تقرير أمريكي: زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تعزز دور دول الخليج كمركز رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي.

تقرير أمريكي: زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تعزز دور دول الخليج كمركز رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي.

أكد تقرير أمريكي، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، عززت موقع دول الخليج العربي كلاعب رئيسي في طفرة الذكاء الاصطناعي.وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنه رغم كل الحديث عن منع الحكومة الصينية من الهيمنة على صناعة الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الصفقات وضعت مجموعة مختلفة من الدول في طليعة الذكاء الاصطناعي حيث سيتمكن أمراء وشيوخ دول الخليج من الوصول إلى التكنولوجيا وبناءها وتمويلها في السنوات القادمة، جنبًا إلى جنب مع الشركات الأمريكية.

ترامب يمنح الخليج صفقة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي

وقالت الصحيفة، إن هذا التوجه كان جاريًا على قدم وساق قبل زيارة ترامب، لكن الرئيس، بتنقله في المنطقة برفقة مجموعة من مليارديرات التكنولوجيا، سرّع هذا التحول وأبرزه.ويوم الخميس، أجرت شركة OpenAI مفاوضات مكثفة مع شركتين رائدتين في الإمارات العربية المتحدة، هما G42 وMGX، بشأن صفقة ضخمة تُمكّن الشركة، ومقرها سان فرانسيسكو، من بناء مراكز بيانات وتطوير تقنياتها في الدولة، وفقًا لما ذكره ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات، وفي المقابل، ستحصل OpenAI على استثمارات جديدة تُمكّنها من بناء مراكز بيانات أمريكية مع تحالف من الشركاء.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” هذا الأسبوع أن شركة Nvidia، مطورة شرائح الذكاء الاصطناعي، ستبيع مئات الآلاف من شرائحها الأكثر تطورًا إلى الإمارات العربية المتحدة وكانت هذه المبيعات ستُقيّد بشدة بموجب القواعد التي وضعها الرئيس السابق جو بايدن، والتي ألغتها إدارة ترامب الأسبوع الماضي قبل أيام قليلة من دخولها حيز التنفيذ. وستُضاف هذه الصفقات مع الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاقيات بمليارات الدولارات مع المملكة العربية السعودية وقطر عُرضت في الأيام الأخيرة، وشملت مبيعات رقائق أشباه الموصلات، وتعدين المعادن النادرة، ومراكز بيانات مع شركات أمريكية كبرى ويبدو أن بعض هذه الصفقات يعود تاريخها إلى ما قبل ولاية ترامب الثانية، وتتضمن تقديرات تقريبية لحجم العقود التي يمكن أن تُدرّها في المستقبل.وأشاد البيت الأبيض أمس الخميس بصفقات تجارية إضافية بقيمة 200 مليار دولار بين شركات أمريكية وإماراتية وقال إنه توصل إلى اتفاقيات جديدة مع الإمارات العربية المتحدة للاستثمار في “مراكز بيانات أمريكية لا تقلّ حجمًا وقوة عن الموجودة في الإمارات العربية المتحدة”، والالتزام بحماية أقوى ضد تحويل التكنولوجيا الأمريكية.وانضمت نخبة من رواد صناعة التكنولوجيا، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، وإيلون ماسك، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، وآندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، إلى ترامب في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، ويُمثل هذا تحولًا عن الوضع قبل بضع سنوات فقط، عندما غاب كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا عن معرض التكنولوجيا الرائد في المملكة.لكن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير. فقد أعرب بعض خبراء السياسة الخارجية عن مخاوفهم من أن الولايات المتحدة تُنقل تكنولوجيا استراتيجية أساسية إلى الخارج، وتبيعها لمن يدفع أعلى سعر، مما قد يُقوّض هيمنة الولايات المتحدة.

قبول أمريكي للتعاون مع الخليج بشأن الذكاء الاصطناعي

وقال سام وينتر ليفي، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصص في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: “قد تكفي صفقاتٌ بهذا الحجم لبناء الإمارات العربية المتحدة بعضًا من أكبر الحواسيب العملاقة في العالم”.وأضاف أن هذه الرحلة “تمثل بروز الخليج كواحد من أكبر اللاعبين في سباق الذكاء الاصطناعي. آمل أن تكون إدارة ترامب قد فكرت فيما إذا كانت هذه نتيجةً ترغب في تشجيعها، وآمل أن يحصلوا في المقابل على تنازلات حقيقية – وليس وعودًا وهمية بالأمن”.وفي الفترة التي سبقت زيارة ترامب، أجرى البيت الأبيض مناقشات مع مسؤولين إماراتيين حول بناء حواجز أمنية لمنع تحويل التكنولوجيا إلى الصين أو خصوم الولايات المتحدة الآخرين، وفقًا لمسؤول في الإدارة شارك في المحادثات.ووافق مسؤولو الإمارات على الاحتفاظ بقوة الحوسبة في البلاد، والسماح بالوصول عن بُعد للعملاء المعتمدين فقط، وإنشاء مسارات تدقيق، فيما قال مسؤلون إن وجهة نظر إدارة ترامب هي أن المنطقة تطمح لأن تصبح قوةً عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنه إذا لم تجد الولايات المتحدة سبيلًا للدول للوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، فستصبح الأجهزة الصينية هي المهيمنة هناك.وحصلت شركة G42 على 100 ألف وحدة معالجة رسومية، أو وحدات معالجة رسومية (GPUs)، وستذهب 400 ألف وحدة أخرى إلى شركات أمريكية تعمل في هذا المجال، فيما تمتلك الولايات المتحدة ملايين وحدات المعالجة، وسيمكّن الاستثمار من الإمارات العربية المتحدة في البنية التحتية لمراكز البيانات الأمريكية الشركات الأمريكية من التقدم بوتيرة أكبر بكثير.يُعتبر الذكاء الاصطناعي تقنية استراتيجية أساسية للأمن القومي، لا سيما لاستخدامه في جيل جديد من الأسلحة ذاتية التشغيل أو في ممارسات مثل النمذجة النووية لهذا السبب، سعى قادة التكنولوجيا الأمريكيون إلى الحصول على موافقة الحكومة قبل الانخراط في صفقات في الشرق الأوسط.ويُظهر سياق الأحداث في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وسيل الإعلانات ورفع القيود، أن الأجواء قد تحوّلت، من تكامل أكثر ترددًا مع دول الخليج إلى دعم كامل لدورها كممولين وشركاء في ثورة الذكاء الاصطناعي. كانت صفقات هذا الأسبوع في الخليج، التي باركتها إدارة ترامب، أقوى دليل حتى الآن على حجة تبناها قطاع الذكاء الاصطناعي الأمريكي بإلحاح متزايد في الأشهر الأخيرة وهي أن اتباع نهج تنظيمي صارم هو السبيل الوحيد الممكن لمنع الصين من أن تصبح القوة المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.