ترامب، إسرائيل الغائبة، وثروات الخليج

لوحظ أن ترامب خلال زيارتة للخليج لم يذكر إسرائيل في اي من تصريحاتة ولا حتي نتنياهو، عدم ذكر ترامب لإسرائيل أو نتنياهو خلال تصريحاته لا يُفسَّر على أنه خلاف أو تجاهل، بل هو تكتيك محسوب. من السذاجة السياسية الاعتقاد بأن ترامب يُدير ظهره لإسرائيل، وهو الذي بنى جزءًا كبيرًا من رصيده السياسي على التحالف معها.تحييد إسرائيل إعلاميًا خلال زيارته يحمل أبعادًا استراتيجية، هدفها تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية هائلة دون إثارة حساسية الرأي العام في الدول المضيفة.ترامب، الذي يتعامل مع السياسة بمنطق المقاول العقاري، يدير حركته في المنطقة بعقلية الصفقات والربح والخسارة.عدم التطرق لإسرائيل يندرج في إطار عدم تشويش الأهداف الأساسية للزيارة، وهي إبرام اتفاقيات اقتصادية ضخمة تعود عليه وعلى بلاده بمليارات الدولارات.في نظر ترامب، الخليج العربي هو “البقرة الحلوب”وفيما يتعلق بغياب إسرائيل عن جدول زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن أقرب جملة تُلخص الواقع هي: “أمريكا تعمل… وإسرائيل تحصد”، هذا الغياب لا يعني أن إسرائيل خارج اللعبة، بل يعكس تقاسم أدوار كلاسيكي بين واشنطن وتل أبيب: أمريكا تتحرك وتفتح الأبواب، بينما إسرائيل تجني الثمار في التوقيت والمكان الذي تختاره.استثمارات السعودية وقطر والإمارات في الولايات المتحدة تُقدّر بـ٤ ترليون دولار. هذه الأموال هي حق لهذه الدول وشعوبها، ومن الطبيعي أن تُستثمر في دولة كبرى تتيح فرص الربح والعوائد التنموية.لكن كما ذكّرت سابقًا: أمريكا تعمل… وإسرائيل تحصد فكثير من كبرى الشركات الأمريكية مملوكة أو واقعة تحت تأثير لوبيات يهودية، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من أرباح تلك الاستثمارات يعود بشكل مباشر أو غير مباشر لخدمة الاقتصاد الإسرائيلي.واعتقد ان ترامب بذلك استطاع تعويض كل ما تكلفته أمريكا من اموال لشراء أسلحة او صناعتها وإرسالها لإسرائيل لقتل الفلسطينيين فأموال العرب يقتل بها العرب وسترسل أمريكا مزيدا من الأسلحة لإسرائيل حتي تقوم بإتمام المهمة بقتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وتفريغ غزةأما بالنسبة للقضية الفلسطينية ومن داخلها حماس من المرجح أن يعلن ترامب بشكل واضح أن زمن حماس قد انتهى، وسيدعو قطر إلى الضغط على الحركة لتسليم ما تبقّى من الرهائن، والعمل على إخراج قياداتها إلى دولة ثالثة في إطار تسوية نهائية.كما يرنو ترامب إلي شرق أوسط آمن ومزدهر، عنوانه السلام مع إسرائيل، واستثمار التحولات الجارية لبناء واقع سياسي واقتصادي جديد، يخدم الاستقرار ومصالح الحلفاء وايضا عن رؤيته ل غزة الجديدة ” ريفيرا الشرق الأوسط “ولم تغيب اللغة الاقتصادية عن خطاب ترامب، حيث أشاد بمستوى التعاون بين الخليج والولايات المتحدة، وبحجم الاستثمارات المتنامية، مع التأكيد على أهمية الخليج كشريك اقتصادي استراتيجي.وأختتم ترامب جولتة المحملة بالمليارات تصريحاته بالإشارة إلى الانطباع الإيجابي والاتفاقات التي جرى توقيعها في السعودية مؤخرًا، ليُبرز مشهدًا إقليميًا متماسكًا يتّجه نحو المزيد من التطبيع والتعاون الإقليمي في ظل الرعاية الأميركية.بهذا التوجه، يسعى ترامب لترسيخ دوره كلاعب أساسي في المنطقة، وتعزيز صورة “الصفقات الكبرى” التي لطالما تبناها، فيما تمضي المنطقة في مسار يُعاد فيه تشكيل التحالفات والأدوار سياسيا وعسكريا واقتصاديا….