مصر هي رمز العرب والمنطقة.

مصر هي رمز العرب والمنطقة.

مصر بتاريخها العريق وحاضرها المؤثر تقف فى قلب المنطقة ركيزة أساسية للاستقرار والسلام. الموقع الجغرافى الاستراتيجى هو نقطة وصل بين قارات العالم وحضاراته، وثقلها الديموجرافى والثقافى والسياسى، ودورها التاريخى فى صياغة المنطقة، كلها عوامل تجعل منها قوة لا غنى عنها فى جهود تحقيق الاستقرار المنشود. منذ فجر التاريخ كانت مصر مهدًا للحضارات وملتقى للثقافات، وشهدت أرضها قيام إمبراطوريات عظيمة وتركت بصمات واضحة فى مسيرة البشرية. هذا العمق التاريخى يمنحها فهمًا فريدًا لطبيعة المنطقة وتعقيداتها، ويجعلها قادرة على استيعاب التوازنات الدقيقة التى تحكم علاقات دولها وشعوبها.وحاليًا تلعب مصر أدوارًا مهمة ومواقف صلبة فى وجوه أهل الشر، وتتصدى لكل المؤامرات التى تُحاك ضد المنطقة. وتتبنى مبادرات السلام وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، إدراكًا منها بأن الأمن والاستقرار الإقليميين هما الضمانة الحقيقية لتحقيق التنمية والرخاء لشعوب المنطقة بأسرها.إن التحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط اليوم تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية مع وجهة النظر المصرية.. الدور المصرى محورى ولا يمكن تجاهله، فالمنطقة تعانى صراعات مزمنة ونزاعات دامية، وتواجه تهديدات متزايدة من جماعات متطرفة وإرهابية تسعى لتقويض الأمن والاستقرار. كما أن التدخلات الخارجية فى شئون دول المنطقة تزيد من حدة التوترات وتعوق جهود التنمية. وفى خضم هذه التحديات تبرز أهمية الدور المصرى كقوة استقرار إقليمية قادرة على لعب دور الوسيط النزيه والموثوق به بين الأطراف المتنازعة. فمصر بعلاقاتها المتوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، وبسياستها الخارجية المتوازنة والمعتدلة، تستطيع أن تكون نقطة التقاء للحوار والتفاوض. وتمتلك مصر حلولًا واقعية وعادلة للأزمات التى تعصف بالمنطقة.إن الدور المصرى فى مكافحة الإرهاب والتطرف لا يقل أهمية عن دورها فى جهود السلام، فمصر كانت، ولا تزال، فى الخط الأمامى فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى تهدد أمنها وأمن المنطقة بأسرها. وقد قدمت تضحيات كبيرة فى هذه المعركة الشرسة، وأثبتت قدرتها على الصمود والتصدى لهذه القوى الظلامية. كما أن خبرة مصر فى هذا المجال تجعلها شريكًا أساسيًا فى أى جهد إقليمى أو دولى لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية. كما أن دورها فى تعزيز قيم التسامح والاعتدال ومحاربة الفكر المتطرف يسهم بشكل كبير فى بناء مجتمعات أكثر حصانة وقدرة على مقاومة دعوات العنف والكراهية.إضافة إلى ذلك، تلعب مصر دورًا مهمًا فى دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى المنطقة. فمن خلال مبادراتها وبرامجها التنموية تسعى مصر إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين دول المنطقة، وتشجيع الاستثمارات المشتركة التى تسهم فى خلق فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة. ولا يمكن إغفال الدور المصرى فى دعم المؤسسات الإقليمية التى تعنى بالتنمية المستدامة. وهذا يسهم فى تحقيق التكامل الاقتصادى والاجتماعى المنشود. إيمان مصر بأن التنمية الشاملة هى الضمانة الحقيقية للاستقرار المستدام يدفعها إلى بذل المزيد من الجهود فى هذا الاتجاه. إن الدور المصرى فى ضرورة عودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط هو دور محورى ولا يمكن الاستغناء عنه، فمصر بتاريخها وحاضرها وإمكاناتها تمثل قوة دفع إيجابية نحو تحقيق السلام والأمن والتنمية فى المنطقة، ولكن هذا الدور يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية. ولذلك فإن تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط ليس مجرد مصلحة إقليمية، بل هو ضرورة دولية تقتضى التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة. ومصر بقيادتها الحكيمة وسياستها المتوازنة تبقى الأمل والركيزة الأساسية فى هذا المسعى النبيل نحو مستقبل أفضل لمنطقة عانت طويلًا من الصراعات والاضطرابات.ومصر بتاريخها الداعم للقضية الفلسطينية تقف فى صدارة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تخفيف وطأة الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين. فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، كثفت مصر من اتصالاتها الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين. كما فتحت معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية، واستقبلت الجرحى والمصابين لتلقى العلاج. وتؤكد مصر باستمرار ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم فى المنطقة، وتدعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته تجاه الشعب الفلسطينى ووقف العنف والانتهاكات.