البطريرك مار إغناطيوس يحضر الجلسة النهائية لاجتماع بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

البطريرك مار إغناطيوس يحضر الجلسة النهائية لاجتماع بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

شارك البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، اليوم السبت 17 مايو) 2025 م، في الجلسة الختامية للقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط، والتي عُقدت صباح اليوم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية – القاهرة، برعاية واستضافة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبمشاركة قداسة الكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس – أنطلياس، لبنان.وقد ألقت كلمة قداسة البطريرك أفرام الثاني في هذه الجلسة بُعدًا لاهوتيًا وكنسيًا فريدًا، حين خصّصها بالكامل للحديث عن مجمع نيقية المسكوني الأول، الذي انعقد عام 325 م، واصفًا إياه بأنه “علامة فارقة في تاريخ الكنيسة، وصخرة أمان للإيمان الأرثوذكسي، ومثال حيّ على كيفيّة أن تقف الكنيسة صفًا واحدًا ضد التيارات المضللة نقف اليوم، في القرن الحادي والعشرين، لنستذكر مشهدًا إيمانيًّا لا يزال يضيء تاريخ الكنيسة، حين اجتمع 318 أبًا مقدسًا في نيقية ليواجهوا بدعة آريوس، التي أنكرت ألوهية الابن، وهددت كيان العقيدة القويمة. لم يكن ذلك مجمعًا جدليًا، بل معركة روحية حقيقية، خاضها الآباء بدموعهم وسهرهم وصلواتهم، ليُثبّتوا ما تسلموه من الرسل والقديسينوأشار قداسته إلى شخصية القديس أثناسيوس الرسولي، أحد أبطال ذلك المجمع، قائلًا: كان شابًا حين وقف في وجه العالم، لكنه وقف بثبات غير مألوف، متحديًا الملوك والمجامع والضغوط، فقط لأن قلبه كان ممتلئًا بالحق. لقد صار نيقية مدرسة إيمان، وأثناسيوس فيها هو المعلّم الذي لقّن أجيال الكنيسة معنى أن تُدافع عن ابن الله، لا كشخص مجازي، بل كإله حق من إله حق، مساوي للآب في الجوهروأكد قداسته أن هذا المجمع كان أكثر من قرار عقائدي، بل كان ولادة لوجدان الكنيسة الواحدة الجامعة، مضيفًا أن قانون الإيمان النيقاوي ليس مجرد صيغة نتلوها في قداديسنا، بل هو تعبير صارخ عن هوية الكنيسة في وجه كل بدعة، وأمانة عميقة لإيمان الرسل. ونحن اليوم، إذ نحتفل بذكراه، نؤكد أن تلك الروح النيقاوية يجب أن تتجدد فينا أمام التحديات العقائدية والفكرية التي تهدد الكنيسة الحديثةكما ألقى كل من قداسة البابا تواضروس الثاني وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول كلمات مشابهة، شددوا فيها على أن وحدة الكنيسة تبدأ من وحدة العقيدة، وأن مجمع نيقية ما زال حتى اليوم حارسًا للإيمان القويم، ومنارة تهتدي بها الكنائس في زمن كثرت فيه البدع والمغالطاتخلال اللقاء، تباحث أصحاب القداسة بعدد من المواضيع المشتركة الهامة التي شملت الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، ووضع الكنائس، والحوارات اللاهوتية الرسمية مع الكنائس، بالإضافة إلى سير عمل اللجان الفرعية، وفي ختام الاجتماع، وقع أصحاب القداسة على بيانٍ رسميٍّ مشترك يشمل النقاط المدروسة خلال الاجتماعحضر الاجتماع أعضاء اللجنة الدائمة أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء: مار إقليميس دانيال كورية، مطران بيروت، ومار تيموثاوس متى الخوري، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها، عن كنيستنا السريانية الأرثوذكسية، والأنبا توماس، أسقف القوصية ومير، والأنبا أنجيلوس، الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، والأستاذ جرجس صالح، عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وناريك ألمازيان، مدير العلاقات المسكونية، مقار أشكريان، مطران بكاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس، عن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية. كما حضر أيضًا نيافة المطران مار أوكين الخوري نعمت، السكرتير البطريركي