التقييم اللوني للمرحلة الابتدائية: ما دلالات النظام الجديد لأولياء الأمور والمعلمين؟

مع انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية، يتجدد الحديث حول نظام التقييم الجديد الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ضمن منظومة التعليم 2.0، والذي يختلف جذريًا عن النظام التقليدي القائم على الدرجات.إذ يتم تقييم تلاميذ الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائي بأسلوب يركز على مدى اكتساب الطالب للمهارات والمعارف المستهدفة، بعيدًا عن الحفظ والتلقين، ويُعبَّر عن النتيجة باستخدام ألوان تعكس مستوى الأداء.ويعد هذا النظام جزءًا من خطة تطوير التعليم الأساسي في مصر، حيث يهدف إلى بناء شخصية متكاملة للطفل، وتنمية قدراته على التفكير والتحليل والتواصل، دون وضعه تحت ضغوط الدرجات والامتحانات التقليدية.وتُجرى التقييمات على مدار العام الدراسي من خلال الملاحظة المستمرة، والأنشطة الصفية، وملف الإنجاز، بالإضافة إلى التقييمات الشهرية البسيطة والاختبارات التحريرية التي تتم بصورة دورية.ويتم إعلان نتيجة الطالب في نهاية كل فصل دراسي باستخدام أربعة ألوان، كل منها يُعبّر عن مستوى معين من الأداء:اللون الأزرق: يشير إلى أن الطالب يفوق التوقعات في اكتساب المهارات والمعارف.اللون الأخضر: يعني أن الطالب يحقق التوقعات المطلوبة بشكل مناسب.اللون الأصفر: يدل على أن الطالب في حاجة إلى بعض الدعم في بعض المهارات.اللون الأحمر: يوضح أن الطالب لم يكتسب المهارات الأساسية ويحتاج إلى دعم مكثف.ويحصل ولي الأمر في نهاية كل فصل دراسي على تقرير مفصل يوضح مستوى ابنه أو ابنته في كل مادة، ويشمل التقييمات الملونة إلى جانب ملاحظات من المعلم حول سلوك الطالب ومشاركته داخل الصف، ومجالات التفوق والاحتياج للدعم.وأوضحت وزارة التربية والتعليم أن الهدف من هذا النظام ليس تصنيف الطلاب، بل تتبع تطورهم وتنمية مهاراتهم بشكل متدرج، ومساعدة المعلم وولي الأمر في التعرف على نقاط القوة والضعف لدى الطفل والعمل عليها. كما يرسخ هذا التقييم روح المتابعة المستمرة بدلًا من الاعتماد الكلي على امتحانات نهاية الفصل.وأشارت الوزارة إلى أن نتائج التلاميذ يتم إعدادها بعناية من قبل معلمي الفصول، بعد تحليل شامل لملفات الإنجاز والأنشطة وأداء الطلاب، ويُعتمد التقييم في النهاية من خلال لجان متخصصة داخل كل مدرسة لضمان الحيادية والدقة.يُذكر أن فلسفة النظام الجديد في التعليم تقوم على جعل الطالب محور العملية التعليمية، مع توفير بيئة محفزة على التفكير والإبداع، وتنمية مهارات التواصل والتعلم الذاتي منذ الصغر، وهو ما يعكسه هذا النظام التقييمي الحديث.ومع اعتماد هذا النهج التربوي المتطور، تأمل الوزارة في ترسيخ ثقافة تعليمية جديدة في المجتمع، تُشجّع على الفهم والابتكار بدلًا من المنافسة على الدرجات والحفظ التقليدي، بما يحقق مستقبلًا أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.