محللة سياسية: أوروبا بدأت تضعف الحماية التقليدية لإسرائيل بفضل الجهود المصرية المستمرة.

قالت الدكتورة إيريني سعيد، الأكاديمية والمحللة السياسية، إن أوروبا تشهد تحولًا تكيفيًا وليس استراتيجيًا في مواقفها تجاه إسرائيل، نتيجة الضغوط الشعبية والسياسية المتزايدة، مشيرة إلى أن هذه التغيرات تمثل بداية تفكيك الحصانة الغربية التقليدية التي تمتعت بها إسرائيل لعقود طويلة.وأضافت خلال مداخلة هاتفية على قناة “إكسترا نيوز” أن بروكسل أظهرت مؤشرات واضحة على استنكارها للسياسات الإسرائيلية، ليس فقط من خلال مواقف بريطانيا، بل أيضًا عبر تحركات قوية من هولندا وفرنسا، التي لوحت بوقف الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية مع تل أبيب، وهو ما يمثل ضربة سياسية واقتصادية كبيرة.وأكدت أن هذا التحول الأوروبي لا يقل أهمية عن التحركات الأممية، بل قد يكون أكثر تأثيرًا، خصوصًا إذا تبعته عقوبات اقتصادية حقيقية، مشددة على أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة لتحركات مصر الدبلوماسية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي نجحت في تغيير المزاج الأوروبي لصالح القضية الفلسطينية.ورأت المحللة السياسية، أن إسرائيل باتت تواجه عزلة أخلاقية ودبلوماسية حقيقية غير مسبوقة، خصوصًا في ظل تصاعد النزعة اليمينية المتطرفة داخلها، مما يزيد من الضغوط الخارجية عليها، لافتة إلى أن بعض القيادات الإسرائيلية بدأت بالفعل محاولات لاحتواء الموقف الأوروبي، لكنها ما زالت تتكئ على الدعم الأمريكي، الذي يمثل العقبة الرئيسية أمام تحول استراتيجي حقيقي.وحول مذكرات الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو وبعض وزرائه، أشارت إلى أن إسرائيل مدانة قانونيًا على مستوى الأفراد والدولة، وأن العقوبات الأوروبية المحتملة قد تشكل غطاءً قانونيًا لتدويل ملف الانتهاكات، خصوصًا أمام محكمة العدل الدولية.