“وداع بدون جمهور”.. زينات علوي: راقصة الهوانم التي عانت من خذلان الزمن

“وداع بدون جمهور”.. زينات علوي: راقصة الهوانم التي عانت من خذلان الزمن

في شقة صغيرة بوسط البلد، رحلت الفنانة زينات علوي بصمت، كما عاشت سنواتها الأخيرة بعيدًا عن أضواء المجد التي كانت تملأ سماء السينما المصرية في الخمسينيات والستينيات، ولم يكن في وداع “راقصة الهوانم” جمهور، ولا حتى عدد يليق بتاريخها من الزملاء، فقد وُجدت جثتها بعد ثلاثة أيام من وفاتها، لتنضم إلى قائمة الفنانين الذين خذلهم الزمن في خريف العمر.كانت زينات علوي (19 مايو 1930 – 16 يوليو 1988) رمزًا للرقي والأنوثة في زمن الرقص الشرقي الذهبي، ولم تكن راقصة فحسب، بل فنانة شاملة شاركت في أفلام خالدة مثل “الزوجة 13 والسراب وكرامة زوجتي وريا وسكينة”، وقدمت نموذجًا للراقصة المهذبة المثقفة التي لا تعتمد فقط على الإثارة، بل على الأداء المتقن والتفاعل مع الموسيقى وكأنها تحكي قصة بجسدها.نهاية مأساوية لـ زينات علويلكن المجد لا يدوم، والحياة لا تسير دائمًا على وتيرة واحدة، ففي أوائل السبعينيات، قررت زينات علوي اعتزال الفن فجأة، مبتعدة عن الأضواء دون أسباب واضحة، ومرت السنوات ثقيلة، وانطفأ اسمها في ذاكرة الوسط الفني، حتى جاء يوم 16 يوليو لعام 1988، حيث أسلمت الروح إثر أزمة قلبية. لم يكن هناك من يطرق بابها، إلا بعد أن جرى اكتشاف ذلك بعد نحو 3 أيام من رحيلها.مرت جنازة زينات علوي هادئة، باردة، لم تشهدها عدسات الكاميرات، ولم تكتب عنها الصحف كثيرًا في حينها، فبضعة فنانين قدامى حضروا، والبقية كانت منشغلة بالحياة، كما لو أن أحدهم لم يعرف أن “الراقصة التي علمت الهوانم” قد رحلت.زينات علوي.. من شارع عماد الدين إلى صالات المجدوُلدت زينات علوي في 19 مايو 1930 بالإسكندرية، وبدأت رحلتها الفنية من القاهرة، حيث التحقت بكازينو بديعة مصابني، بوابة كبار الراقصات في تلك الفترة، وهناك تعلمت أصول الرقص الشرقي الأصيل، وصقلت موهبتها، حتى أصبحت واحدة من ألمع الأسماء على الساحة الفنية في الخمسينيات والستينيات.لم تكتفِ زينات بالرقص فقط، بل دخلت عالم السينما من أوسع أبوابه، فشاركت في أفلام شهيرة، وتميزت بأدوار خفيفة الظل أحيانًا، وبشخصية الراقصة المهذبة الرزينة في أحيانٍ أخرى، مما منحها مكانة خاصة بين الجمهور وصنّاع الفن.