قسم الأطفال في مستشفى العودة لـ “ألدستور”: “استقبلنا ثلاث حالات من تشوهات الأجنة منذ بدء الحرب”

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، مقاطع مصورة وصور أطفال رضع أصيبوا بتشوهات خلقية داخل أرحام أمهاتهم بسبب الغازات السامة والصواريخ والقصف المستمر في قطاع غزة.وكان من أبرز تلك الحالات، حالة الطفلة ملك القانوع من شمال غزة، وُلدت بمستشفى العودة بعيوب خلقية في الرأس، فقد ولدت بدون جمجمة فقط مخ دون غطاء خارجي، وتواصل الدستور مع أسرة الطفلة في تقرير سابق الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط ضمور فى عضلات أطفال غزة وتشوّهات للأجنة بسبب الحرب.وللتعرف على مزيد من التفاصيل حول تلك الحالة وباقي الحالات وعلاقة القصف والغازات السامة بتلك التشوهات تواصل الدستور مع الدكتور رائد البابا رئيس قسم الأطفال بمستشفى العودة شمال قطاع غزة، والدكتور عدنان راضي رئيس قسم النساء والتوليد.
رئيس قسم الأطفال بمستشفى العودة يكشف أضرار القصف على الأطفال
وقال الدكتور رائد البابا في حواره للـ”الدستور”: “استقبلنا في قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة 3 حالات تشوه أجنة، كانت الحالة الأكثر تشوها الطفلة ملك القانوع ولدت بدون دماغ ولم تستطع المستشفى من تقديم العلاج لها لعدم توفر علاج لها ولصعوبة حالتها وصعوبة بقائها على قيد الحياة”.وأضاف: “هناك حالات مختلفة لتشوه الأجنة منها تشوهات في الجهاز التنفسي ودمور الدماغ والعضلات، ولم تسجل للأسف ولكن تلك الحالة ”ملك القانوع” كونها غريبة تم تسجيلها وتدوالها على مواقع التواصل الاجتماعي”.وأشار الدكتور البابا إلى أنه لا يوجد مراكز أبحاث أو معامل تحاليل يتم الإثبات من خلالها أن التشوهات عند المواليد الجدد والأطفال الصغار نتيجة الصواريخ والقصف، ولكن تلك الحالات ظهرت في فترة الحرب فقط، وهذا يؤكد وجود علاقة بين تلك التشوهات وعوادم الطائرات والصواريخ وتأثيرها على النساء الحوامل من خلال استنشاقها أو إصابة المرأة الحامل وهناك تشوهات أخرى على الجهاز العصبي تظهر مع تقدم الطفل في العمر.
وحول وضع الأطفال بشكل عام وانتشار أمراض سوء التغذية والمجاعة، قال البابا: “نستقبل يوميا في قسم الطوارئ والاستقبال أكثر من 150 حالة وفي داخل القسم هناك 15 حالة معظم الحالات حالات سوء تغذية ونزلات معوية شديدة مصاحبة للجفاف وأمراض جهاز تنفسي منها التهابات رئوية حادة، حالات حمى شوكية، والتهابات الكبد الوبائي، وأكد البابا أن معظم الحالات سببها هو عدم توفير مسكن صحي ومأكل صحي وتلوث المياه وفقدان أدنى مقومات الحياة لنمو الأطفال بشكل صحي وسليم”.وأوضح البابا أن الأطفال يعانون من فقدان الوزن وتعثر في الوزن وسوء الهضم وأيضا سجلت حالات كثيرة في فقدان الشهية وفقر الدم حاد، لافتا إلى أن هؤلاء الأطفال يعالجون بالحد الأدنى نظرا للنقص الشديد للأدوية والمعدات الطبية، متابعا: “نحاول بقدر الامكان علاجهم وتوفير الخدمة الطبية لهم”.وحول وضع المواليد، أكد البابا أن هناك حالات سجلت بعيوب خلقية وتم مؤخرا استقبال طفلة بدون دماغ “ الطفلة ملك”، حالة نادرة جدا جاء التشوه نتيجة الانفجارات والصواريخ والمواد السامة واستنشاق الأم لها خلال فترة الحمل.وتابع البابا: “نحن نعاني أيضا من نقص حاد قي فيتامينات الأطفال والحليب، ونقص الوزن والأنيميا وفقر الدم الحاد وأمراض الجهاز العصبي وسجلت حالات دمور في الدماغ وتلف في العضلات عند الأطفال الذين يفتقدون للعناصر الغذائية اللازمة لهم، لافتا إلى أن هناك أطفال غير قادرون على الحركة تمامًا نتيجة فقر الدم الحاد وضعف العضلات والأعصاب”.
قسم الولادة بمستشفى العودة: آثار القصف قد تستقر برحم الأم
وحول آثار تلك الغازات السامة وبقائها داخل رحم المرأة عقب ولادتها الطفل المشوه، ومدى حدوث ولادة أخرى لأطفال مشوهين، وقال الدكتور عدنان راضي رئيس قسم النساء والتوليد في مستشفى العودة، يمكن أن تبقى الآثار داخل الرحم وبالتالي هناك نسبة في تأثيرها على الأجنة في مرات الولادة الثانية، لافتا إلى أن ليس كل الحالات تستجيب وتبقى الآثار داخل الرحم.ولفت راضي إلى أنه تم تسجيل بعض الحالات وحالات أخرى ولدت بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن آثار العوادم والمقذوفات الناتجة على القصف قد تؤثر على ولادة المرأة مرة أخرى.