لماذا تقيم الدوريات الأوروبية ‘جولة الفخر’ لدعم حقوق المثليين رغم رفض مصطفى محمد المشاركة؟

فجّر الدولي المصري مصطفى محمد أزمة جديدة في ملاعب أوروبا، بعد رفضه المشاركة في مباراة فريقه نانت بالجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي، والتي تواكب الحملة السنوية الداعمة للمثليين، المعروفة إعلاميًا بـ”جولة الفخر”. القرار الذي اتخذه مصطفى لم يكن الأول من نوعه، لكنه جاء في توقيت بالغ الحساسية، تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي، ليعيد إلى الواجهة الجدل المتكرر حول تلك الفعالية ومدى تقبلها من لاعبين يحملون خلفيات دينية وثقافية مختلفة.مصطفى محمد يشعل فتيل “جولة الفخر” من جديدكلمة السر هذا العام كانت مصطفى محمد الذي أعلن صراحة أنه لن يشارك في لقاء نانت ومونبلييه بسبب الحملة الداعمة للمثلية، مؤكدًا عبر حسابه على “إنستجرام” أن قراره نابع من احترامه لمعتقداته وقيمه الراسخة، وليس تعبيرًا عن رفض أو كراهية.
جذور جولة الفخر.. وسبب إقامتها كل 17 مايو
جولة الفخر في الدوريات الأوروبية تتزامن سنويًا مع “اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية”، الذي يُحتفل به في 17 مايو، وهو تاريخ رمزي تم اختياره لإحياء ذكرى قرار منظمة الصحة العالمية عام 1990 بشطب المثلية من قائمة الأمراض العقلية. منذ إطلاقه رسميًا عام 2005، تحوّل هذا اليوم إلى مناسبة عالمية تقام خلالها فعاليات توعوية واحتفالية في أكثر من 130 دولة، ويُعد الدوري الفرنسي من أبرز الدوريات التي تتبنى حملة “جولة الفخر”، حيث يتم ارتداء شارات وقمصان تحمل ألوان قوس قزح، في رسالة تضامن مع مجتمع الميم.
عقوبة مصطفى محمد
رد نانت لم يتأخر كثيرًا، فقد قرر النادي الفرنسي معاقبة مصطفى محمد ماديًا بسبب تغيبه عن معسكر الفريق، بينما غلف الجهاز الفني قراره بحديث عن “انزعاجات عضلية”، اللافت أن هذه هي المرة الثالثة التي يغيب فيها مصطفى عن “جولة الفخر”، ما يعكس إصراره على موقفه الشخصي، دون أن يصدر عنه أي تعليق هجومي أو تحريضي، بل اكتفى برسالة هادئة تؤكد احترامه للجميع، لكنه يطلب بالمقابل احترام قناعاته.لم يكن مصطفى محمد وحده في موقفه الرافض للمشاركة في جولة الفخر، فقد سبقه عدد من اللاعبين العرب والمسلمين الذين اتخذوا قرارات مماثلة في مواسم سابقة، من بينهم المغربي زكريا أبو خلال، والجزائري فارس شايبي في الدوري الفرنسي، إضافة إلى السنغالي إدريسا جاي نجم باريس سان جيرمان، وكذلك رفض المصري سام مرسي، لاعب إيبسويتش تاون، الانخراط فيها، إلى جانب المغربي نصير مزراوي، نجم مانشستر يونايتد، الذي انسحب الموسم الماضي من جولة مماثلة لأسباب تتعلق بقناعاته الدينية، وقبل اعتزاله عبّر يايا توريه، أسطورة مانشستر سيتي، عن تحفظه تجاه تلك الفعاليات.