بدء تنفيذ ‘عربات جدعون’.. خطة جديدة للجيش الإسرائيلي في غزة

بدء تنفيذ ‘عربات جدعون’.. خطة جديدة للجيش الإسرائيلي في غزة

في خطوة تصعيدية جديدة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، تنفيذ خطة عسكرية تحمل اسم “عربات جدعون” في قطاع غزة، تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وتفكيك بنى حركة حماس العسكرية والإدارية. وتعد هذه الخطة من أكبر العمليات البرية التي يخطط لها الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وفق التقارير العبرية.

تفاصيل خطة عربات جدعون..مراحل وتكتيكات عسكرية

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الخطة تتضمن عدة مراحل رئيسية، تبدأ بالسيطرة على ما يُسمى بـ”المناطق المفصلية أو ذات الأهمية التكتيكية” – وهى مناطق استراتيجية تمهّد لاجتياح أوسع، تشمل شمال ووسط غزة.وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تهدف إلى “إضعاف قدرة حماس على الحكم” من خلال ضرب مراكز القيادة والسيطرة، وتدمير البنية التحتية العسكرية، مع التوغل البري في عمق القطاع، والبقاء طويل الأمد في مناطق محددة.من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن المرحلة الحالية تشمل تنفيذ عمليات عسكرية مركزة لاحتلال مناطق محددة، وإقامة “ممرات أمنية” لعزل شمال القطاع عن جنوبه، بما يسمح بفرض قيود شاملة على حركة المسلحين والإمدادات.

إخلاء قطاع غزة وتجهيز البنية اللوجستية

وفي غضون ذلك، أكدت القناة 12 العبرية أن خطة “عربات جدعون” تتضمن إجلاء السكان المدنيين قسريًا من شمال غزة نحو مناطق جنوبية، خصوصًا في محيط ممر نتساريم ورفح.وأشارت إلى أن الاحتلال بدأ بالفعل بإنشاء أربعة مراكز لوجستية تشمل، ثلاثة في رفح، وواحد في نتساريم.وتهدف هذه المراكز وفقًا للقناة العبرية، إلى توزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف شركات أمريكية خاصة، بحماية قوات الاحتلال، في محاولة للظهور بمظهر المتحكم بالوضع المدني بعد السيطرة العسكرية.

أهداف استراتيجية.. من الحرب إلى إعادة التموضع في غزة

وذكرت صحيفة “معاريف” أن خطة “عربات جدعون” تُعد امتدادًا لعقيدة جديدة يتبناها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقوم على “تصفير تهديد غزة” بشكل نهائي. وتشمل الأهداف المُعلنة وفق الصحيفة: “القضاء على كامل القيادة العسكرية لحماس في القطاع – تفكيك شبكة الأنفاق – تدمير المنظومات الصاروخية – فرض واقع أمني جديد يسمح بتواجد طويل الأمد لقوات الاحتلال داخل غزة”.وبحسب الصحيفة، فإن أحد أهداف الخطة أيضًا هو فرض شروط إسرائيلية لأي تسوية لاحقة، دون الحاجة لوسيط إقليمي، مع استغلال الانقسام الداخلي الفلسطيني.

تحذيرات إنسانية دولية من كارثة واسعة النطاق

في المقابل، حذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى من أن خطة الاحتلال قد تؤدي إلى نزوح جماعي جديد في ظل انهيار كامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية في غزة.وقال مارتن غريفيث، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، إن تنفيذ الخطة بهذا الشكل “يمثل وصفة مؤكدة لتفاقم المجاعة وانتشار الأمراض والقتل الجماعي للمدنيين المحاصرين”.كما وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الخطة بأنها “خطر جسيم على أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لا يجدون مكانًا آمنًا للهروب”، داعية إلى وقف فوري لأي عمليات تهجير قسري.

ردود فعل فلسطينية: “عربات جدعون”خطة إبادة جماعية

من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن خطة “عربات جدعون” تمثل “توسيعًا لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين”، مشددة على أن المقاومة مستعدة لكل السيناريوهات، وأن “القطاع لن يكون سهل الاجتياح”.وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى “خلق منطقة عازلة مفروضة بالقوة، عبر ارتكاب المزيد من المجازر في رفح وشمال غزة”، متوعدة بالرد.