يوسف الفارسي لـ”الدستور”: تصريحات الرئيس السيسي حول ليبيا في القمة العربية “مباشرة وذات دلالة”

أكد الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة، أن المشاركة المصرية في القمة العربية الـ34 في بغداد حملت رسائل سياسية بالغة الأهمية، خاصة فيما يتعلق بملف ليبيا، حيث عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن التزام بلاده الثابت بدعم جهود المصالحة الوطنية الليبية، استنادًا إلى المرجعيات المتفق عليها ضمن المسار السياسي الليبي.
الفارسي: رسائل مصر في القمة العربية كانت واضحة
وقال الفارسي في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إن الرئيس السيسي شدد خلال القمة على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تهيئ الطريق نحو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تتيح للشعب الليبي اختيار قيادته بحرية، وتكفل وحدة البلاد وخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.وأضاف: “الرسائل المصرية كانت واضحة، تؤكد أن القاهرة ما زالت فاعلًا محوريًا يسعى إلى استقرار ليبيا وأمنها، من خلال دعم الحوار الليبي – الليبي، وتهيئة المناخ الملائم لتحقيق مصالحة حقيقية تنبع من الداخل، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية”.
الفارسي: القمة العربية الـ34 جاءت في توقيت حساس
واعتبر الفارسي أن القمة العربية الـ34 جاءت في توقيت حساس، لكنها في الوقت ذاته كشفت محدودية قدرة النظام العربي الرسمي على فرض حلول فعلية للأزمات الكبرى، ومنها الأزمة الليبية.وأوضح أن “الدول العربية تعاني من ضغوط خارجية متعددة، الأمر الذي يعيق تدخلها الفاعل في مسار حل الأزمة الليبية، في وقت تتحكم فيه أطراف دولية بشكل مباشر في هذا الملف”.وأشار إلى أن القمة العربية قد تلعب دورًا مهمًا في “تشخيص الحالة الليبية”، ومن ثم الضغط على القوى الدولية المتورطة في الأزمة، لدفعها نحو تسوية سياسية حقيقية، لكن دون هذا الضغط الخارجي، فإن فرص التوصل إلى حل فعلي ستظل محدودة.وشدد الدكتور يوسف الفارسي على أن “مصر كانت ولا تزال الحاضنة الطبيعية للقضية الليبية، وهي الداعم الأول لمبادرات الحل السياسي والحوار الوطني”. واعتبر أن مصر، برغم التحديات الإقليمية الكبيرة التي تواجهها، تظل القلب النابض للأمة العربية، وجيشها القوي هو ضمانة حقيقية للاستقرار في المنطقة.واختتم الفارسي تصريحاته قائلا: “الشعب الليبي ينظر إلى مصر باعتبارها صمام أمان، ويتمنى لها دوام القوة والازدهار، لأن أمن ليبيا من أمن مصر”.