دولة معزولة تفتك بالأطفال.. نتنياهو يحجب المساعدات عن سكان غزة.

بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفع الحصار عن قطاع غزة، كشفت الأمم المتحدة أن دول الاحتلال ما زالت تمنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية لملايين الفلسطينيين المحاصرين، في وقت تصاعدت فيه الانتقادات من الداخل الإسرائيلي، حيث وصف سياسي بارز ممارسات الجيش بأنها “قتل للأطفال من باب الهواية”، وفقا لصحيفة الجارديان.يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة، وضغوط متزايدة على تل أبيب لوقف الانتهاكات وإدخال الإغاثة فورًا.وأوضح ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن خمس شاحنات فقط سُمح لها بالدخول إلى غزة، دون منح الإذن بتوزيع محتوياتها. وأضاف: “أن هناك موافقة مبدئية من السلطات الإسرائيلية على دخول نحو 100 شاحنة إضافية، لكنها لم تُمنح التصاريح اللازمة بعد”.وبحسب ليركه، فإن هذه الكمية لا تمثل سوى خُمس ما كان يدخل يوميًا إلى القطاع قبل الحرب، ما يجعلها غير كافية لمواجهة الأزمة الغذائية المتفاقمة بعد 11 أسبوعًا من الحصار شبه الكامل.
خلاف حول أرقام المساعدات
في المقابل، قالت جهات إسرائيلية مسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات إن 93 شاحنة دخلت القطاع يوم الثلاثاء، لكنها لم تُجب عن ما إذا كانت محتوياتها، خصوصًا المواد الغذائية والأدوية، قد وُزعت بالفعل، حسب الجارديان.
تصاعد الانتقادات الداخلية والدولية
تزامن ذلك، مع تصاعد الغضب الدولي إزاء خطر المجاعة التي تهدد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وكان نتنياهو قد صرح مساء الأحد بأن استمرار الحصار “يضر بمكانة إسرائيل العالمية”، معلنًا رفعه لأسباب إنسانية.من جانبه، وجه يائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين اليساري ونائب رئيس أركان جيش الاحتلال سابقًا، انتقادات حادة للحكومة، قائلًا: إن إسرائيل أصبحت “دولة منبوذة تقتل الأطفال كهواية”. وأضاف في تصريحات لإذاعة ريشت بيت: “الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين ولا تطرد السكان”.ورد نتنياهو على هذه التصريحات واصفًا إياها بأنها “افتراءات دموية معادية للسامية”، لكنه واجه ضغوطًا متزايدة مع استمرار الانتقادات من داخل المعارضة.
قمع داخلي للمناهضين للحرب
وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ناشطين مناهضين للحرب حاولوا تنظيم وقفة احتجاجية قرب حدود غزة، حاملين صور أطفال فلسطينيين استشهدوا في الغارات الجوية. وتم احتجازهم طوال الليل قبل الإفراج عنهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.وكان من بين المعتقلين ألون لي غرين، المدير المشارك لحركة “الوقوف معًا” الإسرائيلية الفلسطينية، التي أصدرت بيانًا قالت فيه: “بينما يُعتقل المتظاهرون السلميون، يُسمح للمستوطنين اليمينيين بشن هجمات دون محاسبة”.
معاناة متصاعدة داخل غزة
في الداخل، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد ما لا يقل عن 85 شخصًا يوم الثلاثاء، بما في ذلك هجمات على منزل عائلة ومدرسة تُستخدم كملجأ في شمال غزة، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا على الأقل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفالكما أمرت دولة الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مناطق وسط خان يونس، معلنة إياها “منطقة قتال”، ما أجبر آلاف السكان المنهكين على النزوح مجددًا. ويُشار إلى أن معظم سكان القطاع تنقلوا مرارًا بحثًا عن مأوى آمن دون جدوى، في ظل تصعيد عسكري لا يستثني أي منطقة.ووفق أحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، بلغ عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية أكثر من 53،000 شخص، نصفهم تقريبًا من المدنيين، بينهم أكثر من 28،000 امرأة وطفل.