البابا يلتقي لأول مرة مع المؤمنين في مقابلة عامة

أجرى قداسة البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، المقابلة العامة مع المؤمنين، وأعرب عن سعادته لاستقبال المشاركين في مقابلته العامة الأولى هذه، وتابع أنه سيواصل سلسلة التعليم التي بدأها البابا فرنسيس وموضوعها يسوع المسيح رجاؤنا. وأضاف قداسته أننا سنواصل اليوم التأمل في أمثال يسوع التي تساعدنا على العثور مجددًا على الرجاء لأنها تكشف لنا كيف يعمل الله في التاريخ.وواصل، أنه يريد اليوم التأمل في مَثل خاص بعض الشيء حسبما ذكر وذلك لأنه يُعتبر بشكلٍ ما تَقدمة لكل الأمثال، أي مثل الزارع (متى ١٣، ١-١٧). وواصل البابا أن بإمكاننا التعرف في هذا المثل على أسلوب تواصل يسوع والذي يُعلِّمنا الكثير من أجل إعلان الإنجيل اليوم.وفي حديثه عن هذا المثل قال البابا ليو الرابع عشر، إنه يروي لنا قصة مأخوذة من الحياة اليومية إلا أنه يريد أن يخبرنا بما هو أكثر من هذا لأنه يقودنا إلى معنى أكثر عمقا. إن هذا المثل يثير لدينا تساؤلات ويدعونا إلى عدم التوقف عند ما هو ظاهر، فأمام القصة التي يرويها لنا هذا المثل أو الصورة التي يقدمها يمكنني أن أتساءل اين أنا في هذه القصة، وماذا تقول هذه الصورة لحياتي. وتوقف الأب الأقدس هنا عند الأصل اللاتيني لكلمة مَثل والذي يعني الإلقاء أمام، أي أن المثل يُلقي أمامي كلمة تحفزني وتدفعني إلى التساؤل.وتابع قداسة البابا، أن مَثل الزارع يحدثنا عن ديناميكية كلمة الله وما تثير من تبعات. فكل كلمة في الإنجيل هي كما البذرة التي تُلقى في أرض حياتنا، قال البابا وواصل أن يسوع يستخدم صورة البذرة بمعانٍ كثيرة، فمَثل الزارع حسب إنجيل القديس متى يطرح عددا من الأمثال الأخرى الصغيرة يتحدث بعضها عما يحدث في الأرض. وأشار قداسته هنا إلى أمثال القمح والزؤان وحبة الخردل والأرض الطيبة، وتابع طارحا السؤال: ما هي إذن هذه الأرض؟ إنها قلبنا، قال البابا، ولكن أيضا العالم، الجماعة، الكنيسة. فكلمة الله تُخصب كل واقع وتحفزه، أضاف قداسته.وفي ختام تعليمه في أول مقابلة عامة له مع المؤمنين سأل قداسة البابا ليو الرابع عشر في أي أوضاع حياة تصلنا كلمة الله اليوم؟ وواصل داعيا إلى أن نسأل الرب نعمة أن نستقبل دائما تلك البذرة التي هي كلمته، وإذا اكتشفنا أننا لسنا أرضا خصبة فلَّا نحبط، بل لنطلب منه أن يعمل فينا ليجعلنا أرضا أفضل.
وخلال تحيته المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس أراد قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، وأمام الأوضاع المثيرة للقلق والأليمة بشكل متزايد في قطاع غزة، تجديد ندائه بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنهاء الأعمال العدائية التي يدفع ثمنها المؤلم الأطفال والمسنون والمرضى.