للمنطقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مصير غزة، والبرنامج النووي الإيراني، وهدف ترامب الذي طال انتظاره، المتمثل في التوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.الغريب، أن مسئولين في البيت الأبيض قالوا لصحيفة (واشنطن بوست)، إن القضايا الأمنية تحتل مقعدًا خلفيًا خلال الأيام الثلاثة ونصف، التي سيكون فيها ترامب على الأرض في الخليج، وهو دليل على رؤية الرئيس الأكثر تقييدًا لدور الولايات المتحدة، وزيادة التركيز على الاستثمارات والصفقات.. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حاول فصل نفسه عن عمله، من خلال وضع أبنائه على رأس القيادة.. وهو ترتيب سمح للرئيس بالاحتفاظ بنفوذ على إدارة الشركة، كما قال نوح بوكبيندر، المدعي العام الفيدرالي السابق للفساد، الذي يشغل الآن منصب رئيس منظمة (مواطنون من أجل المسئولية والأخلاق) في واشنطن، وهي مجموعة مراقبة.. أعضاء هذه الإدارة أيضًا مرتبطون علنًا بمنطقة الخليج أكثر من موظفيه منذ ثماني سنوات.. تم تسجيل المدعي العام بام بوندي، الذي ساعد في صياغة تحليل البيت الأبيض، الذي خلص إلى أن تبرع قطر بالطائرة سيكون (مسموحًا به قانونا)، للضغط من أجل الدولة الخليجية.●●●لا تختلف الاتهامات، بأن ترامب يمزج بين المصالح التجارية ومصالح الأمة تمامًا، عما أصبح سمة مميزة للرئاسات الحديثة.. لقد مات العديد من الرؤساء الأمريكيين الأوائل معدمين، بعد أن كرسوا حياتهم للخدمة العامة.. لكن قادة واشنطن في العصر الحديث، استخدموا سلطة الرئاسة لكسب الملايين بعد ترك مناصبهم.. حصل رونالد ريجان، من بين أوائل الذين حصلوا على مبالغ كبيرة بعد الرئاسة، على مليوني دولار مقابل خطابين في اليابان.. أصبح بيل كلينتون، بعد الفترة التي قضاها في منصبه، أحد المتحدثين الأعلى أجرًا في العالم.. حتى جو بايدن، الذي تفاخر منذ فترة طويلة بكونه أفقر رجل في مجلس الشيوخ، حقق أكثر من خمسة عشر مليون دولار، من رسوم التحدث وصفقات الكتب، بعد أن شغل منصب نائب رئيس باراك أوباما.. وبعد مغادرته البيت الأبيض هذا العام، وقع بايدن مع وكالة المواهبCAA، التي تمثل نجوم هوليوود، بما في ذلك توم هانكس وبراد بيت وزيندايا.. وتعرض بعض الرؤساء أيضًا لتدقيق مكثف، بسبب العلاقات مع الصفقات التجارية الأجنبية أثناء جلوسهم في المكتب البيضاوي.. أطلق الجمهوريون في مجلس النواب، بشكل لا يُنسى، تحقيقًا في المساءلة حول ما إذا كان بايدن متورطًا بشكل غير صحيح في أعمال هانتر بايدن، والتي تضمنت علاقات مع مستثمرين صينيين ومقعدًا في مجلس إدارة شركة طاقة أوكرانية، بينما كان والده يقود السياسة التي تؤثر على نفس البلد.يقول الخبراء، إن ما يختلف عن ترامب في فترة ولايته الثانية الجريئة، هو حجم الاستثمارات التي قامت بها عائلته من خلال صلاته بتعاملاته كرئيس.. جيف هاوزر، المدير التنفيذي لمشروع الباب الدوار، وهي مجموعة للمصلحة العامة، قال، (ربما كان هانتر بايدن قادرًا على دعم إدمان المخدرات، ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير.. عائلة ترامب تولد مليارات ومليارات الدولارات المحتملة).. وقد ميَّز هاوزر أيضًا بين الطريقة التي تحدث بها بايدن عن ابنه المضطرب، وكيف احتفل ترامب بإنجازات منظمة عائلته، (كان هانتر الابن المارق الضال الذي كان محبوبا.. لكن هذا المشروع التجاري لترامب لم يكن مباركًا).تعود علاقات مجموعة ترامب بالشرق الأوسط إلى فترة ولاية ترامب الأولى، عندما افتتحت نادي ترامب الدولي للجولف في دبي.. منذ ذلك الحين، توسعت مجموعة ترامب، لتشمل عمان والمملكة العربية السعودية ومؤخرًا قطر.. وفي الخليج، يقول الكثيرون في مجتمع الأعمال، إنهم يرحبون بتوسع مجموعة ترامب، ولا يشعرون بالقلق من المخاوف بشأن تضارب المصالح.. ويتمتع معظم أكبر المطورين العقاريين في الخليج بعلاقات حكومية وثيقة، وهي علاقات يُثني عليها الكثيرون في مجتمعات الأعمال المحلية، قائلين إنها تسمح لمشاريع التنمية بالتحرك بشكل أسرع من الدول الأخرى، (بالنسبة لنا، هذه الصفقات التجارية جيدة، إنها جيدة للمنطقة، جيدة للأعمال)، قالها شخص مُطلع على التفكير داخل مجتمعات الأعمال في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأضاف، (إذا كان الأمريكيون قلقين بشأن تضارب المصالح، فهذه مسئوليتهم في فرض قوانينهم).. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.