تحركات ترامب تثير القلق في تل أبيب.. الاحتلال يخاف من تقلبات “الصديق المخلص”

تحركات ترامب تثير القلق في تل أبيب.. الاحتلال يخاف من تقلبات “الصديق المخلص”

كشفت شبكة “NBC” الأمريكية، أن الغياب الواضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي عن محطات جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، والتي تضمنت لقاءات رفيعة المستوى مع قادة السعودية وقطر والإمارات، والإعلان عن شراكات اقتصادية بمليارات الدولارات، أثار علامات استفهام في تل أبيب، لا سيما في ظل التوتر القائم أصلًا بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

رفع العقوبات عن سوريا يفاقم المخاوف الإسرائيلية

وأشارت الشبكة الأمريكية، في تقرير بعنوان “نتنياهو هو الشخص المُستبعد في جولة ترامب للشرق الأوسط”، إلى أن “قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا، والذي جاء استجابةً لضغط من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قوبل برفض إسرائيلي واسع”. ورغم تأكيد ترامب أنه ناقش القرار مع نتنياهو، إلا أن الشبكة اعتبرت أن التوتر زاد بشكل واضح عقب هذه الخطوة.ولفت إلى أن ترامب دافع عن قراره قائلًا إنه “يحظى بدعم كبير”، مشيرًا إلى محادثات أجراها مع بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرًا أن هذا التحول قد يمنح سوريا فرصة للاستقرار.

تصاعد القلق الإسرائيلي من تقارب ترامب مع إيران وحماس 

ونوهت “إن بي سي نيوز”، بأن القلق الإسرائيلي لم يتوقف عند ملف سوريا فقط، بل تصاعد أيضًا بسبب تلميحات ترامب إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، دون تقديم أي ضمانات أو تطمينات لحكومة الاحتلال، الأمر الذي أثار مخاوف متزايدة في تل أبيب.وأضافت الشبكة الأمريكية، أن تلك المخاوف تضاعفت بعد إعلان إدارة ترامب عن إبرام اتفاق منفرد مع حركة حماس، يهدف إلى إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي محتجز في غزة، دون التنسيق مع دولة الاحتلال.

ترامب يتبنى نبرة معتدلة تجاه العمليات في غزة

وأشارت إلى أن ترامب حرص خلال جولته على اتخاذ نبرة معتدلة حيال التصعيد العسكري في غزة؛ حيث تهرب من توجيه أي انتقادات مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلي، رغم استشهاد أكثر من 100 فلسطيني خلال 24 ساعة فقط، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة.ونقلت الشبكة عن ترامب قوله للصحفيين:”أعتقد أن الكثير من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل، وعلينا أن نساعد الفلسطينيين أيضًا”، مضيفًا:”يعاني الكثير من الناس من الجوع في غزة، لذا علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين”.

تقارب ترامب مع العرب يثير قلق تل أبيب

ولفتت الشبكة الأمريكية، إلى أن المسؤولين في دولة الاحتلال ينظرون بقلق إلى النفوذ المتزايد الذي تمارسه القيادات العربية على قرارات ترامب، خاصةً فيما يتعلق بإيران وسوريا وحماس، مشيرة إلى أن هذا التقارب قد يكون له تأثير مباشر على تراجع الدور الإسرائيلي في المعادلات الإقليمية القادمة.وأضافت الشبكة، نقلًا عن مصدر مطلع على العلاقة بين ترامب ونتنياهو، أن الجولة الأخيرة لم تُفسد العلاقة بين الطرفين بقدر ما “كشفت المسافة المتزايدة” بين مواقفهما، لافتًا إلى أن “الزيارة أظهرت حجم التحول في أولويات ترامب”.

إدارة ترامب تؤكد التزامها بأمن إسرائيل رغم التباينات

وذكرت الشبكة الأمريكية، أن إدارة ترامب نفت وجود أي تراجع في الالتزام تجاه أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت، الذي قال إن “إسرائيل لم يكن لها في تاريخها صديق أفضل من الرئيس ترامب”.وأكد هيويت، بحسب الشبكة، أن واشنطن تواصل دعمها العسكري لحكومة الاحتلال، وتعمل عن كثب من أجل ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، والمساعدة في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، وتعزيز الأمن الإقليمي.

ترقب في إسرائيل

واختتمت “إن بي سي نيوز” تقريرها، بالإشارة إلى أن بعض المقربين من ترامب يرون أن تعميق العلاقات مع القادة العرب لا يُعد بالضرورة تهديدًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بل قد يخدم مصالحها على المدى البعيد، نظرًا للنفوذ الأمريكي في المنطقة.لكن الشبكة لفتت في الوقت ذاته، إلى ما وصفته بـ”الطابع المتقلب” لقرارات ترامب، مشيرة إلى تعليق أحد حلفائه الذي قال “ترامب يفعل ما يفعله ترامب”، في إشارة إلى صعوبة التنبؤ بتحركاته المستقبلية، حتى من قبل أقرب شركائه.