“تحت سقف واحد”.. قصة كراهية العندليب لأحمد فؤاد نجم

“تحت سقف واحد”.. قصة كراهية العندليب لأحمد فؤاد نجم

لم يكن عبد الحليم حافظ يكره أحمد فؤاد نجم؛ لأنه شاعر ثوري، بل لأن بينهما تاريخًا قديمًا يبدأ من الملجأ، هناك تشكلت خصومة صامتة لم تذب رغم مرور السنين، وامتدت لتؤثر حتى على نظرة العندليب للشيخ إمام، شريك نجم الفني.في حديث خاص لـ”الدستور”، يكشف لنا الدكتور عصمت النمر، الكاتب والباحث في التراث الموسيقي، عن سر اختيار الشيخ إمام لكلماته ومغنيه، ولماذا لم يمد يده يومًا إلى تلحين قصائد لمطربين كبار مثل أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ، رغم قدرته الفنية وموهبته الفريدة.يؤكد الدكتور عصمت النمر، أن: “مدرسة الشيخ إمام في التلحين لم تكن تقليدية، بل كانت خارجة من قلب الشارع، وموجهة إلى الناس مباشرة، بلا رتوش ولا تجميل، يقول: “كان إمام يلحن كأنه يحكي، وكل لحن له نفس، وله موقف، وله جرح، ولهذا لم يكن صوته ولا أسلوبه يتماشيان مع غناء أم كلثوم أو عبدالحليم حافظ، رغم عظمتهما”.

عبدالحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب

يروي “النمر”، أن الموسيقار محمد عبد الوهاب قال عن الشيخ إمام ذات مرة للعندليب عندما سأله عن رأيه: “الشيخ إمام فنان كبير يمشي في سكة سيد درويش وبحماس”، وهي شهادة كبيرة تؤكد تقديره لمشروع إمام الفني.وأضاف: لكن عبد الحليم حافظ – كما يحكي النمر – كانت له حسابات مختلفة، متابعًا: “كان عبد الحليم يحمل ضغينة شديدة تجاه أحمد فؤاد نجم؛ لأنهما تربيا معًا في نفس ملجأ الأطفال، لذا لم يكن يطيق سماع اسمه، وكان يحاول دائمًا الوقيعة بين عبد الوهاب والشيخ إمام”.ويضيف “النمر” أن عبد الحليم سأل عبد الوهاب ذات مرة: “مش شايف إن أغاني إمام ونجم فيها حقد طبقي؟”، لكن عبد الوهاب، بدهائه المعروف، رد بابتسامة: “مفيش حاجة اسمها حقد طبقي يا حليم، دي مشاعر ناس تعبانة وبتتكلم”.

الشيخ إمام
الشيخ إمام

يعلق النمر قائلًا: “كان زمن الاشتراكية وقتها، وكانت تلك الجملة وحدها كافية لتخمد أي محاولة للوقيعة، عبد الوهاب كان يعرف قدر إمام ونجم، حتى وإن لم يغن لهما”.أما الشيخ إمام، فكان واضحًا في اختياراته، “كان يختار الكلمة التي تشبهه”، كما يقول النمر: “كلمة نجم أو فؤاد قاعود كلمات تشبه الشارع، لا الصالونات، ولهذا بقي إمام صوت الفقراء، وليس مطرب السهرات”.