تعزيز التعاون بين مصر والسعودية لتحسين أنظمة الدفع الرقمية في خدمات الحج والعمرة

استقبلت سامية سامي، مساعد وزير السياحة والآثار لشئون شركات السياحة ورئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، وفدًا رفيع المستوى ضم ممثلين عن وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، والبنك الدولي، والبنك المركزي السعودي، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة. يأتي ذلك في إطار الزيارات الرسمية الهادفة إلى تعزيز أواصر التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية. جاء اللقاء في سياق جهود مشتركة بين الجانبين لمناقشة آليات تطوير منظومة المدفوعات الرقمية الخاصة بخدمات الحج والعمرة، وتبادل الخبرات بشأن سبل التحول الرقمي، بما يتسق مع التوجهات الإقليمية والدولية نحو تعزيز الكفاءة والشفافية في تقديم الخدمات، ولا سيما ما يتعلق منها بتجربة الحاج والمعتمر. وبدأت سامية سامي اللقاء بالترحيب بالوفد، ناقلة تحيات الوزير أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وتمنياته بنجاح الزيارة وتحقيق أهدافها المرجوة، مؤكدة أهمية هذا اللقاء كمنصة مثمرة لتبادل الرؤى وبناء شراكات فعالة في مجال الحج والعمرة، الذي يمثل أحد أبرز ملفات التعاون الثنائي بين القاهرة والرياض. وأكدت مساعد الوزير لشئون شركات السياحة، أن وزارة السياحة والآثار تضع التحول الرقمي في صدارة أولوياتها، انسجامًا مع رؤية مصر 2030، التي تستهدف إرساء بنية رقمية قوية تُسهم في تطوير الخدمات وتقليل الاعتماد على المعاملات النقدية، بما يدعم الشمول المالي ويعزز من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وعلى رأسها خدمات الحج والعمرة. وشددت سامية سامي، على أن هناك توجيهات واضحة من الوزير بتسريع وتيرة التحول الرقمي في هذا القطاع، والعمل على تحسين تجربة الحاج والمعتمر المصري، وذلك من خلال تسهيل الإجراءات المالية، وتبني أحدث النظم الإلكترونية لتقديم خدمة آمنة وفعالة تتواكب مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة في هذا المجال. وفي هذا السياق، أشادت بالتجربة السعودية الرائدة في مجال الرقمنة، خصوصًا ما تنفذه وزارة الحج والعمرة بالمملكة بالتعاون مع البنك الدولي، من مشاريع لتطوير منظومة المدفوعات الرقمية، مشيرة إلى أن التعاون مع الجانب السعودي يمثل فرصة حقيقية لتبادل المعرفة والاستفادة من التجارب الناجحة، بما يعود بالنفع على الحجاج والمعتمرين المصريين. كما أكدت سامية سامي، على أهمية التكامل بين القطاع الحكومي والخاص في دعم هذه التوجهات، مشيدة بالدور الفعال الذي تقوم به شركات السياحة المصرية في تطوير الخدمات ومواكبة التحولات التكنولوجية، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في تنفيذ الرؤية المستقبلية لمنظومة الحج والعمرة. وتناول اللقاء كذلك مناقشة عدد من المقترحات حول كيفية تعزيز استخدام الحجاج والمعتمرين المصريين للمدفوعات الرقمية أثناء أداء المناسك، من خلال التوعية والتثقيف والتيسير الفني، فضلًا عن بحث آليات التنسيق المشترك بين المؤسسات المصرفية والرقابية في كلا البلدين لتوفير حلول دفع رقمية تتسم بالكفاءة والأمان. واطلع الجانب المصري الوفد السعودي على أبرز ملامح التجربة المصرية في مجال تطوير نظم الدفع الإلكتروني، واستعرض الجهود التي تبذلها الدولة ممثلة في البنك المركزي المصري والجهات المعنية الأخرى لدعم بيئة المدفوعات الرقمية وتوسيع نطاق استخدامها على مختلف الأصعدة، وهو ما انعكس إيجابًا على العديد من القطاعات، لا سيما القطاع السياحي. وفي ختام اللقاء، جرى التأكيد على أهمية استمرار هذه اللقاءات التنسيقية وتعزيز قنوات التعاون الثنائي بين البلدين، وتكثيف العمل المشترك في الفترة المقبلة لتنفيذ مشاريع محددة تسهم في تحسين تجربة الحاج والمعتمر، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية الرقمية والخدمات المالية. ويأتي هذا اللقاء في وقت تتنامى فيه أهمية التحول الرقمي كمدخل رئيسي لتحسين جودة الخدمات، وتسهيل الإجراءات، وتقديم تجربة أكثر سلاسة للحجاج والمعتمرين، وسط ما يشهده قطاع السياحة الدينية من تطور متسارع وتحديات متزايدة تتطلب جاهزية تقنية عالية واستجابة فاعلة من جميع الأطراف المعنية.