عزة سلطان: الكتابة الإبداعية ليست مقتصرة على أحد والإبداع لا يحدد بجنس معين.

صادف مصطلح النسوية إشكالية كبرى في تحديد ماهيته، فقد استعمل هذا المصطلح لأول مرة في مؤتمر النساء العالمي الأول الذي انعقد ببارس سنة 1892 حيث جرى الاتفاق على اعتبار أنّ النسوية هي” إيمان بالمرأة وتأييد لحقوقها وسيادة نفوذها”.وتقول الناقدة نعيمة هدى المدغري، في كتابها “النقد النسوي.. حوار المساواة في الفكر والأدب”: “وبما أنّ الأدب النسوي جزء من هوية المرأة، فقد بات ما تكتبه من إبداع ذا وعي متقدم ناضج، يراعي مختلف العلاقات التي تتحكم في شرط نضج هذا الإبداع داخل نظام المجتمع ليعبّر عن هويتها، وكيانها، وقضاياها، حيث ظهرت أصوات نسائية في الغرب، قبيل ظهور حركة النسائية، اتخذت الأدب شكلا معبرا عن الحقوق الضائعة، ولاسيما حق الأمومة، وقد أظهرت المرأة في شعرها، في تلك المرحلة، وعيا لقدراتها الفكرية، التي لا تختلف عن الرجل، ولكن التهميش أدى إلى تراجع إثباتها لذاتها، لذلك كان إبداعها نافذة تكشف عن كلّ بؤر التوتر الإبداعي”.
الكتابة الإبداعية ليست حكر على فكرة أو قضية
وعما إذا كانت “الكتابة النسوية” تهمة تطارد الكاتبات، وكيف يرين هذه الإشكالية، تحدثت الكاتبة عزة سلطان، في تصريحات لـ “الدستور”، مشيرة إلى: “كوني امرأة وكاتبة فعلي البدء بالدفاع والتبرير، هذا لأننا نحن النساء في الشرق الأوسط وفى مصر بصورة خاصة علينا أن نعيش محتمين بدروع التبريرات والشروح لكل فعل نقوم به”.وأوضحت “سلطان”: “إذا كتبنا وأبدعنا علينا أن نشرح ونؤكد على أن هذه كتابة إبداعية وليست ظلا شخصيا، وإذا ظهرنا في مناسبة ما علينا أن نضع التبريرات للتواجد، والسؤال الحقيقي هنا الحياة مكونة من رجل وامرأة فلماذا المرأة تحت الميكروسكوب وعليها أن تدفع كل الفواتير وتقدم كل التبريرات؟”.وأضافت: “حين صدر لي كتاب (أن تحبي رجلًا متزوجًا) واجهتني عشرات التعليقات بأن الكتاب تجربة شخصية، لم يتطرق أحد إلى المحتوى، لم يناقشوا هل أحسنت مناقشة القضية أم لا، إننا في مجتمع غالبيته تستكثر على النساء الحياة، وهنا تحضرني مقولة قرأتها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي (طيب ما توئدونا أحسن) ما هو مفهوم أن الكاتبات تقتصر كتاباتهن على قضاياهن؟ أليست هذه قضايا المجتمع؟ أليست المرأة هي نصف المجتمع فإذا ما تناولت القضايا التي تخصها فهي تخص المجتمع، لا أجد في ذلك اتهامًا، أو دفعًا يحتاج إلى التبرير وتقديم شرح وتفسير”.
الإبداع لا يؤنث أو يذكر
وشددت “سلطان” على أن: “الكتابة الإبداعية ليست حكرا على فكرة أو قضية، المبدع يتأثر ويكتب، لو أن رجلا تأثر لقصة أو قضية تخص امرأة وكتب عنها، هل ستسألونه لماذا كتب؟ لن يحدث بل سيتم الاحتفاء به وسيكون نصير المرأة، فلماذا لا يتركنا المجتمع ننتصر لما نؤمن به وندافع عما نراه حق لنا”.وتابعت: “الإبداع لا يؤنث أو يذكر الإبداع إما يكون صادقا ويصل أو لا، فإذا أراد المحيطون محاسبة أو مطاردة الكاتبات فليكن ذلك على جودة ما تقدمنهن من أعمال وليس عن مجمل تجاربهن الشخصية، أو شكوك المحيطين بأن المحتوى المقدم هو ظل لما عاشته الكاتبة”.