الجارديان: انخفاض غير مسبوق في العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل نتيجة “للعنف الوحشي”

تدهورت العلاقات البريطانية الإسرائيلية إلى أسوأ حالاتها منذ عقود، وفق ما أوردته صحيفة الجارديان، على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية.وذكرت الصحيفة في تقرير لها سلط الضوء على قرار على قرار المملكة المتحدة تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن التصعيد الإسرائيلي في غزة واستخدام وزراء إسرائيليين لغة “التطهير” ضد الفلسطينيين كانا وراء هذا الموقف البريطاني غير المسبوق.وقالت: إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اتهم وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش، بإطلاق تصريحات متطرفة تدعو إلى “تطهير غزة” و”تهجير الفلسطينيين”، واصفًا هذه الدعوات بأنها “مقززة وبغيضة ووحشية”، في خطوة تعكس حجم التدهور في العلاقات بين البلدين. وتابعت الجارديان أن “لامي” وجّه انتقادات حادة إلى حكومة تل أبيب بسبب منع دخول آلاف الشاحنات الإغاثية إلى غزة، واعتبر أن تلك السياسات تمثل “إهانة للقيم البريطانية” وتتعارض مع المبادئ التي بُنيت عليها العلاقة بين لندن وتل أبيب.وفي السياق ذاته، أوردت الصحيفة تصريحات “لامي” التي قال فيها: “نحن الآن في مرحلة مظلمة من هذا الصراع. الحكومة الإسرائيلية تخطط لتجويع المدنيين، ولا تسمح سوى بالقليل من المساعدات لتفادي المجاعة الكاملة”.
تصعيد دبلوماسي نادر بين لندن وتل أبيب
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال ردّت بغضب على هذا التحرك، حيث وصفت وزارة خارجيتها الموقف البريطاني بأنه “مدفوع بهوس معادٍ لإسرائيل”، مضيفة أن الضغط الدولي لن يثنيها عن مواصلة عملياتها العسكرية في غزة.وأكدت الصحيفة أن 17 دولة أوروبية أيدت مراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال الإسرائيلي، في حين اكتفت بريطانيا حاليًا بتجميد المفاوضات، وسط مطالب داخلية بتصعيد الخطوات.
غضب برلماني ومطالب بخطوات أكثر جرأة
ولفتت الجارديان إلى أن جلسة مجلس العموم البريطاني شهدت انتقادات واسعة من نواب حزب العمال والمعارضة المحافظة، الذين طالبوا بفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متورطين في التحريض، وبتشديد الرقابة على صادرات الأسلحة البريطانية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.ورغم أن “لامي” لم يعلن عن عقوبات على وزراء مثل سموتريتش وإيتامار بن غفير، فقد أكد أن “بعض تصريحاتهم تخضع حاليًا للمراجعة”، كما فرضت الحكومة عقوبات جديدة على كيانات استيطانية وأفراد متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية.
تحذيرات من كارثة إنسانية و”تشويه لصورة إسرائيل”
وأبرز التقرير تحذيرات لامي من أن “التصعيد العسكري الجديد في غزة غير مبرر أخلاقيًا وغير متناسب تمامًا”، مؤكدًا أن منع دخول المساعدات يعرض مئات الآلاف من المدنيين لخطر المجاعة، ويقوض فرص الإفراج عن المحتجزين.واعتبر الوزير البريطاني أن حكومة نتنياهو “تسيء إلى سمعة إسرائيل عالميًا” و”تعزلها عن أصدقائها وشركائها”، مضيفًا: “هذا مؤلم للغاية، بصفتي صديقًا مخلصًا لإسرائيل ومؤمنًا بقيم إعلان استقلالها”.