معلومات حول المنجم المصري الأول بتمويل ذاتي واكتشافات جديدة للذهب

في إطار استراتيجية الدولة لتعظيم الاستفادة من ثرواتها الطبيعية، وتطوير مناخ الاستثمار في قطاع التعدين، تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية تحركاتها المكثفة لتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، سواء من الشركات الوطنية أو الكيانات العالمية العاملة في مجالات البحث والاستكشاف.
تفاصيل أول منجم مصري بتمويل ذاتي
وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول رفيع المستوى بوزارة البترول والثروة المعدنية، في تصريحات لـ«الدستور»، أن شركة شلاتين للثروة المعدنية التابعة بالكامل للدولة ممثلة في وزارة البترول تنفذ حاليًا برنامجًا مكثفًا للبحث والاستكشاف في منطقتي “أم عود” و”حنجلية”، وهما من أبرز المناطق الواعدة بالذهب في عمق الصحراء الشرقية جنوب مصر. وأشار المصدر إلى أن أعمال الحفر والاستكشاف تُدار بالكامل بكوادر مصرية خالصة وتمويل ذاتي من الشركة دون أي شراكات أجنبية، في سابقة تعد الأولى من نوعها على مستوى قطاع التعدين المصري، وتمثل خطوة نوعية نحو إقامة أول منجم ذهب حكومي خالص يُدار ويُشغل بأيدٍ وطنية بالكامل، وهو ما يعكس توجه الدولة لتعزيز سيادتها الكاملة على مواردها الطبيعية. وأضاف أن هذه التجربة الوطنية الرائدة تُمثل نموذجًا جديدًا للاستثمار في قطاع الثروة المعدنية، حيث تُعد خطوة عملية نحو توطين الخبرات، وبناء قدرات فنية محلية قادرة على إدارة وتشغيل مشاريع التعدين الكبرى بكفاءة. وأكد، أن وزارة البترول تُولي اهتمامًا بالغًا لهذا المشروع، وتعتبره حجر أساس لانطلاقة جديدة في استغلال الإمكانيات التعدينية الهائلة التي تذخر بها الصحراء الشرقية، وخاصة في المناطق التي لم تُستكشف بعد بالشكل الأمثل. وتُعد منطقتا “أم عود” و”حنجلية” من المناطق التاريخية التي عُرفت بإنتاج الذهب منذ العصور الفرعونية، وتُظهر الدراسات الجيولوجية الحديثة مؤشرات قوية على وجود تمعدنات واعدة، وهو ما يدفع شركة شلاتين لتكثيف جهودها للانتهاء من أعمال الحفر وتقييم الاحتياطيات تمهيدًا للدخول في مرحلة الإنتاج الفعلي. كما كشف المسؤول أن شركة “آفاق” العاملة في مجال البحث والتنقيب عن الذهب أوشكت على الإعلان عن كشف تجاري جديد بمنطقة الصحراء الشرقية، خلال الربع الأخير من عام 2025، وذلك بعد تحقيقها نتائج مبشرة للغاية في أعمال الحفر وتحليل العينات المعدنية، بما يبشر بوجود احتياطات واعدة من الذهب في نطاق الامتياز. وأوضح المصدر، أن وزارة البترول، بتوجيهات من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، حرصت خلال الفترة الماضية على تذليل العقبات أمام الشركات، وتقديم كافة أوجه الدعم الفني واللوجستي، إلى جانب تسريع الإجراءات الإدارية المتعلقة بتراخيص الحفر والتشغيل، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على سرعة وتيرة العمل ونجاح شركة آفاق في إنجاز مراحل متقدمة من مشروعها الاستكشافي. وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى أن منطقة مرسى علم والصحراء الشرقية تشهد في الوقت الراهن حركة تنقيب نشطة وغير مسبوقة، تقودها أربع من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في التعدين، وهي:شركة أنجلو جولد أشانتي العالمية، وتعمل على استكشاف مناطق جديدة بالقرب من منجم السكري.شركة أنك ريسورسيز العالمية، وتُجري حاليًا حفرًا عميقًا في امتيازها بالقرب من رأس غارب.شركة لوتس جولد الكندية، والتي حصلت على مناطق امتياز كبيرة وتنفذ حاليًا خطة حفر طموحة.شركة آخ جولد العالمية، وتباشر أنشطة استكشافية مكثفة في عدد من المواقع القريبة من وادي العلاقي. وبحسب المصدر، فإن بعض هذه الشركات ستنهي أعمالها الاستكشافية وتحاليلها الجيولوجية خلال العامين القادمين، مما يفتح الباب أمام إعلانات مرتقبة لمزيد من الاكتشافات التجارية التي ستعزز موقع مصر على خريطة إنتاج الذهب عالميًا. يُذكر أن منجم السكري يُعد أحد أبرز رموز صناعة الذهب في مصر، وتديره حاليًا شركة “أنجلو جولد أشانتي” بالشراكة مع الحكومة المصرية، ويُسجل إنتاجًا سنويًا يتجاوز 450 ألف أوقية ذهب. وقد شهد المنجم مؤخرًا زيارة هامة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي تفقد عن قرب منظومة السلامة والإنتاج والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في عمليات التعدين.وتعكس الزيارة بحسب المصدر اهتمام الدولة الواضح بتعظيم عوائد قطاع الثروة المعدنية، وإعادة هيكلته ليصبح أحد الروافد الرئيسية للاقتصاد الوطني، في إطار مستهدفات رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. وأكد المصدر أن النجاحات المحققة في مجال الذهب لم تكن لتتحقق لولا الإصلاحات الجذرية التي تبنتها وزارة البترول خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى القوانين والتشريعات، أو من خلال تطوير البنية التحتية، مشيرًا إلى انه سيتم إتاحة الخرائط والدراسات الجيولوجية من خلال بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج، مما يشجع كبرى الشركات العالمية على دخول السوق المصري بثقة.
واختتم المسؤول تصريحاته بالقول إن الفترة القادمة ستشهد إعلانات متتالية عن اكتشافات جديدة، ومزيدًا من الاتفاقيات مع شركات التعدين العالمية، بالإضافة إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن مزايدة عالمية جديدة للبحث والتنقيب عن الذهب والخامات التعدينية والقيمة المضافة، بما يعكس الثقة في الإمكانيات الجيولوجية لمصر، ويؤكد أن الصحراء الشرقية تتحول تدريجيًا إلى مركز إقليمي لصناعة الذهب.