تحيات ترامب إلى الرئيس!

تحيات ترامب إلى الرئيس!

ناقلًا تحيات الرئيس دونالد ترامب للرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدًا حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود المشتركة مع مصر لاستعادة الهدوء الإقليمى، زار القاهرة، أمس الأحد، مسعد بولس، كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشئون العربية والشرق أوسطية والإفريقية، واستقبله الرئيس، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، وحسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، وهيرو مصطفى، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة، وجوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون شمال إفريقيا.مع تثمينه تحيات الرئيس ترامب، أكد الرئيس السيسى عمق العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وحرص مصر على تعزيزها فى مختلف المجالات. ولعلك تتذكر أن الرئيس كان قد ثمن جهود نظيره الأمريكى، الذى استطاع فى يناير الماضى، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلى المتجدد، وطالبه، فى كلمته أمام القمة العربية، أمس الأول السبت، «بصفته قائدًا يهدف إلى ترسيخ السلام»، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار فى غزة، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية جادة، «يكون فيها وسيطًا وراعيًا»، تفضى إلى تسوية نهائية، تحقق سلامًا دائمًا، على غرار دور الولايات المتحدة التاريخى، فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل، أواخر سبعينيات القرن الماضى.خلال حملته الانتخابية، تعهّد ترامب بالعمل على إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وبعد عودته للبيت الأبيض، أبدى استعداده للعمل مع «كل الأطراف المعنية» من أجل «صنع السلام فى المنطقة»، وفى اتصالين تليفونيين، أكد للرئيس السيسى اعتزازه بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الأمريكية المصرية، وحرصه على تعزيزها وتطويرها، سواء على المستوى الثنائى، أو على صعيد حفظ السلم والأمن الإقليميين. ومن هذا المنطلق، رأى الرئيس أن مبادرة الرئيس ترامب لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والصراعات الدولية إجمالًا، يمكن أن تمثل إطارًا عمليًا، للبناء عليه، والعمل المشترك على تحقيقه، بشكل يراعى تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة. كما قالت الدولة المصرية إنها تعوِّل على قيادة الرئيس ترامب وجهوده، التى تهدف إلى إحلال السلام الدائم وتحقيق الاستقرار الإقليمى، ورحبّت، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، الثلاثاء الماضى، بتأكيد الرئيس الأمريكى، فى الرياض، حق الشعب الفلسطينى فى مستقبل أفضل.المهم، هو أن لقاء الرئيس وكبير مستشارى الرئيس ترامب، تناول مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وسبل استعادة الاستقرار الإقليمى. وفى هذا السياق، أكد الرئيس السيسى، مجددًا، ضرورة العمل على الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مثمنًا الجهود المصرية الأمريكية القطرية المشتركة للوساطة، مؤكدًا حرص مصر على استمرار هذا التنسيق فى المرحلة المقبلة. تناول اللقاء، أيضًا، الأوضاع فى ليبيا، وكيفية استعادة الاستقرار بالدولة الشقيقة، حيث أشار الرئيس إلى حرص مصر على تسوية أزمتها، من خلال مسار سياسى ليبى ليبى، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال الأكثر تضررًا من حالة عدم الاستقرار فى ليبيا، والأكثر حرصًا على دعم كل خطوات التسوية السياسية المطروحة، بما فيها التوافق على حكومة موحدة تحظى بالمصداقية لدى الليبيين وبدعم سياسى من مجالس النواب والأعلى للدولة والرئاسى، وتكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن. ولدى تناول الأوضاع فى لبنان والسودان واليمن، شدد الجانبان على الضرورة القصوى لحماية الاستقرار فى هذه الدول الشقيقة، والحفاظ على مقدراتها وصون أراضيها وسيادتها، كما تم تناول الأوضاع فى القارة الإفريقية، بما فى ذلك منطقتا القرن الإفريقى والساحل، وجهود تثبيت دعائم الاستقرار فى دول المنطقتين، وتعزيز أدوار الحكومات ومؤسسات الدولة، بما يحقق مصالح شعوبها… وتبقى الإشارة إلى مسعد بولس، المولود فى لبنان سنة ١٩٧١، لعائلة مسيحية أرثوذكسية معروفة، نشأ فى الولايات المتحدة، واستطاع بناء إمبراطورية تجارية ضخمة، وبرز اسمه، أمريكيًا ودوليًا، بعد زواج ابنه مايكل من تيفانى ترامب، الابنة الصغرى للرئيس الأمريكى، وكذا بعد أن لعب دورًا محوريًا فى إقناع الناخبين الأمريكيين، ذوى الأصول العربية، بدعم المرشح الجمهورى فى انتخابات ٢٠٢٤ الرئاسية.