الباحث العراقي خزعل الماجدي: عاشت شعوب متعددة في إيران قبل ظهور الفرس (حصري)

الباحث العراقي خزعل الماجدي: عاشت شعوب متعددة في إيران قبل ظهور الفرس (حصري)

بالتعاون مع دار تكوين، صدر مؤخرا عن دار الرافدين للنشر، أحدث مؤلفات، الباحث الأكاديمي، دكتور خزعل الماجدي، في جزئين تحت عنوان “الحضارة الإيرانية”، ويقع الكتاب بجزئيه في 924 صفحة من القطع الوسط.ويذهب “الماجدي” في مقدمة الكتاب إلي أنه: يمكن لدراسة تأريخ إيران وحضارتها القديمة أن تعزز، بشكل كبير، فهمنا وتقييمنا لإيران اليوم، فهي من الناحية الحضارية، حلقة الربط بين الشرقين الأقصى والأدنى، لأن إيران القديمة كانت خزّان تفاعل مستمر للعقائد والأديان والثقافات بين هذين الشرقين بشكل خاص. كما أن ممالكها الأربعة الأخيرة، التي صنعت الجانب الأكثر خصبًا في حضارتها، ربطت بين أغلب ماضيها القديم ( البرونزي والحديدي ) بالتاريخ الوسيط (الإسلامي ) لها وللعالم.

خزعل الماجدي: سكنت إيران شعوبٌ كثيرة قبل ظهور الفرس 

وحول لماذا الحضارة الإيرانية وليس الحضارة الفارسية؟، أوضح الباحث خزعل الماجدي، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”: “أسميت الكتاب الحضارة الإيرانية، في خروج على المألوف السائد الذي يمكن أن يجعل العنوان ”الحضارة الفارسية” كما هو شائع عنها، وذلك لعدة أسباب.وأردف: “سكنت أيران شعوبٌ كثيرة قبل ظهور الفرس الأخمينيين والساسانيين، ساهمت في تكوين المواد الأولية للحضارة في هذه البلاد، فهناك شعوب ما قبل التاريخ التي شكّلت الشعوب الإيرانية الأصلية، وهناك شعوب العصور التاريخية، في العصر البرونزي، وهناك شعوب العصر الحديدي. شعوب جاءت شعوب العصر الكلاسيكي، ولم يشكّل الفرس من كل هذه الشعوب سوى شعبين هما الإخمينيون والساسانيون، ولذلك يصعب نسب كل هذه الحضارة للفرس فقط.ظهر اسم إيران قبل اسم فارس بزمن طويل لأول مرة في النصوص القديمة مثل الأفستا، الكتاب المقدس للزرادشتية، والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد.وفي هذه النصوص استخدم مصطلح “أريانام” للإشارة إلى الأرض وأهلها.ذكر الآشوريون اسم الفرس للدلالة على منطقة محددة وليس على ايران كلّها، مبكرًا وقبل الجميع، في أخبار “شلمنصر الثالث” حوالي سنة 836 ق.م الذي اجتاح المنطقة الواقعة بين بحيرة أرميا ونهر دجلة، والتي حملت اسم برسوا.

راج اسم “إيران” في عهد الساسانيين والذي كان يعني الآريين، وظهر معه اسم (أنيران) وكان يعني بالفارسية (غير إيران)، وهما منطقتان في الدولة والإمبراطورية الساسانية يتميزان وفق المعنىً الديني الزرادشتي أيضًا.وأضاف “الماجدي”: أطلق الإغريق تسمية “برسيا” أي بلاد فارس على إيران الحالية، على الرغم أنها تضم أعراقًا وقوميات مختلفة وليس الفرس فقط، وانتشر الإسم في العالم بسبب أهمية التدوين والتوثيق اليوناني.في العصر الإسلامي الوسيط اختفى اسم إيران وظهر اسم فارس، وجاء في معجم البلدان أن اسم فارس ليس عربيا، وإنما هو فارسي معرب أصله بارس.في نهاية العصر الحديث زاد استخدام اسم “إيران” بعد ثورة الدستور (1905-1906) ثم أصبح اسمًا رسميًا في مارس 1935، بعدما أبلغت سلطة الشاه رضا البهلوي الدول الخارجية بذلك، لتغير مخاطبتها بالدولة الإيرانية بدل الدولة الفارسية أو فارس.

ولفت إلي: صحيح أن اللغة العامة لجميع شعوب ايران منذ العصر الساساني هي الفارسية، لكن تاريخ إيران وشعوبها بدأ قبل فارس ولغتها، وسيستمر بعدها.واختتم خزعل الماجدي، مشددا علي: كل هذه الأسباب دعتنا لإجمال الحضارة في هذا البلد باسم “الحضارة الإيرانية” لكي نعطي جميع الشعوب، التي ساهمت فيها، حقّها ودورها في صناعة هذه الحضارة.