خبراء: تأثير جغرافيا مصر على الهوية المصرية

خبراء: تأثير جغرافيا مصر على الهوية المصرية

حول اندماج الشخصية المصرية، على مر العصور مع كل ما قابلته بعد نجاحها في هضمه، ومقومات هذه الشخصية، عقد لقاء في المجلس الأعلي للثقافة، بعنوان “الشخصية المصرية ومقاومتها في القرن التاسع عشر”. 

متخصصون: جغرافية مصر أثرت في الشخصية المصرية

أكد الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن التحدي الذي واجهته الشخصية المصرية في القرن الـ19، فهو كما وصفه من القرون التي تعرّضت فيها الشخصية المصرية لعدد من التحديات والمشكلات، والتي تعاملت معها بشكل يتناسب مع مكتسبات الشخصية المصرية التي تشكلت من مثلث أهم أضلاعه الجغرافيا. وأضاف: “لدينا نهر النيل الذي لملم المصريين حوله، ثم الصحراء، وكذلك السواحل التي مكنت مصر من التواصل مع العالم الخارجي، وتابع بأنه بالإضافة إلى الجغرافيا فهناك سمات في التركيبة السكانية للشعب المصري، فطبيعة ما فرضته عليها الجغرافيا أثرت دون شك في الشخصية المصرية، فوجدناها تندمج مع كل ما قابلته، بل لم تكتفِ، بل يمكن القول إنها استطاعت أن تمتصه أيضًا، وأضاف أن هناك التراكم التاريخي الذي يجب ألَّا نغفله منذ بداية التاريخ إلى اليوم، لذا فالقرن الـ19 وجدنا فيه أن مصر أصبحت موضع أبصار العالم وأصبحت مطلوبة ومرغوبة من كل البلدان، لذا نجدها وقد توافدت عليها الحملات والاحتلال بكل أشكاله. 
 وقال دكتور زكريا الرفاعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن الشخصية المصرية تحديدًا عند الإمام محمد عبده متعددة الزوايا، وأي دراسات لديه سنراه يبحث في هذا الشق، بشكل واضح، كذلك سنجد في كتاباته الصعوبات التي واجهتها تلك الشخصية لأنها دائمًا كانت مرتبطة بالظروف الصعبة التي مرت بها الشخصية المصرية. وأضاف أننا سنجد عنده أيضًا المدخل الجغرافي مذكورًا وواضحًا، كما سنجد أن هناك عددًا من المداخل، منها التراث والموروث ودراسات سلوكية عديدة، فلا نستطيع أن نقول إن هناك دراسة كاملة وشافية عن الشخصية المصرية في الدراسات الإنسانية، نجدها في الدراسات المحلية مختلفة كثيرًا عن الشخصية المصرية عند المستشرقين، وتابع “الرفاعي” أن القرن الـ19 حدثت فيه تحولات كثيرة وواضحة في الشخصية المصرية، كما أنها اكتسبت صفات لا تزال موجوده حتى اليوم، بالإضافة أيضًا إلى تجربة فترة محمد علي التي يجب ألا نغفلها.
وأكد أن الإمام محمد عبده عالم كبير ورؤيته للمجتمع المصري كانت رؤية ثاقبة، نظرًا إلى ما نهل منه من حياته في الريف ثم ذهابه إلى الأزهر، ثم عمله في الوقائع المصرية، كل هذا أثرى شخصيته ورؤيته التحليلية للأمور بشكل عام، كذلك كان يتمتع برؤية تاريخية، فكان يتحدث عن التاريخ والحضارة مستمدًّا أفكاره من واقع تاريخي وكذلك من قراءته، ودون شك كانت لديه رؤية دينية في كل ما يحيط به وكان دائمًا يقول: إن أي نهضه لا تلقي بالًا بالجانب الديني نهضة محكوم عليها بالفشل.