باحث يوضح دوافع عقد مجمع نيقية
يعقد رؤساء الكنائس الثلاث السريانية والقبطية والأرمنية في الشرق الأوسط اجتماعهم الدوري، ومن المقرر خلال الاجتماع المشترك أن يحتفل رؤساء الطوائف بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية، المُنعقد عام 325 م. ومن جهته قال مرقس ميلاد الباحث الكنسي في تصريح خاص لـ«الدستور»، إن عقد هذا المجمع فى نيقية من أعمال بيثينية وهى مقاطعة فى أسيا الصغرى سنة 325 م فى يوم 20 مايو، نستطيع أن نلخصها في 4 قضايا أساسية قد شغلت الكنيسة على مستوى العالم وقد انقسم الرأي في تلك القضايا مما دعى الإمبراطور قسطنطين للدعوة لعقد مجمع عالمى (مسكونى) يحضر ممثل من كل كنيسة حول العالم وذلك للتباحث حول القضايا المثارة والتوصل لقرارات وذلك في سعيه للحفاظ على الكنيسة من الانقسام ولكن دون تدخل منه في شؤون الكنيسة أو القضايا الايمانية.
ومن أسباب انعقاد المجمع نيقية:
1) بدعة القس أريوس والذى أنكر ألوهية السيد المسيح ونادى بعدم أزليته
2) الاختلاف حول موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد
3) انشقاق الاسقف ميلاتيوس عن الرئاسة الكنسية له وتكوين كنيسة موازية لكنيسة الإسكندرية
4) الاختلاف حول إعادة معمودية الهراطقة
وأضاف: اجتمع من كل بلاد العالم 318 أسقف يمثلون كل كنائس العالم في وكان ممثل كنيسة الإسكندرية هو البابا الكسندروس رقم 19 وقد اصطحب معه وفد كنسى من مجموعة من الأساقفة والكهنة وكان معه الشماس اثناسيوس.
وتابع: وقد وقف الوفد المصري وبالأخص الشماس الصغير اثناسيوس مدافعا عن الإيمان الصحيح ونادى بدحض بدعة القس اريوس مما دفع كل أساقفة المجمع للإعجاب به وبإيمانه حتى أنه على الرغم من صغر سنه وقتئذ قد ساهم وبقوة في كتابة قانون الإيمان المسيحى والذى ما زالت الكنائس حول العالم تؤمن به وتردده وكل من يخرج عنه فقد خرج عن الإيمان المسيحى ومن مأثر ذلك المجمع أن الإمبراطور قسطنطين قد نادى الشماس اثناسيوس وقال له “أنت بطل كنيسة الله”.
وأضاف: “ومن قوانين ذلك المجمع أن لكنيسة الإسكندرية الحق في تحديد موعد الاحتفال بعيد القيامة وأخبار كنائس العالم كله بذلك الموعد وقد ظل هذا الأمر إلى عام 451 م حيث انقسمت الكنيسة في مجمع خلقيدونية. وقد رأى آباء ذلك المجمع كتابة 20 قانون وذلك لتنظيم الكنيسة وتمثل تلك القوانين أهمية كبيرة في الكنيسة نظرا لأنها صدرت عن مجمع مسكونى عن كل كنائس العالم”.