محمد السيد إسماعيل يمكن إعادة صياغته إلى “محمد إسماعيل السيد”.

محمد السيد إسماعيل يمكن إعادة صياغته إلى “محمد إسماعيل السيد”.

مازلت أراه هناك
على مقعد قديم
في حديقة دار العلوم
حين كانت “المنيرة” تفيض بالعلم والنور
وتحفظ للغة جلالها
إلى جواره فتحي عبد الله
والمفردات تتبعهما مثل طالبين خجولين
لا يعرفان بعد
كيف يكون الشعر طريقة حياة
أتذكره جيدا
حين أخفى قصيدته الأولى 
كأنها سر 
أو اعتراف لا يليق بمقام الأستاذ
هو لايحب الضوء
كان يختبئ في حنان النقد
ويمسح الغبار عن نصوص الآخرين
وينسى أن ينفضه عن قصائده
كان أدبه ملهما 
كأنما خرج من كتب الأخلاق المهجورة
وكان إبداعه يدهشك دون أن يرفع صوته
كأنه عابر في زمن صاخب
يحمل وردة
وردة واحدة
ويكتفي بها
براءته
تشبه ندى الفجر
حين يسقط على وجوهنا
دون اعتذار
ويغسلنا من تعب الحياة
وجهه الطفولي
يدخل القلوب دون تصريح أو استئذان
ابتسامته الأنيقة
تصلح عنوانا لفيلم لا يمل
جملته الإبداعية
تمشي برشاقة على أطراف أصابعها
مثل شجرة تخبئ ظلها
حتى لا يجرح ضوء الغروب
رحل صديقي
لكنه نسي أن يأخذ صوته
نسي أن يغلق الباب خلفه.