أبو لحية لـ”الدستور”: “عربات جدعون” تثبت أن إسرائيل مستمرة في حرب شاملة ضد المدنيين.

أبو لحية لـ”الدستور”: “عربات جدعون” تثبت أن إسرائيل مستمرة في حرب شاملة ضد المدنيين.

قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ تنفيذ خطة عربات جدعون في قطاع غزة، في تصعيد عسكري دموي يعكس تجاهلًا كاملًا لأي اعتبارات إنسانية أو قانونية. وقال أبو لحية، في تصريحات لـ”الدستور”، إن الإجراءات الإسرائيلية تؤكد أنها تمضي في حرب شاملة ضد السكان المدنيين تحت غطاء سياسي ودولي، حيث يمر القطاع بكارثة إنسانية خانقة نتيجة الحصار الكامل المفروض منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مع الإغلاق التام لجميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في استخدام ممنهج للجوع كسلاح حرب، وهو ما يشكّل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، لاسيما المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977 التي تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، والمادة 23 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي تلزم بالسماح بحرية مرور المساعدات الإنسانية.
وأضاف أبو لحية أن هذه الممارسات تندرج ضمن جرائم الحرب بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ورغم هذه الانتهاكات الصارخة يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن لوقف العدوان أو فرض هدنة إنسانية، وذلك بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر الذي يوفر لإسرائيل غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا كاملًا، إلى جانب الدعم العسكري والضوء الأخضر الذي منحته لها الإدارة الأمريكية للمضي في هذه العمليات.

تنفيذ عربات جدعون جاء في توقيت حساس

وأشار أبو لحية إلى أن تنفيذ خطة “عربات جدعون” جاء في توقيت حساس تزامن مع انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي، وهي زيارة كانت تُعقد عليها آمال بتحريك مسار تفاوضي نحو وقف إطلاق النار، إلا أن ما حدث على أرض الواقع هو تصعيد إضافي وتوسيع في العمليات العسكرية.وأضاف أبو لحية أن بدء العملية العسكرية أكد أن نتنياهو كان متوافقا على بدء العملية مع ترامب إدارته، حيث ما كانت إسرائيل لتمضي قدمًا في هكذا عملية إلا بموافقة أمريكية على ذلك.وشدد أبو لحية على أن بدء ما يسمى بخطة عربات جدعون  لا يعكس فقط انسداد الأفق السياسي، بل يكشف تواطؤا دوليا وصمتا مريبا تجاه جرائم تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، ما يضع النظام الدولي في موضع الاتهام ويهدد بتقويض مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي يدّعي الدفاع عنها.